محمد الجوهري . - قراءة متأنية لمقال بن حبتور بعنوان باب المندب اليمني يساند اهلنا في قطاع غزة المحاصر *في اصرار ليس بغريب على شخصه يواصل صديقي الفذ دولة رئيس وزراء حكومة تصريف الاعمال بصنعاء د/عزيز بن حبتور، عطاءاته الكفاحية والابداعية والتنويرية من خلال سلسلة مقالاته ومقابلاته وتصريحاته المتلفزة التي تخص الشأن الفلسطيني الصامد و المقاوم في ظل حرب ابادة صهيوامريكية ممنهجة، حيث يطالعنا بمقاله الجديد والذي يحمل عنوان مباشر يلخص فحوى التناول بكل صدق وصراحة، "باب المندب مقابل باب رفح" كما هو يعكس ذات القرار الذي حدده شعبنا اليمن مستجيبا لرؤية قيادته الثورية والسياسية والتزمت بتطبيقه قواتنا المسلحة الباسلة.*
*ولكن على غير العادة نجد الكاتب يلج في مقاله بدون مقدمة او حتى توطئة، ذاهبا مباشرة الى توصيف الحالة التي تلبست جميع من حضر المشهد مصطفا الى جانب العدو الصهيوامريكي، والتي اوردها نصا (ارتفع ضجيج الاصوات المحتجة)، و اؤلئك المصطفين التقليديين معروفين لنا جميعا لكنه اضاف لهم فريق جديد، هم العرب المتصهينين والذين استبدلوا هويتهم وجنسياتهم واصبحوا ينطقون بلسان اجهزة الاعلام الصهيونية، كدلالة على حجم الترابط العضوي بالعدو الصهيوامريكي بدون خوف من الله تعالى او خجلا ومواربة من عباده، كل ذلك بسبب اعلان القوات المسلحة اليمنية اغلاق مضيق في وجه في السفن الصهيونية او التي تحمل البضائع للكيان الصهيوني الذي يمارس الإبادة الجماعية والحصار الخانق على قطاع غزة مانعا عن شعبها، الغذاء والدواء والوقود وغيرها من الاحتياجات الحياتية، وذلك عونا لاهلنا بغزة على الصمود والاستبال من اجل التمسك بأرضهم والعيش فيها بكرامة.*
*بحماس وحمية المثقف العضوي المشتبك مع قضايا اخوته وابناء شعبه المستهدف ابادتهم، يواصل الكاتب ومن موقعه كرجل دولة في بلد مركزي في (محور المقاومة والممانعة) العربي/الاسلامي، نجده حريص على مواصلة كتابته بٱسى رصين لا يخالطه اي تشويش عاطفي برغم حجم الإبادة التي وصلت حد دهس الجرحى بجنازير الدبابات، مسترسلا في توضيح حقيقة الشراكة المباشرة للإدارة الامريكية يساندها الغرب الاستعماري بتقتيل اهلنا بغزة الكرامة، مؤكدا ان فزعة محور المقاومة لنجدة شعب غزة لهو ابسط رد فعل طبيعي بل هو موقف انساني وواجب ديني شرعا، في مواجهة التغول العدو الصهيوامريكي ومعه الغرب المتصهين يشاركهم رهط من الحكام العرب المطبعين ممن تصهينوا كذلك، ازهاقا للأرواح وسفكا للدماء وتهديما وتدميرا للمستشفيات والمدارس والمرافق الخدمية الضرورية لحياة المواطنين، حيث كان من الضروري مواجهة ذلك التكالب العدواني، بإصطفاف اخوي داعم لصمود المستضعفين (جهد استطاعة قوى محور المقاومة)، مبديا استغرابه وحيرته في فهم ذلك التحيز والتماهي بالموقف مع الصهاينة وما مارسوه من سلوك لا بل ما روجوه اعلاميا من استنكارا لموقف صنعاء اليمن التضامن ب(بحصار سفن الصهاينة او ماتخدمها من سفن للنقل البحري)، مرددين ان لا ناقة ولا جمل يخصها من اغلاق مضيق باب المندب في وجه الصهاينة بالرغم من انه اغلاقا اشتراطيا رابطا له بفتح الحصار عن ملايين الغزاويين، مكررا استغرابه ذلك من استنكارهم ورد عليهم بسؤال معكوس، طالبا من القارئ الكريم مواكبته في تتبع الاجابة عليه، مفاد سؤاله نصا : (هل نحن بشر اسوياء ويمنيين اقحاح ومسلمين انقياء بالفطرة) كيما نرى كل تلك الجرائم ضد اهلنا بفلسطين ونظل صامتين لا نحرك ساكن، مع العلم ان مضيق باب المندب هو جزء اصيل من الاراضي والمياه البحرية السيادية اليمنية ويقع بين البرين اليمنيين (جزيرة ميون + ذوباب/جبال الشيخ سعيد) وليس في المياه المتنازع حولها او في المياه الدولية .*
