أحمد الزبيري - ست سنوات من التحديات والنجاحات المؤتمر الشعبي العام يواصل مسيرته كتنظيم وطني جماهيري بحضوره على امتداد الساحة اليمنية، واجه كما واجه الوطن صعوبات وتحديات كبرى واستطاع تجاوزها ليرسخ وجوده في الساحة السياسية ويتمكن من أن يكون كما كان طوال تاريخه تنظيماً أسياسياً في المعادلات الوطنية.
كثيرون من المحسوبين على القوى الداخلية والأطراف الخارجية التي لها مشاريع تدميرية في اليمن راهنت على ضرب المؤتمر الشعبي لتحقيق ما تريد باعتباره تجسيداً حياً للوحدة الوطنية، وبعد ست سنوات من تحمُّل الشيخ صادق بن أمين أبوراس قيادة المؤتمر في ظروف استثنائية سقطت هذه الرهانات وبقي المؤتمر ودوره المستمَد من ثوابته الوطنية والقومية والإنسانية.
لقد تولى الشيخ صادق بن أمين أبوراس رئاسة المؤتمر الشعبي العام وهو يعي أن الظرف استثنائي والمهمة صعبة وينبغي تحقيق أهداف استثنائية وهذا يتطلب الصبر والحكمة والتعاطي الوطني مع كل المخاطر التي يواجهها اليمن وتغليب مصلحة الوطن ووحدته وسيادته على ما عداها من الحسابات الضيقة، وفي الصدارة مواجهة العدوان والوقوف مع أبناء شعبه في ظل الأوضاع غير المسبوقة التي يعيشونها وتصويب مسارات الوقوف في وجه العدوان الخارجي والحد من المعاناة الداخلية الاقتصادية والمعيشية وهي معاناة غير مسبوقة لا ينبغي السكوت عنها، والإشارة إلى أسباب الاختلالات وبشجاعة وحكمة تأخذ بالاعتبار أهمية الحفاظ على الاصطفاف الداخلي التي تمكن شعبنا من إفشال المخططات الساعية إلى تقسيمه وشرذمته إلى كيانات ضعيفة وكانتونات مناطقية وطائفية ومذهبية وجهوية يسهل السيطرة عليها والتلاعب بها لمصلحة أعداء اليمن.
الشيخ صادق بن أمين أبوراس عندما تصدى لمسئولية قيادة المؤتمر بوعيه السياسي الوطني كان يدرك مدى ما سيواجههُ من تعقيدات أفرزتها المرحلة الاستثنائية لكنه بما يملكه من خبرة وتجربة وإرث نضالي ومكانة اجتماعية مستمَدة من هذا التاريخ استطاع قيادة المؤتمر غير مبالٍ بمحاولات النيل منه ومن المؤتمر فكان الشجرة المثمرة التي واصلت عطاءها غير مبالٍ بالحملات الشرسة التي استهدفته، مدركاً أن الضجيج لا يأتي إلا من الأواني الفارغة، وأن الأمور تُحسب بنتائجها وأن المؤتمر يمتلك بقاءه وتأثيره ودوره في الساحة الوطنية من قدرته على تمثيل وتمثُّل تطلعات اليمنيين في وطن موحد ومستقل يعيشون فيه أسياد قرارهم كُرماء أعزّاء.
قيادة الشيخ صادق للمؤتمر الشعبي العام خلال السنوات الست الماضية استطاع خلالها إخراج سفينة التنظيم من عواصف التجاذبات وأمواج الاستقطابات إلى المسار السياسي الوطني المتوازن الذي يسعى إلى الحوار والتفاهم والتصالح بين كافة أبناء الوطن الواحد على نحوٍ ننتصر فيه على كل مؤامرات أعداء اليمن وإفشال مشاريعهم وبناء الحاضر من خلال قراءة الماضي على الصعيد السياسي الحزبي لكل طرف وعلى الصعيد الوطني وتحويل تلك الأخطاء والسلبيات إلى دروس وعِبَر.. وعلى هذا النهج كان نجاح المؤتمر بقيادة الشيخ صادق بن أمين أبوراس خلال هذه السنوات بإعادة ترتيب أوضاعه التنظيمية والسياسية وفقاً لرؤية نابعة من قراءة المشهد الوطني والإقليمي والدولي على نحوٍ صحيح يأخذ في الاعتبار متطلبات الحاضر بكل صعوباته واستحقاقات المستقبل بكل آماله وتطلعاته.
|