الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:06 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الخميس, 28-مارس-2024
المؤتمر نت -  محمد "جمال" الجوهري -
قراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)
بعنوان تُدثره البرجماتية المباشرة (مشاعر حزينة موثقة في وداع.. خالد راجح اليافعي) يلج الكاتب ذُغري بمقدمة تستحضر تاريخ الوفاة للفقيد خالد راجح يرحمه الله 14 فبراير 2024م، متناسياً ان يوم 14 فبراير هو (عيد الحب) وذلك لأنه ليس من اهل (العصرنة والحداثة بنهجها التغريبي) "فقط رغبت انا شخصياً ايراد الملاحظ من باب التخفيف من مأساوية الرحيل"، وموضحاً كذلك مكان الوفاة ومقتصدا بالوصف نصاً : (في دولة الكويت ، بعد حياةٍ حافلة بالعطاء والجهد والاجتهاد والمثابرة) تاركاً مجال للثقيل منه في متن المقال بحصافة وفطنة يُحسد عليها ككاتب متميَز كما سيلاحظ القارئ ذلك فيما يلي من سياق المقال.

بأسلوب روائي شيق يذهب الكاتب في سرد ممتع ليُخبرنا عن تاريخ نشأة علاقة الزمالة والصداقة التي تأسست بينهما "اقصد مع الفقيد"، وكيف كانت بدايتها مع شرح عن ملابسات الزمان والمكان وتفاصيل دقيقة امتدت بين "جغرافيا المكان مدينة زنجبار وتاريخ زمن النشؤ لتلك العلاقة" العام 1975م، بحديث يُعيد للمُجايلين لهما الذاكرة لجهة استرجاع صورة المشهد العام في م/ابين بكل جلاله المُزيَن برموزه القيادية على الصعيدين الرسمي|الحزبي، ونحن المُجايلين لهما نعلم تاريخ محافظة ابين وريادتها (كمحافظة مفتاحية) للجنوب اليمني منذ العهد الاستعماري البريطاني، ودورها ابان الثورة والكفاح المسلح وحتى بعد الاستقلال تمتعت ابين بنصيب وافر في تصدير القيادات الحكومية|الحزبية، على اختلاف أنواع تلك القيادات التي تراوحت بين الوطني المخلص انتماء وولاء للوطن وبين النعاج الآدمية التي كانت وبال على الوطن لأنانيتها المُفرطة بالنرجسية وحب الذات، ونقول انه بالمطلق الاعم قدم لنا الكاتب صورة منصفة عن ابين التي وصلها لإستكمال دراسته الثانوية فيها، قبل ان ينتقل للفقرة التالية من مقاله الذي دمج فيه الرثاء بتراجيديا سردية بغاية السلاسة مُفارقة للنواح والبُكائيات .

في الفقرة الثانية يواصل الكاتب الخوض بسرديته الحديث عن التاريخ السياسي والاجتماعي راسماً ملامح واقع الحياة العامة في م/ابين، بكل ما كانت تعيشه من ثأتير لمفاعيل حضور قيادات ثورية باذخة ذهب الكاتب على استعراضها للقارئ حاشداً لأسمائهم ومناصبهم الرفيعة التي يقف امامها مواطن ذلك الزمان مُتهيباً بتوقير، لما اجترحته تلك القيادات من اعمال بطولية لتأسيس مشروع الدولة الوطنية ولو تحت مظلة الأيديولوجيا السائدة حينذاك، انسجام مع طبيعة أوضاع تلك المرحلة وتأثير (المعسكر الاشتراكي) الذي انخرطنا في فلكه، والذي لنا اليوم عليه العديد من التحفظات لكننا لسنا هنا بصدد تقييم تلك الفترة كما اننا لسنا في وارد جلد الذات، وفي نهاية الفقرة لم ينس الكاتب ذكر أعمدة الفن و الرياضة كعادته في التأصيل والإحاطة بمضامين ما يتناوله من مواضيع وقضايا.

