المؤتمرنت- أحمد الربعي -
حل على الطريقة العشائرية .. لم لا ..!
ابنة رئيس البرلمان اليمني وشيخ قبيلة حاشد قتلت على يد زوجها الأردني الذي ينتمي إلى واحدة من العشائر الأردنية الكبيرة ، ويعتبر والده شيخا لتلك العشيرة ، وأودع الرجل السجن على أساس القانون الجنائي الأردني.
بعد ذلك تدخل القانون العشائري، فتم تشكيل وفد ضم العديد من وجهاء الأردن وسياسييها ، وبدعم من الملك عبد الله الثاني ، وقام بزيارة الشيخ عبد الله الأحمر ، الذي قابله بوفد ضم أربعمائة شخصية قبلية وسياسية ، وطلبوا منه العفو عن قاتل ابنته فيما يسمى بالعرف القبلي بـ«الجاهه» ، وتدخل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وانتهت المسألة بقبول الشيخ الأحمر والعفو عن القاتل ، مما سيعني خروجه من السجن !!
ترى هل يمكن أن نفكر بأسلوب «الجاهه» القبلية لحل كثير من المنازعات والخلافات العربية وخاصة أن كل الجهود الدبلوماسية وكل أساليب علم السياسة الحديث قد فشلت في حل تلك المنازعات؟
هل يمكن أن يقوم "آل جزائر" بتشكيل وفد يضم مئات الشخصيات الجزائرية ، فيزور «آل مغرب» ليستقبله وفد مغربي ويبحث الطرفان حل المشكلات العالقة بين البلدين بسبب قضية الصحراء ، ويكون ذلك بمباركة الملك محمد السادس والرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، وقد نصل إلى حل لهذه المشكلة التي تعيق العمل المغاربي المشترك. ولماذا لا يشكل وفد من «آل فتح» يضم شخصيات وطنية فتحاوية معروفة ، للالتقاء بوفد من «آل حماس» وبمباركة زعامات الطرفين فيتم الاتفاق على الحد الأدنى لمواجهة المشروع الشاروني واستحقاقات عملية السلام. وما الذي يمنع أن يجتمع وفد من «آل غرنغ» في السودان يضم شخصيات سودانية محسوبة على الحركة الشعبية ، مع وفد من «آل بشير» يمثل الرئيس عمر البشير وشخصيات نافذة في المجتمع السوداني لحل ما تبقى من نزاعات..؟!
ألسنا دولاً لم تصل بعد إلى مرحلة الاعتراف بالدولة وبعلاقة الحاكم بمواطنيه. ألسنا ما زلنا على مستويات سياسية عليا نتحدث بلغة العصبية القبلية ، ونمارس عقلية الثأر لحل خصوماتنا السياسية؟ فلماذا لا نجرب وخاصة أننا لن نخسر شيئاً ؟
نقلاً عن << الشرق الأوسط>>