علي القحوم - خطاب القائد واستراتيجية المواجهة والانتصار
أطل علينا اليوم سماحة السيد القائد يحفظه الله قائد الثورة اليمنية باطلاله مميزة فيه الثقة والقوة والانتصار فكانت كذلك وبحجم الاحداث وتسارع المواقف وتدحرج كرة النار واشعال أمريكا وبريطانيا واسرائيل فتيل المعركة المباشرة وتوسيع نطاقها بما يظهر حالة الضعف والتخبط والتراجع والارتباك الاستراتيجي في المنطقة واذا ما تحدثنا عن مناسبة الخطاب والبيئة المحيطة به والظروف التي طرأت وتغيير المناخات الدولية والمسارعة الأمريكية الاسرائيلية لدفع عجله التوتر والانفجار للموقف العام وتهديد الاستقرار والامن الدوليين بتهور منقطع النظير وانفضاح واضح في الهرولة الغير محموده العواقب والنتائج وبازدواجية معروفة وبانتهاج سياسة الكيل بمكيالين وتعري وانكشاف للمؤامرة الاستعمارية الغربية على المنطقة ضاربين كل الحسابات والتوازنات الدولية غير ابهين بما يحصل وما هو حاصل غير مدركين حقيقة لا تجاوز لها اطلاقا وتخطيها فيه خطورة كبرى وتحديات ومخاطر لا نجاه منها ولا تدارك لها اذا كانت وهي قائمة بمبدأ ومقياس وتوازن ثابت ومفادها امن واستقرار اليمن وفلسطين مرتبط بأمن واستقرار المنطقة والعالم وهنا عليهم ادراك ذلك فلا أمن ولا استقرار للمنطقة والعالم الا بأمن واستقرار اليمن وفلسطين وهي معادلة ثابته ومتلازمة لا انفصام لها اطلاقا وعلى اعداء الامة ادراك ذلك ومراجعة الحسابات الخاسرة والخاطئة فالمغامرة في العدوان على اليمن واستمرار ذلك على فلسطين لن تفضي الى نتيجة مهمها كانت الاحتمالات وهي ايضا لن تكون بما يحلموا به ولن تسعد اللوبي الصهيوني وبها ستحل الكارثة وعواقبها وخيمة وثمنها باهظا يفوق الخيال والمتوقع ..
وبالتالي ومع العودة الى بنية الخطاب ومرتكزاته الاساسية ومحاورة المهمة والاستراتيجية ومع المرور على اجواء ومناخ الخطاب وشكل الالقاء والتدرج والتسلسل المرتب والاتزان في السردية والالقاء وباعصاب هادئة وتدرج ملفت من حيث قراءة شخصية القائد ولغة الجسد وهي ضرورية في القراءة والتحليل السياسي وبها تكون القراءة واقعية ومبنية على معطيات ورسائل وردت واكدت في الخطاب ومنطلق للتحليل السياسي وهنا وفي البداية بذلك لابد من ملاحظة الهدوء الذي ساد الخطاب من بدايته حتى النهاية ولذلك يعتبر الهدوء دليل على اليقين وصوابية الموقف والاتجاه وعدالة القضية والاستعداد والاستنفار لكل الخيارات وبناء الاستراتيجيات والاخذ بالاسباب والجهوزية المطلقة والحضور في الميدان بكلما يتطلبه ويحتاجه وفيها ايضا ملاحظة اسوء الاحتمالات واخذ الحيطة والحذر وما يتطلبه الواقع والمستجدات فالهدوء رسالة تبعث الاطمئنان في الوقت الذي فيه الاحداث ساخنة والعدوان قائم بمصراعيه وبشتى الوسائل والطرق المختلفة والمحاولات اليائسة في شن الحرب النفسية للاعداء إلا ان القائد كان واثقا ثابتا وهادئا غير مرتبك او مكترث لكلما قامت به أمريكا مؤخرا تجاه اليمن مع ملاحظة الاشارات ولغة الجسد والنظرات الثاقبة التي ايضا بعثت الرسائل القوية والمؤثرة مع تأثير العمليات اليمنية الكبرى والاستراتيجية في نصرة فلسطين وشعبها المظلوم وغزة ومجاهديها الأبطال والتأكيد على استمراريتها مع استمرارية العدوان والحصار على غزة وهذا ما جعل الرسائل اقوى واكبر وفيها التأكيد على تحقيق حتمية معادلة الانتصار والردع الاستراتيجي والسقوط المدوي والاندحار الواقعي والملحوظ سيما وكانت البداية والانطلاق في الخطاب مبنية على اسس ثابته فيها النهج القويم والرسالة المحمدية والهوية الايمانية والاسلامية والقومية العربية ومع تنوع الفقرات والمرتكزات الاساسية ووضوح الرسائل المراد ايصالها بتخطي لغة الغموض وتقنية التشفير وصعوبة فك شفراتها ليسهل بذلك فهمها واستيعابها ووضعها في الحسبان وعدم تجاوز الخطوط الحمراء لاسيما وهي اعلنت