بهذه الفقرة يقدم شذراً من الذاكرة يوصف فيه حال ذلك الرهط من شباب شبوة القادم من بيئة قاسية كالحة يتنطنط جُلهم حماس وبهجة وتفاؤل بمستقبل زاهر في رحاب م/ابين التي يرونها حاضرة معتبرة من حواضر الوطن، ليسترسل في شرح ألق الأجواء التي فيها كان لقائه الأول بشخص الفقيد/خالد راجح يرحمه الله والذي كان حينها يشغل موقع قيادي نقابي طلابي (الاتحاد الوطني لطلاب اليمن)، حيث استقبلهم بحفاوة وود كزملاء وضيوف على ثانويتهم وكما هم كذلك ضيوف على المدينة زنجبار ومحافظة ابين عموماً، حيث لم يُقصر الفقيد بتقديم عدد من التوجيهات والنصائح السلوكية المهمة لشباب شبوة الوافدين الى ابين للدراسة في ثانوية نظام الدراسة فيها مختلط شباب الى جانب الشابات، لاسيما وهم الذين كانوا في محافظتهم لا يرون النساء في محافظتهم إلآ وهن مسربلات بالحجاب الطالباني او قُل الداعشي بينما بنات ابين لابسات على الموضة، مواصلاً حديثه عن تلك البدايات بذكر أسماء من لايزال يذكرهم من تلك الكوكبة نوردهم للقارئ كما سطرهم بالنص : ( الأستاذ/أحمد سالم الجرباء البابكري ( بروفسور كبير في جامعة عدن ) ، والأستاذ/ أحمد محمد ثابت العولقي ( بروفسور لامع في جامعة شبوة ) ، والأستاذ/ ناصر محسن باعوم الخليفي ( بروفسور في جامعة عدن وقيادي سابق بالدولة اليمنية ) ، والأستاذ/ حسين أحمد لقور بن عيدان الهلالي ( طبيب استشاري فضل المُغترب منذ الثمانينات يعيش في السعودية ، وهو معارض جنوبي سياسي انفصالي عنيد لكن عن بُعد، لكنه لم يحقق بعد شيئاً من أحلامه السياسية ) ، والأستاذ/ حسين الباكري البيحاني ( طبيب اختصاصي كبير في مجال الأدوية ) ، والأستاذ/ عبدالله حسن بن فهيد ( أخصائي تربوي مرموق ومحترم في مجال التربية والتعليم ) ، والأستاذ/ علي سعيد نصيب ( ضابط أمني كبير وتطور حتى أصبح داعية إسلامي سلفي ) ، والأستاذ/ محمد سالم العاض الهلالي ( خريج جامعي من جمهورية رومانيا ، واستشهد في أحداث 13 يناير الحزينة ) ، والأخ / سالم ناصر النقيب بن فهيد ( كابتن طيار على طائرة الهيلوكبتر العسكرية ) ، والأخ /محمد حسين باعينين بن فهيد ( تخرج من ألمانيا ، واستشهد في أحداث 13 يناير الحزينة ) ، والأخ / سعيد محمد باعوضه الحِميري ( هاجر إلى إحدي دول الخليج وانقطعت عنا أخباره ) ، وهكذا هي مسيرة الدنيا الطبيعية في هذه الحياة المؤقتة والعابرة ، تضمنا وتجمعنا صفوف الدراسة بمراحلها المختلفة وتفرقنا دروب الحياة العملية الوعرة ) ، موضحاً كذلك ان كل الزملاء المذكورين أعلاه ظلوا يحتفظون بعلاقات الود الاخوي والصداقة مع الفقيد حتى اخر أيام حياته الزاخرة بالبذل والعطاء الذي لم ينقطع يوماً والمقرون بالنجاحات المهنية والقيادية .

