د. سعيد الغليسي -
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
يُعد السابع من يناير 2017م يوما تاريخيا ليس للمؤتمر فحسب بل للوطن واليمنيين جميعا.
فخلال الشهر الذي سبق هذا اليوم كادت سفينة المؤتمر ان تغرق بعد استشهاد قائدها وقائد الوطن الزعيم علي عبدالله صالح رحمة الله عليه..
في هذا اليوم التاريخي للمؤتمر والوطن تحمل القائد المؤتمري الوطني الشيخ صادق بن أمين أبو رأس قيادة المؤتمر الذي كاد يلفظ أنفاسه الاخيرة بعد استشهاد قائده السابق الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح رحمة الله عليه.
نعم يعد الفضل بعد الله للشيخ الصادق أبو راس في الحيلولة دون تنفيذ مخطط حل هذا التنظيم الوطني العربي كما حلت من قبله الاحزاب الوطنية في الوطن العربي، والتي نجحت أمريكا وحلفاؤها الإقليميون والمحليون، في إسقاط أنظمة تلك الأحزاب وقادتها وحلها من خلال ما يسمى بالربيع العربي في العام 2011م.
فقد تم إسقاط النظام الوطني في تونس بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي رحمة الله عليه وتم حل الحزب الدستوري الديمقراطي.
وفي مصر تم إسقاط النظام الوطني بقيادة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك رحمة الله عليه، وحل الحزب الوطني هناك.
وتم إسقاط النظام الوطني في ليبيا بقيادة الرئيس معمر القذافي رحمة الله عليه وحل الاتحاد الاشتراكي العربي الذي كان يترأسه.
وقبل هذا التاريخ تم إسقاط النظام الوطني في العراق بقيادة الرئيس صدام حسين رحمة الله عليه ، وتم حل حزب البعث.
والتنظيم السياسي الوطني العربي الوحيد الذي ما زال صامدا حتى اليوم رغم تخلّيه عن السلطة وبدون دعم خارجي، هو المؤتمر الشعبي العام في اليمن.
وكان وراء ذلك الصمود قوة وشعبية مؤسسه ورئيسه الزعيم صالح الذي حافظ على بقاء المؤتمر وأفشل محاولات انهياره.
وكان لابد من التخلص من صالح لحل ذلك التنظيم الشعبي الأكبر في اليمن.. وقد تم ذلك وتخلصت تلك القوى الدولية والإقليمية من الزعيم صالح وللأسف عبر أبناء جلدتنا في 4 ديسمبر 2017م.
ومثل ذلك تهديدا خطيرا لبقاء المؤتمر ، وكاد هذا التنظيم ان ينتهي من الساحة اليمنية.
ولكن قيَّض الله له الشيخ المناضل صادق بن أمين أبو راس
وتمكن هذا الرجل ورفاقه من الحفاظ على المؤتمر وبقائه صامدا في وجه كل المؤامرات حتى اليوم.
وسيدون التاريخ هذا العمل العظيم للشيخ صادق أبو راس، وسيذكر أيضا أنه تحمل المسؤولية في أحلك وأصعب مرحلة في تاريخ المؤتمر والوطن.
فمنذ اللحظة الأولى لغياب القائد المؤسس الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، سارع خلال الشهر بنشاط مكثف مع رفاقه للملمة شتات المؤتمر وقيادته.
وتعد تلك مغامرة في حد ذاتها لوجود نية لدى حكام البلاد بمنع أي محاولة لإنقاذ المؤتمر بعد التخلص من قائده..
ولكن بحكمة وهمة وصلابة استطاع أبو راس ان يدير حوارا معقدا مع أولئك وتمكن من تجاوز تلك العقبة الكبيرة، وتمكن ايضا من لم شمل القيادة وتوليه رئاسة المؤتمر
في 7 يناير 2018م ونجح في مهمته في إنقاذ سفينة التنظيم من الغرق والانحلال .
وبعد ان أنقذ التنظيم واصل أبو راس لملمة صفوف المؤتمر وترتيب أوراقه ، واستمرت هذه المرحلة قرابة خمسة أشهر ،لكن أبو راس قاد هذه المرحلة أيضا باقتدار وشجاعة وحكمة.
وكانت من أعقد وأخطر المراحل، قرر لملمة صفوفه وتكويناته القيادية وتمكن من جمع اعضاء اللجنة الدائمة الرئيسية في مايو 2018م .
سعى أبو راس في هذا الاجتماع الى تسليم قيادة المؤتمر بعد ان اطمأن الى وضع التنظيم وأوكل الأمر الى اللجنة الدائمة لاختيار بديل عنه ، بيد ان الجميع أصروا على بقائه فهو الأجدر بتلك القيادة خاصة وان الخطر مازال يداهم التنظيم.
وبالفعل ثبت أبو راس كرئيس للمؤتمر، وواصل قيادة سفينة التنظيم وسط أمواج عاتية تستهدف المؤتمر والوطن.
وتم في ذلك الاجتماع انتخاب رفاق له في القيادة، وكان الاختيار موفقا جدا حيث انتخب قادة مؤتمريين من الوطنيين وأصحاب المبادئ والقيم والأوفياء للمؤتمر..
