المؤتمرنت- ريام محمد مخشف -
اليمنيون يترقبون بقلق مشاركة منتخب بلادهم للمرة الثانية في خليجي 17
تتهيأ الكرة اليمنية بمنتخبها الوطني الأول للمشاركة لخوض امتحان جديد للمرة الثانية في تاريخها في منافسات كأس الخليج 17 التي ستقام بقطر خلال الفترة من 10 إلى 24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي لثاني مرة في تاريخها، بعد إقرار انضمام اليمن لبعض مؤسسات دول مجلس التعاون الخليجي منها دورات الخليج الكروية.وتكتسب المشاركة اليمنية في البطولة الخليجية السنوية أهمية كبيرة للرياضة في البلد بشكل عام والكرة بشكل خاص كونها تأتي بعد طول انتظار وأمنية استمرت قرابة العقدين من الزمان. بالإضافة إلى ان هذه المشاركة ستسهم بشكل واسع في دفع علاقات التعاون القائمة حالياً بين اليمن والأشقاء في دول الخليج العربي تمهيداً لاندماج اليمن الكلي في المنظومة الخليجية العربية المتداخلة في تكوينها الجغرافي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي، إلى جانب أنها ستكون محطة هامة في مسيرة الإعداد والاهتمام بالمنتخبات الوطنية اليمنية لمواكبة تطور مستويات المنتخبات الخليجية الكروية صاحبة الخبرات الطويل في ملاعب كرة القدم.وتتطلع الجماهير اليمنية بترقب وقلق ولهفة لما سيقدمه منتخب بلادها في هذه التظاهرة العربية الأخوية الكبيرة.. وتأمل أن يقدم منتخبها في هذا الامتحان والاختبار الجديد العرض المشرف والظهور بصورة جيدة مغايرة عن تلك التي ظهر بها في مشاركته الأولى في خليجي 16 بالكويت العام الماضي ، إلى جانب ان الشارع الرياضي اليمني يتمنى أن يمسح المنتخب تلك الصورة السيئة التي رسمها بدورة دبي الدولية الودية في شهر رمضان المنصرم .
ويخوض منتخب اليمن أولى مبارياته في هذا المحفل الخليجي من المجموعة الثانية أمام نظيره البحريني السبت المقبل 11 ديسمبر ، ، ويلعب لقاءه الثاني مع حامل اللقب السعودية الثلاثاء 14 ، ويلتقي في المباراة الثالثة والأخيرة الجمعة أمام المنتخب الكويتي .
وفي هذا الصدد، اعتبر الشيخ حسين عبدالله الأحمر عضو البرلمان رئيس اتحاد الكرة اليمني المؤقت ان مشاركة منتخب بلاده في دورات الخليج مشاركة تاريخية بكل المقاييس وأهميتها وقيمتها التاريخية اكبر من قيمتها الرياضية.. فهي المشاركة اليمنية الثانية في هذه البطولة الخليجية التي تحظى ويسلط عليها الأضواء من كل وسائل الإعلام العربية والأجنبية، وتلقى متابعة جماهيرية كبيرة .
وأكد الأحمر لـ (( المؤتمر نت )) ان المشاركة اليمنية في هذه البطولة ستدفع بمستوى تعزيز علاقات اليمن ودول الخليج إلى الأمام وهي أيضا ستسهم في تعزيز قدرات الكرة اليمنية من خلال خوض هذا التنافس القوي الذي أدى إلى تطور المنتخبات الخليجية وبلوغها العالمية في مراحل مختلفة .. موضحاً أن وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة أوليا اهتماماً كبيراً في تجهيز المنتخب الأول على أعلى مستوى وتم توفير كل المتطلبات الضرورية لإنجاح مشاركاته المقبلة، وخصص لإعداد المنتخب ما يقارب المليون دولار، وتم التعاقد مع مدرب عالمي على مستوى في صفقة تعتبر الأكبر والأعلى في تاريخ الكرة اليمنية هو الجزائري رابح سعدان ، لافتا إلى ان مهمة المنتخب اليمني في دورة الخليج تبدو صعبة، لكنها في
نفس الوقت ليست مستحيلة على اعتبار ان اللاعب اليمني لديه الطموح الكبير والحماس في تقديم صورة مشرفة في ثاني طلة يمانية في كأس الخليج التي أمل طويلاً في خوض غمارها، وأعرب الاحمر عن أمله بأن يقدم منتخب بلاده المستوى الفني الجيد ويظهر بالصورة المأمولة ويمحو الصورة السيئة التي ظهر بها في كأس الخليج الماضية بالكويت .
من جانبه، يرى الناقد الرياضي المعروف محمد سعيد سالم مدير عام الإعلام بوزارة الشباب والرياضة ان المنتخب اليمني يدخل مشاركته المقبلة في خليجي 17 حاملا معه تطلعات الجماهير اليمنية، مشيراً إلى ان هناك توقعات ومخاوف لدى الشارع الرياضي اليمني وبين هذه التوقعات والمخاوف يقف منتخب البلاد في مفترق طرق أهمها طريق البحث عن نتائج جيدة وآخر عروض مشرفة وغيرهما يخشى الجمهور الرياضي ان يؤدي إلى نتائج غير مريحة ويكرر تلك النتائج المخزية في الدورة السابقة . لكن سالم أكد في نفس الوقت نفسه ان المنتخب اليمني القادم إلى كأس الخليج للمرة الثانية سيخوض منافساتها هذه المرة بنفسية جديدة فيها إرادة التنافس والرغبة الحقيقية في تقديم ما يرقى إلى مستوى الحدث.. لافتا أنه والاهم من ذلك هو ان تكون حصيلته في ثاني تجاربه في مسيرة بطولات الخليج مؤشرة على ان الرياضيين اليمنيين يريدون التأكيد على ان مواهبهم لم يكن ينقصها إلا الخبرة والتي تتوفر من احتكاك وارتباط برياضة تتطور باستمرار وهي الرياضة في دول الخليج.