في الفقرة الرابعة افاض الكاتب بكثير من الكرم في حديثه عن جوانب عدة من الاشراقات في مسيرة حياة الفقيد ومناقبيته الفذة، وكم القِيَم الأخلاقية والإنسانية التي وصم بها الى درجة جعلت منه (أيقونة) بين زملائه والنفر المجايلين له، ساحباً من ذاكرته مواقف ووقائع مُسجلاً احداها عاشها مع الفقيد/د.خالد راجح شيخ شخصياً خلال زيارة اكاديمية للكاتب الى دولة الكويت أيام كان الفقيد يومها يعمل كسفير للجمهورية اليمنية في الكويت، مقدماً شهادة حق وانصاف للفقيد يرحمه الله قائلاً بالنص : ( فقد قام بمهامه البروتوكولية الدبلوماسية بنجاح لافت ، و أظهر مهارات نوعية وكفاءات عاليه أثناء الزيارة ، في سير المحادثات والتوقيع على الاتفاقيات الأكاديمية والعلمية والثقافية مع المؤسسات ذات العلاقة بدولة الكويت ) .

وقبل ان يصل بنا الى المرتكزات السبعة التي عودنا عليها في مقالاته نجد الكاتب يختتم متن مقاله قائلاً بالنص كذلك : ( واختتم حياته الزاخرة بالنشاط والعطاء والمثابرة في أن يعمل كخبيرٍ دولي في صندوق النقد العربي ومقره دولة الكويت، مسترسلاً فماهي الخصال الحميدة التي يتميز بها صديقنا الفقيد السفير الدكتور / خالد الذكر والمروءة والقيم الإنسانية السامية :ـ

أولاً :
نرى ان الكاتب هنا يتحدث بكلام رصين فيه الشيء الكثير من الحكمة عن العلاقات بين البشر ومسألة اخضاعها لحكم عام، حيث يجب ان يكون الحكم خاضع لدراية ومعرفة لصيقة كالمعايشة والزمالة الحميمية، لانه من خلال تلك الحالتين فقط يستطيع الانسان تقديم حكم صائب ففي المعايشة تتجلى لحظات الصفاء والود كما تظهر لحظات تعكر الصفو والخلاف احياناً لاسباب عدة، فتأتي ردات الفعل التي عبر يتكون الحكم العام سلباً او ايجاباً، وهنا نجح الفقيد يرحمه الله في اظهار معدن نقي لا يحمل احقاد او ردات فعل غير حميدة بل كان وفياً لصداقاته وعلاقة الزمالة النموذجية، يسأل عن حال و أوضاع أصدقائه وزملائه ويقدم العون النصيحة والمساعدة المطلوبة ايٍ كان نوعها جهد قدرته بأقصى ما يستطيعه من إمكانيات يتوافر عليها مُختتماً هذا المرتكز بشهادة عدل ان د.خالد راجح مثل بسلوكه ذلك (عملة نادرة) في زمن البحث عن الذات ونكران الجميل .

ثانياً :
في المرتكز الثاني كذلك يواصل صديقي الكاتب أ.د. عزيز بن حبتور شهادته في مناقبية صديقنا الفقيد غفرالله له وروعة الروح التي حملها طوال حياته المتسامحة قائلا بالنص : ( يتصف صديقي/ خالد بن راجح بصفة التسامح الجم والذي يفتقده الكثيرون ، وبحكم ما حدث من صراعات سياسية وحزبية ومناطقية وقبلية بين منطقته يافع وعدد من المناطق الأخرى في جنوب الوطن ، تجده يبحث دائماً عن قواسم مشتركة مع الغير للحث والعمل علي تجاوز سنوات الكراهية المناطقية التي حدثت وربما لازالت آثارها باقية حتى يومنا هذا ، فبحكم قربنا وزمالتنا كنت أحس وألمس حجم التسامح الذي كان يشغل ذهنه ونفسيته وطبيعته الإيجابية جداً تجاه خصومه السابقين )

مؤكداً كذلك ان الفقيد قد مفارقا لكل سلوك انتقامي وروح حاقدة تجاه الأخر بالرغم من كثرة الحوادث الدموية المرعبة، التي حدثت في جنوب الوطن من ظواهر الكراهية والبغضاء والقتل بالبطاقة والهوية الشخصية بين الإخوة الأعداء.