حيث انتخب الشيخ يحيى الراعي والسفير أحمد علي عبدالله صالح والدكتور لبوزة نواباً للشيخ صادق ابو راس،
وانتخب الأستاذ غازي أحمد علي أمينا عاما للمؤتمر،
إضافة إلى الأمناء العامين المساعدين: الشيخ جابر الوهباني واللواء خالد الشريف والأستاذة فاطمة الخطري..
وبدأ الشيخ صادق بعد ذلك معترك تثبيت ذلك الإنجاز والحفاظ على المؤتمر وبنيته التنظيمية، اضافة الى القيام بالواجب الوطني المتمثل في المشاركة الفاعلة مع الشركاء لمواجهة العدوان الذي استمر في استهداف الوطن .
صمد أبو راس أمام كل التحديات التي تعيق العمل التنظيمي والوطني وتمكن بحكمة وصلابة من مواصلة العمل رغم استمرار تلك المعوقات ومنها:
١- استمرار المؤامرات الخارجية والداخلية عليه.
٢- مصادرة كل أصوله وممتلكاته باستثناء قطعة أرض وحيدة.
٣- عدم وجود الإمكانات المادية التي تساعده في البقاء.
٤- محاولات تقسيم المؤتمر والانقلاب على قيادته الشرعية.
وتمكن الشيخ صادق من إيجاد مقر للمؤتمر بعد إعادة تأهيله وهو مبنى اللجنة الدائمة في الحصبة.. وتم بناء صالة جديدة في فناء ذلك المبنى لتكون عائداتها رافدا ماليا للمؤتمر.
وباشر رئيس المؤتمر بإعادة نشاط المؤتمر الى الواجهة وهذا أدى إلى إعادة الأمل للقواعد بأن مؤتمرهم مازال حياً.. ووجه رسالة للخارج والداخل بأن المؤتمر باقٍ وصامد رغم كل المعوقات والاستهدافات.
ومن أهم الانشطة التي قام بها المؤتمر برعاية مباشرة من قائده الشيخ صادق ما يلي:
١- مواصلة الشراكة مع أنصار الله في مواجهة العدوان، وتعزيز الجبهة الوطنية الداخلية.
٢- إعادة ترتيب أوضاع المؤتمر الداخلية وتحديث بنيته التنظيمية، وتفعيل دوره التنظيمي والوطني.
٣- إقامة فعاليات ذكرى كافة المناسبات الوطنية وعلى رأسها ذكرى الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر ونوفمبر، وذكرى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية.
٤- الرعاية والاهتمام بالرموز الوطنية والأدباء الذين أسهموا في خدمة الوطن في شتى المجالات، وقد تم تكريم أولئك ومنهم الأستاذ يحيى العرشي وزير شئون الوحدة سابقا، والفنان أيوب طارش عبسي، والدكتور عبدالعزيز المقالح رحمة الله عليه.
٥- إعادة تفعيل وسائل إعلام المؤتمر المرئية والمقروءة والالكترونية وتوجيهها للاهتمام بقضايا الوطن والشعب.
ومع انتهاء الحرب العسكرية على بلادنا تبنى أبو راس هموم ومعاناة الناس وطالب المتحكمين في القرار بعمل حلول لمشاكل الناس وعمل معالجات تفضي الى دفع رواتب الموظفين عاجلا.. والأهم أن أبو راس دعا الى العمل كدولة والتي أصبحت غائبة تحت ذريعة العدوان.
ورغم انزعاج كثير من أصحاب القرار من ذلك الموقف ، إلا ان ابو راس استمر في انحيازه التام مع الشعب ومطالبه.
ومع بدء العدوان الصهيوني على ابناء الشعب الفلسطيني في غزة، عمل أبو رأس كل ما في وسعه لنصرة الشعب الفلسطيني تجسيدا لموقف المؤتمر الثابت المساند للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وبتوجيهات من أبو راس انخرط المؤتمر بقياداته وكوادره واعضائه وحلفائه في الأنشطة الداعمة لغزة وفلسطين.
حقيقة الكلام عن دور أبو راس وأهميته في المجالين التنظيمي والوطني كبير ولا نستطيع أن نجمله في هذه السطور ولكن التاريخ هو من سيعطي حقه وهو من سيدون الحقيقة الثابتة وهي ان المؤتمر كان سينتهي لولا دور الشيخ صادق بن أمين أبو راس..
وان صمود شعبنا والجبهة الداخلية الوطنية ما كان لها أن تصمد ذلك الصمود لولا وجود المؤتمر وحكمة وصلابة قائده الوطني صادق أبو راس.
ختاماً.. نقول لا خيار أمام كل الوطنيين سوى الاصطفاف حول هذا القائد لإعادة الدولة والاستقرار والسلام لليمن..
ورحم الله مؤسس هذا التنظيم الشعبي الرائد الزعيم علي عبدالله صالح..
وحفظ الله منقذ المؤتمر وحامي عرينه وقائده اليوم المناضل الصادق بن أمين أبو راس.