*وبنفس الحماس يواصل الكاتب كرجل دولة وبروف. اكاديمي في علم الادارة والادارة الإستراتيجية المنافحة بتبيان حق اليمن بإنخاذ ما يراه مناسب من خطوات واجراءات تضمن له مفاعيل تنفيذية تحقق اقصى درجات الحصار الخانق والمؤلم لاقتصاد الكيان الصهيوني ويعمق حجم مشاكله، واضعا شرط منطقي بكل مقاييس العدالة المتعارف عليها، (فتح الحصار البحري - مقابل فتح باب معبر رفح) نقطة أول السطر ولا أكثر، "مع الأخذ بعين الاعتبار ان الحديث عن المجتمع الدولي والمصالح الدولية هو كلام فضفاض لايقدم او يؤخر شيء، فأين كان واين هو الان هذا المجتمع الدولي الذي يشاهد شعب غزة يباد بدماء باردة وهو تحت الاحتلال وكذلك يقتل تجويعا وحصار بحرمانه من مواد اغاثية وتموينية غذائية وطبية ويمنع عنه مياه الشرب والكهرباء وباقي مقومات الحياة الطبيعية، أليس هذا المجتمع الدولي شريك بالجرم حين صمت عن حتى الإدانة للجرائم الصهيوامريكية والغربية العنصرية… ؟؟؟ - - -بل هاهو المجتمع الدولي يشاهد الامريكان يحشدون لتحالف حربي ضد اليمن من خلال الجولة المكوكية (لوزير حربهم اوستن) الذي جمع اكثر من اثناعشر دولة في قوامه العدواني تحت مسمى (حارس الازدهار) اي ازدهار يرجونه لعالمنا
اليوم بعد تلك الغطرسة واستعراض (فائض القوة الاستعمارية)، يقينا ان كل تلك الفرقعات التي يظنون انها سترعب اليمانيين البواسل هي لن تحرك شعرة واحدة من شعر اصغر رضيع يمني، فنحن بعون الله ومشيئته جاهزون بالتصدي لهم لا بل وكدلك بالرد الأكثر وجعا وإيلاما لكل الدول المشاركة ب(حلف الشر) ذلك ونتشوق لمنازلتهم ليعلموا حقا بان اليمن (مقبرة الغزاة)"*
*[حتما سيلاحظ القارئ الفطن ان تعقيبي هذا وردت فيه تفاصيل مستجدة {حرصت على كتابتها بين كومتين} تميزا لعدم الخلط بين الاصيل والإضافة التعقيبية،(لم ترد بالمقال الأصل) بل هي إضافة مني شخصيا لعلمي اليقيني بان الكاتب تحفظ عن ذكرها كونه رجل دولة رسمي وهو حاليا على رأس عمله، (حتى لا يتهم بالتطرف) بالرغم من انها راسخة في ضميره]، كما ينبئني بذلك حدسي لجهة كونه مناضل ثوري عروبي الهوى والهوية*
*وقبل ولوج الكاتب الى مرتكزاته السبعة التي عودنا على تسطيرها بكافة مقالاته، نجده حريص على تقديم عرض توضيحي مدعم بالوقائع والأحداث والارقام بالتفاصيل الجندرية والعمرية للقتلى والجرحى، اما المفقودين تحت ركام بيوتهم وعماراتهم السكنية و الابراج الخدمية الاعلامية والتجارية والاتصالات وغيرها، اورد عددهم كرقم بلا تفاصيل، معيدا على مسامع الجميع سرد متكامل بتفاصيل الحصار التركيعي الخانق وبنفس يفوق النفس النازي وحشية، مذكرا ذلك الرهط من الحكام المطبعين او من هم في طريقهم للتطبيع بكل تلك الجرائم، بصياغة تحمل النصح ولا تخل من التوبيخ واللوم، لآن موقفهم ليس تخاذلي فحسب، بل هو تشاركي كذلم يسعى الى تصفية وتهجير الشعب الفلسطيني ومحو وتصفية قضيته المركزية (القضية الفلسطينية) من الذاكرة العربية والاسلامية، تخففا من المسؤولية ومسائلة أجيال الأمتين ومسائلة الضمير اذا كان لايزال لديهم مايمتلكونه من ضمير، وتأسيسا على ما عرضه صديقنا الصمصوم أ.د. عزيز بن حبتور، من سرد وتتبع ورصد لمفاعيل #طوفان_الأقصى من نتائج وتداعيات عرج على تلخيص صلب متن مقاله بالمرتكزات وفق ما يلي :-*
