خالد سعيد الديني - المؤتمر في ذكرى تاسيسه.. نموذج الوطنية والبناء تمثل الذكرى الواحدة والاربعين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام في 24 اغسطس 1982م محطة مهمة لأستذكار وتقييم واحدة من أهم التجارب التي شهدتها اليمن من حيث كونها مثلت تحولا جذريا غير مسبوق في تحويل التجريم والتحريم السياسي للحزبية إلى عمل علني امتاز بالشراكة وجمع المختلفين على طاولة واحدة لكي يصنع اليمنيون يومها بالحوار وثيقة وطنية هي الميثاق الوطني الذي جاءت صياغته مرتبطة بفكر يمني خالص الهوى والهوية.
لقد جاءت عملية تاسيس المؤتمر الشعبي العام في ظل تلك الظروف التي كانت تمر بها اليمن لتقدم نموذجا لما يمكن أن يعتمل بالحوار والتواصل بين المختلفين من إيجاد وترسبخ القواسم المشتركة بين الناس وأبناء البلد الواحد حينما يتجاوزون تبايناتهم ويترفعون عن الصغائر ويرون في مصالح الوطن العلياأولوية لا تسبقها أي قضايا أو أولويات أخرى ولذلك نجحت عملية صياغة الميثاق الوطني وتأسيس المؤتمر الشعبي العام في الخروج من دوامة العمل السياسي السري وما كان له من مترتبات ومخاطر وانتهاكات لحرية وحقوق الانسان وضمن وجود المؤتمر لأصحاب التوجهات السياسية المختلفة التعبير عن ارائهم وافكارهم ومواقفهم بشكل علني.
وسيسجل التاريخ أن المؤتمر الشعبي العام الذي وإن كان تاسس في شمال الوطن إلا أنه وبمجرد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية أستطاع أن يمتد ويتسع إلى المحافظات الجنوبية والشرقية من خلال عقد المؤتمر العام الرابع التكميلي الذي جسد حقيقة أن المؤتمر هو التنظيم الذي يمثل اليمنيين بمختلف تنوعاتهم وتوزعهم الجغرافي فأصبح المؤتمر من ذاك التاريخ متواجدا ومنتشرا في عموم اليمن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه وسيظل إلى أن يشاء الله.
أن هذه المناسبة لفرصة لنحيي المؤسيين الأوائل للمؤتمر الشعبي العام الذين قادوا هذه التجربة العظيمة التي نحتفي ونحتفل بها اليوم ونسعى لأن يستمر هذا التنظيم كما عهده اليمنيون معبرا عن أمالهم وطموحاتهم والمدافع الأول عن الوطن ووحدته وسيادته واستقلاله وعن مصالحه العليا والتنظيم الذي يرفض كل اشكال الغلو والتطرف والارهاب والنعرات المذهبية والمناطقية والانفصالية ويؤمن أن الوطن ملك الجميع ومتسع للجميع.
في الختام اود أن أهنئ رئيس الموتمرالشعبي العام ونوابه والامين العام والامناء المساعدين واعضاء اللجنه العامه وكل مؤتمري ومؤتمرية أينما كانوا بهذه المناسبة ونأمل أن تكون محطة لأعادة مسار العمل المؤتمري بشقيه التنظيمي والوطني إلى وضعه الصحيح والسليم وبما يخدم قضيتنا الوطنية في البحث عن السلام العادل والشامل الذي يضمن لليمن وحدته وسيادته.
* عضو اللجنة العامة للمؤتمر |