إلى ذلك توقع المدرب الجزائري رابح سعدان المدرب الفني للمنتخبات الوطنية اليمنية ان يحتل المنتخب اليمني المركز الأخير في منافسات مجموعته ،وخاصة ان القرعة وضعت المنتخب في مجموعة صعبة وقوية نظراً لفارق المستوى الكبير بين اليمن والمنتخبات الأخرى ، إلى جانب الحظ السيء الذي أوقع المنتخب في أقوى مجموعة التي تضم منتخبات البحرين والسعودية والكويت وهي منتخبات معروفة بمستواها القوي وتأهلت إلى المرحلة الثانية من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم بألمانيا 2006 م .
وقال لـ (( المؤتمر نت )) : استعدنا منذ فترة بتجهيز المنتخب لكأس الخليج ، ولكن البرنامج المعد من قبلي لم ينفذ منه سوى 60% فظروف العمل الإداري والمالي لم تساعدنا خاصة من جهة اتحاد الكرة ، والفترة الأخيرة تولت وزارة الشباب والرياضة " أمور " المنتخب وخاصة وزيرها عبد الرحمن الاكوع وقدمت برنامجاً اعداداياً قبل المباراة الأخيرة في تصفيات كأس العالم أمام تايلاند قبل ثلاثة أسابيع وعملية التحضير والإعداد تسير بشكل جيد ، وأشار سعدان بأنه لا يعد الجمهور اليمني بشيء في كأس الخليج
القادمة ، لأنه اتفق مع المسئولين على استراتيجية وبرنامج ووجد صعوبات كثيرة ، لكن أكد انه ما يوعد به هو الظهور بشكل جيد وأداء أفضل بكثير عن الأداء الذي ظهر به المنتخب في خليجي 16 بالكويت ، وهذا هو هدفنا حسب الامكانات ، معرباً عن أمله ه في أن تكون المشاركة اليمنية بكأس الخليج نقطة تحول للكرة اليمنية من عام إلى عام ومن مشاركة إلى أخرى .. نستفيد ونعد ، ونصلح ، وننتج ، ونبني في المنتخب وفي المنشآت ، ونوه بأن ما بين أربع إلى خمس سنوات إذا استمر العمل بالتخطيط والبرامج
نقترب من مستوى الكرة الخليجية .. ووصف سعدان معنويات لاعبيه بأنها مرتفعة ولديهم الحماس والعزيمة والإصرار على تقديم مستوى مشرف يرفع من أسهم الكرة اليمنية في الملاعب الدولية، ويمسح الصورة السيئة التي ظهر بها في دورة الخليج الماضية.. متمنياً أن يستفيد لاعبوه من المباريات
الدولية التي خوضها في مدورة دبي الدولية ومباراتي العراق وقطر قبل المشاركة في دورة الخليج.
فيما يرى المحلل الرياضي احمد الظامري ان المشاركة اليمنية في هذه البطولة ربما تختلف عن خليجي 16 بالكويت ، لان استعدادا المنتخب لها جيد من خلال المعسكرات الخارجية وإقامة المباريات التجريبية وإسناد مهمة تدريب المنتخب لخبير كروي معروف الجزائري سعدان ، الأمر الذي سيمنح المنتخب اللعب المنظم والأداء الراقي ليغير الصورة السيئة التي رسمها في خليجي 16 .
وحول حظوظ المنتخب في دورة الخليج بعد وقوعه في المجموعة الحديدية أشار الظامري إلى ان الحظوظ قد لا تكون مواتية إذا ما نظرنا إلى تاريخ المنتخبات التي في مجموعتنا ، لكنه استدرك قائلاً : ان اللاعب اليمني إذا ما توفرت له الظروف الأساسية كالنظام والالتزام والانضباط داخل الملعب وخارجه ، وفي المعسكرات الداخلية والخارجية ووجد عاملا المال والجهاز الفني المقتدر فأنه سيبدع لأنه لا يختلف كثيراً عن اللاعب الخليجي ، واعتبر يوسف ان المنتخب اليمني لن يكون صيداً سهلاً في خليجي 17 بقطر ، ويرى يوسف ان دورة الخليج سيكون لها مردودها الإيجابي في تطور مستوى الكرة اليمنية كثيرا لان البطولة الخليجية تجمع كروي مهم استفادت منه دول الخليج في تطوير مستواها الفني على مدى سنوات إلى جانب ان كأس الخليج شكل انطلاقة مهمة لمنتخبات تلك الدول نحو القارية والعالمية،وأوضح يوسف ان اليمن بمشاركتها في هذه الدورة الخليجية ستتوسع في بناء الملاعب والمنشآت الرياضية وفق المواصفات الحديثة لكي تتمكن اليمن من استضافة منافسات كأس الخليج في السنوات القادمة، وهذا
يعتبر الجانب المهم للرفع من شأن الكرة وتطويرها في اليمن.