واطلقت في الخطاب بملئ الفم فيها الفخر والشرف والاعتزاز والثقة بالله المطلقة والاستعانه به والوثوق بنصرة ووعده الالهي وهي معركة اسلامية دينية ستنتصر حتما باذن الله والعدو يعتمد ايضا على ذلك فهي معركة يعتبرها دينية وفلسطين ومقدساتها قضية اسلامية عربية وستظل كذلك وهي معركة كل الامة ومسؤولية الجميع وهنا تتجلى عظمة المنهج الالهي القرآن الكريم وعظمة القائد وارتباط الأمة بعناصر قوتها وعزتها واسباب انتصاراتها في مواجهة الغرب الكافر واليمن مرتبط بهويته الايمانية والاسلامية منذ فجر الاسلام واسهاماته المشهودة في نصرة الاسلام والرسالة المحمدية وفي الفتوحات الاسلامية وهنا يتجلى عظمة اليمن وعظمة وشموخ القائد الذي لا مثيل له في المعمورة وهو فخر الأمة وصانع التاريخ الحديث وراسم توجهات وواقع المرحلة الجديدة وصانع الاستراتيجيات الدفاعية والهجومية العابرة والمتجاوزة للمتعارف عليه والمرسخ دوما في الذاكرة العربية والاسلامية في التاريخ القديم والانتقال بذلك الى واقع جديد بمستوى الأحداث الراهنة وبما ويوازيها ويفوق خيالات واستراتيجيات اعداء الامة ..
كما ان الخطاب اتى في مرحلة فاصلة ومعركة وجودية ومع الردود القوية على العدوان الاميركي البريطاني السافر على اليمن ارضا وانسانا والمنتهك للسيادة اليمنية مع تفنيد كل الادعاءات الاميركية وتوضيح الموقف مع تغيير المناخ الدولي والاقليمي ومع قرب الانتخابات الرئاسية الاميركية وتشضي وضعف وتشتت وسقوط القطبية الغربية الواحدة مع شرح الموقف اليمني والتحركات الفاعلة في نصرة فلسطين وغضب الامريكان من تأثير فاعلية العمليات اليمنية في ضرب اسرائيل ومنع واستهداف سفنها في البحر الاحمر والسفن الذاهبة الى موانئ فلسطين المحتلة وفشلهم في حمايتها كما ان هذه العمليات تاتي في اطار الردع الاستراتيجي الكاسر للجغرافيا وضاغطة في نفس الوقت لايقاف العدوان الاسرائيلي على غزة ورفع الحصار بها وهي مرتبطة بذلك وستتوقف مع توقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها وبها سينتهي كل التوتر في المنطقة ..
ومع تسلسل الرسائل الاستراتيجية الواردة في الخطاب واهمها القدرات العسكرية اليمنية وتطويرها والصناعات المحلية والمشهودة وان عملية التصنيف الامريكية لليمن بالارهاب تدليل على العجز والضعف والتخبط ونفاد الخيارات وهي مضحكة في نفس الوقت وغير مؤثر وهي في الاساس حماية وخدمة لإسرائيل ولن ولم تكن ذات جدوى وتأثير سيما والامريكي والبريطاني اعلن الحرب على اليمن والاستنفار والتحرك بوعي وبصيرة وبمسؤولية دينية ووطنية في مواجهة هذه الحرب والعدوان الامريكي البريطاني وهي حرب مفتوحة وعليه توقع كل شي والخيارات مفتوحة واليد على الزناد وفي نفس السياق هناك مع مراعاة امريكية للاجرام الصهيوني والتصنيف مضحك ولن يخيفنا او يضعف موقفنا في نصرة فلسطين وهي عمليات مستمرة مهما كان ومهما يكن وهو شرف كبير ان نواجه ائمة الكفر والاستكبار العالمي وامريكا اجرامية ومتغطرسة وتاريخها اسود وتمارس العهر السياسي والابتزاز والانتهاز والمراوغة واستخدام سياسة العصا والجزرة وهي ام الارهاب وشر مطلق وهي من ابتدأ الحرب والعدوان على بلدنا وعليه ان يتحمل الضربات اليمانية والبأس الشديد وكما صنفت اليمن وشعبها يحق للدولة اليمنية ان تصنفه مع الكيان الصهيوني وبما تصف توصف وخطوة مقابل خطوة والقادم اعظم .. مع التأكيد ان على الامريكي الاعتبار بتسع سنوات مضت من عدوان على اليمن كان باشراف مباشر منه وهناك حصلت التطورات والابتكارات في التصنيع العسكري في شتى المجالات وباتت القدرات العسكرية اعظم من اي وقت مضى وهنا ومن خلال عدوانه المباشر قد باشرت القوات المسلحة في تطوير وصناعة اسلحة استراتيجية رادعة بما يوازي تقنيات الاعداء وربما بما يفوقها ويتجاوزها وهنا الرسالة الهامة والمهمة الذي يجب