*أولا :*
استهل الكاتب بذكاء أولى مرتكزاته بخصوص تلك الجرائم من خلال دور أمين عام هيئة الامم المتحدة (أنتوني جيتريش) الدي يعبر فيه عن رفضها من خلال تفعيل (المادة 99) من ميثاق تأسيس الامم المتحدة والتي تهتم بتدخل (مجلس الامن) لإيقاف الجرائم ضد الانسانية وحروب الإبادة، وهو امر عارضه مندوب الكيان الصهيوني في البداية لكنه مطمئن للموقف الامريكي الداعم لجرائمه، حيث عقد مجلس الأمن اجتماعه الذي صوت فيه بأغلبية 13 عضو مع ايقاف القتل والابادة، واستخدام المندوب الامريكي (حق الفيتو لنقض قرار ايقاف الابادة) بينما امتنع المندوب عن التصويت، وبذلك سمح للصهيوني بإكمال تلك الابادة للاسف الشديد، مسطرا تفاصيل وحاشد لمقاربات تجلي الكثير من الحقائق - - - احيل القارئ الكريم للرجوع لنص المقال الأصل لأن التعقيب يقصر عن منحها حقها ايضاحا فالمعذرة.*
*ثانيا :*
*اما في المرتكز الثاني فقد هتك استاذ الفاضل كاتب المقال، ستر منظومة (الغرب الأورواطلسي) وإدعائتها الزائفة وما ترفعه من شعارات مخادعة بخصوص الديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان، فلا حضور للحركة التنويرية التي تزعم تخليقها ونشر مبادئها كونيا وتعاقب منتهكيها على اساس منهج يتم ادارة حياة البشر بموجبها، لكنها نكصت في المحك عندما اصبح الكيان الصهيوامريكي هو من يجب معاقبته وفقا لتلك المبادئ، فحقوق المرأة والطفل وحقوق الحيوان والبيئة ومعها حرية الفكر والاعلام والعمل الاكاديمي، ليست سوى بربوجندا
لشعارات وظيفية تستخدم لمعاقبة خصومهم فقط حتى ولو كانوا هم (المجني عليهم) والمسلوبة ارضهم وحقوقهم والذين يتم تقتيلهم وابادتهم فقط لأنهم عرب ومسلمين، بينما هي وبردا وسلاما عليهم وحلفائهم.*
*ثالثا: *
*اكد الكاتب في ثالثا ماهو (تقرير واقع) لجهة حق اليمن وواجبها العروبي، فنهوضها بإعلان الاغلاق المشروط (لمضيق المندب) يقع على ارضها سمحت لكافة دول باستخدامه بسلاسة وسلام مطلق، لكن ظل من حقها اغلاقه في وجه كيان لقيط متوحش بعدوانية تجاوزت النازية حقدا، واعتمادا على كون اليمن جزء أصيل من محور المقاومة العربي/الاسلامي كان من الضرورة القيام بواجبها الانساني والخلاقي والديني والعروبي على اكمل وجه جهد قدرتها، نصرة لشعب غزة الذي يحاولون ابادته قتلا وحصار تجويعيا وطبيا وعطشا من الماء تصور اهم مقومات الحياة ممنوع عليهم.*
*رابعا :*
*هنا نرى الكاتب كمثقف ثوري ومناضل عروبي، وقد (هتك ستر) المتصهينيين من العرب والعربان الذين تغافلوا بإهمال عنما يشاهدنوه من جرائم تمارس ضد اخوانهم الفلسطينيين، من قبل حليفهم الصهيوني الذي يصنفهم كدواب ومطايا وذهبوا لعمل فرقعات اعلامية سواء في (قمة الذل او بالامم المتحدة)، لينشغلوا بالندوات والمؤتمرات والحفلات الراقصة ومسابقة( أجمل كلب)، ليعلن الكاتب بأن (الله وملائكته سيلعنهم) بل اضاف التاريخ في متون اسفاره ومدونات احداثه كذلك ستلعنهم كما تلعنهم شعوبهم التي قمعوا حراكها الفطري لنصرة فلسطين.*