على الامريكي ادراكها ووضعها في الحسبان وقد لمس ذلك من خلال العمليات في البحر الاحمر مع ان القوات المسلحة استطاعت تثبيت معادلة البحر الاحمر على الصهاينة وسفنها اليوم ومع التطورات الاخيرة والدخول المباشر في الحرب على اليمن توسعت المعادلة لتشمل امريكا وبريطانيا واسرائيل واي دولة ستنزلق معهم في عدوانهم على اليمن وهذا دليل واضح ان القوات البحرية اليمنية باتت في مرحلة متطورة ولها ترسانة رادعة وصناعات عسكرية وقوة كبرى مع تطور بقية القطاعات العسكرية في وزارة الدفاع بكل تشكيلاتها واقسامها الجوية والبرية والبحرية مع تطور ملفت للقوات الامنية المرادفة للموقف والمساند في المعركة والمواجهة ويحسب لها الاعداء الف حساب وبهذه الرسائل العابرة للحدود تؤكد ان اليمن بعظمتها وعظمة قيادتها ودولتها وجيشها وقدراتها العسكرية وشعبها العظيم قادرة بعون الله لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس والانتصار لفلسطين وفي المقابل كانت اشادة القائد بحزب الله وعملياته الفاعلة في نصرة فلسطين وكذلك المجاهدين في العراق واحرار الأمة
ودعوته ايضا الامة العربية والاسلامية الى الوحدة واهمية ذلك في هذه المرحلة سيما مع تكالب الغرب وتحركاتهم الاستعمارية في المنطقة مع اهمية مواجهة التحديات والمخاطر وتمتين العلاقات والاخوة بين الدول والشعوب والنهوض بمواقف مشرفة وتجاوز الماضي والتعالي على الجراح وتخطي المشاكل المفتعلة من الغرب واللوبي الصهيوني لاغراق الامة في مستنقع الصراعات البينية وهنا لابد من التحرك الموحد والعودة الى القرآن الكريم وتفعيل المقاطعة الاقتصادية واعلان الجهاد في سبيل الله وترسيخ ثقافة الجهاد والاستشهاد لمواجهة الغطرسة الامريكية والاستكبار العالمي واهمية شعار البراءة والصرخة في وجه المستكبرين فالخطاب كان بمستوى الامة العربية والاسلامية والعالم الاسلامي وهو خطاب الفصل والمواجهة المباشرة والقول والفعل واستثنائي واستراتيجي بكل المقاييس ذات التأثير في ميزان القوى والردع وقواعد الاشتباك ورسم خارطة طريق للانتصار الكبير لفلسطين واليمن والمنطقة واعادة الحقوق المسلوبة وقلع جذور الاستعمار الغربي من عالمنا العربي والاسلامي والمنطقة الى غير رجعة ومع تزامنية الارتباط واتساق الرسائل كان ولابد من التأكيد على التحركات الجامع والفاعل للامة على كل المستويات والمناصرة في كل المجالات السياسية والاعلامية والتحرك الشعبوي في كل العالم سيما الجاليات العربية والاسلامية ومنها اليمنية في الاستمرار في المظاهرات في اوروبا واميركا والغرب والتأثير لتحريك هذه الشعوب للضغط على حكوماتها في ايقاف العدوان على فلسطين وهي من الوسائل الضاغطة والفاعلة مع تحذير القائد في الخطاب لدول العالم في عدم التورط مع امريكا في توجهاتها العدوانية على اليمن وفلسطين والاشادة في نفس الوقت للدول التي نأت بنفسها من هذا التوريط والجر الى المستنقع والوحل وترك الامريكي والاسرائيلي والبريطاني غارق في المستنقع ويجني بنفسه اعماله الاجرامية ودفع فاتورة التهور والغطرسة والاستكبار ..
وكما جرت العادة وفي ختام الخطاب لاينسى القائد بالاشادة بالشعب اليمني العظيم المتحرك دوما وبدون ملل في كل الساحات والميادين بحشود مليونية مذهلة تجعله في صدارة الشعوب المناصرة لفلسطين واعلان النفير العام والجهوزية للجهاد المقدس ومواجهة العدوان الاميركي البريطاني الاسرائيلي على اليمن كما كانت الدعوة التي لا تخيب الامل للقائد من شعبه المعطاء بالخروج المليوني الكبير يوم الجمعة في ساحات الاحتشاد بالعاصمة صنعاء والمحافظات الاخرى وهي رسالة من القائد والشعب للمعتدين مفادها هنا شعبا يفتخر بتاريخه واصالته واسلامه وارتباطه بالمنهاج الالهي والرسالة المحمدية العظيمة وبقيادته الحكيمة والشجاعة وفخر الامة حتى الانتصار باذن الله.. |