*خامسا :*
*من دون إبخاس نجد الكاتب ينصف المقاومة الفلسطينية حقها من الاعتراف التبجلي للدور الذي نهضت بها في 7 أكتوبر الفارط من خلال ثورة طوفان الأقصى، الذي اعادت لفلسطين الشعب+الارض+القضية، حضورهم الألق في المشهد السياسي/الجماهيري/الاعلامي/الانساني العالمي، موضحا ان ذلك ذكر الطغم الرأسمالية المتوحشة والاوليجارشيات الامريكية والغربية، بان مؤامرة بريطانية (بوعد بلفور) جريمة لم تسقط بالتقادم، (فمنح من لا يملك الشيء، لمن لا يستحقه) باطل اسس لباطل اعم.*
*سادسا :*
*يصل بنا الكاتب من خلال رؤية استشرافية (بالمرتكزين 6+7) كما سنرى فقد اجتهدت في تجميع تحليلي للمعطيات الداخلة في تركيبة صورة المشهد الرئيس، لنبلغ بمعيته الى (حكم عام)، مفاده ان غالبية النظام الرسمي العربي هو موالي للمشروع الغربي المرتبط بحبل سري واحد مع الكيان الصهيوني، وهو جاهز لبيع فلسطين من البحر الى النهر إن لم يكن قد باعها فعليا، اما يسمى (بالسلطة الوطنية برئاسة "ابو مازن") بصمتها بأزاء كل تلك الجرائم على ابناء شعبها الامر الذي يجعلها متماهية مع الاثنين، لذلك اصبحت لا تمثل الشعب الفلسطيني ولا خياراته الوطنية، الى درجة جعلت علاقتها بدولة الكيان الصهيوني كأحدى اجهزته والادوات الدائرة في فلكه.*
*سابعا :*
*كما اوضحنا في (سادسا) ان الكاتب يصل بنا (حكم عام ثان) يخص هنا الموقف قوى محور المقاومة الذي أثبت انه قوي وقادر ومتماسك ويمتلك رؤية استراتيجية لجميع جوانب اعماله ومساراته المستقبلية، فالإلتفاف حوله وانضمام اليه من قبل احرار امتينا هو اعتصام بالحق وهو مايعجل بالنصر المبين على العدو الصهيوامريكي بمشيئة الله.*
*الخلاصة :*
*في خلاصة تذكيرية ارادها الكاتب مقتضبة كونها تعلي حقائق الحالة الكفاحية، كما انها بذاتها راسمة للمٱل بوضوح لا يقبل قرائتين لمعاني الاستشهاد الصانع للحرية والتحرير بكل مواطن العزة ابتداء من فلسطين الى ايران وباقي محيطها العربي في ٱسيا وصولا الى شمال افريقيا، الذين سقطوا شهداء جهاد هدفه تحرير فلسطين، حتما لن يخذلهم رب العزة والجلال من التمكين بدحر المشروع الصهيوني وتحرير فلسطين من النهر الى البحر بتوفيق رضوانه.*
*ختاما :*
*لعله من المفيد هنا إلحاق قرائتي المتأنية اليوم بتجميع استخلاصي مستند على سلسلة المقالات الاخيرة التي حرص دولة رئيس حكومة تصريف الأعمال بصنعاء أ.د.عبدالعزيز صالح بن حبتور، تواترها مع مقابلاته وتصريحاته المتلفزة بشأن ثورة الطوفان المبارك على مدى السبعين يوما بل وما سبقها من تناولات للقضية الفلسطينية، تقودنا الى معرفة حقيقية بمعدنه ومعادن امثاله من الرجال الصادقين بولاءاتهم وانتمائهم الكفاحي لقضايا شعوبهم وٱنين أمتهم من جور هيمنة اعدائها، فعندما يترسخ التواتر الملتزم بنفس الخط النضالي، يتحول الى ثقافة وسلوك مستدام ثم الى نهج ايماني ويقين رباني برضوان الله تبارك وتعالى مصداقا لقوله تعالى في محكم التنزيل :(من المؤمنين رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه - - - ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) صدق الله العظيم.*
^ جامعة عدن .
|