ثالثاً :
وهنا يشير الكاتب بحقيقة الفقيد يرحمه الله كرجل المثقف وازن من خلال علاقته بالكتاب وانكبابه على القراءة المستمرة حريص مراكمة ومواكبة قضايا الفكر والمعرفة في مجاله التخصصي لأخر المستجدات فيه، او المجالات السياسية والثقافية|الاجتماعية مؤكد على حوارات دارت بينهما حول الثقافة والمثقفين في الوطن ومستوى التطور او التأتر او التراجع في حالهما ... مؤكداً بالنص قائلاً : ( فهو مثقف نوعي مطلع وسياسي ذكي ورجل دولة حواري ماهر ) .

رابعاً :
في اتكائه على ما سلف من شهادات بحق الفقيد/ د. خالد راجح المغفور له بإذن الله، يضيف الكاتب توصيف منصف للفقيد بأنه كان رجلاً شغوفاً يعشق الحوارات الثقافية والفكرية والسياسية العامة والشاملة، كما انه كان يمتلك ذهن مُتَقِد ووعي مفاهيمي واسع الإحاطة بجدلية الفكر السياسي كما كان يحترم الرأي الأخر بصرف النظر عن مدى الاتفاق او الاختلاف مع صاحبه، وفي شيء من الاستغراب اوضح الكاتب مُبرر استغرابه قائلاً صراحةً بالنص : ( مع أننا تتلمذنا - أنا وهو - على التربية الحزبية أحادية الفكرة ، وشمولية الموقف من الآخر ، وهي طبيعة التربية الثقافية الحزبية الاشتراكية التوتاليتارية ، ومع ذلك فصديقي/ خالد تميّز عن الآخرين بروحه الإيجابية القابلة للغير في الفكر والثقافة والأيديولوجيا ).

خامساً :
في مواصلته بذكر مناقبية الفقيد د/خالد راجح بن شيخ اليافعي يضيف الكاتب توصيف مهني رائع كان قد تميَز به المرحوم، وهو حرصه ومثابرته بالقراءة والاطلاع على كل جديد من

الكتابات والأبحاث والدراسات التخصصية في مجال عمله في سبيل تطوير معارفه وتطوير قدراته المعرفية والفكرية والإدارية مُعتمداً على انجع التحديثات التي كتابها الاختصاصيين في المجال الاقتصادي والإداري والمالي بعقلية جدلية وذهنية لا تعرف الكلل او الملل .

سادساً :
هنا يضعنا الكاتب امام احدى الميِزات الحميدة التي اتصف بها المرحوم بإذن الله على العكس من كثيرين من الرفاق والزملاء وهي انه كان، قائلاً بالنص : ( له موقف ايجابي ثابت من الصراعات الحزبية السلبية التي دارت في جنوب اليمن ونتائجها في المؤسسات السياسية والحزبية والإدارية ، وذلك الموقف له أثر ايجابي جداً ومتميَزعلى جميع الزملاء المتخاصمين والتي لربما بلغت عند بعضهم حد العداوة المقيتة لبعضهم البعض ) .

سابعاً :
يختتم أ.د. عزيز بن حبتور مرتكزه السابع هذا بمنح صديقه المرحوم بإذن ربه د.خالد راجح كأس التفوق السلوك ودرع التميَز الروحي حيث (يُموضعه في صدارة ذلك الرهط المبارك)، حيث يسجل ذلك عنه بالنص قائلاً : ( كان صديقي السفير الدكتور / خالد راجح شيخ اليافعي محباً للثقافة والمثقفين من جميع الشرائح الاجتماعية ومن جميع محافظات اليمن بشطريها ، وكارهاً بوضوحٍ لجميع الشلل المناطقية والانفصالية والقروية المريضة ، وللعلم فإن ظاهرة المناطقية القروية التي تستلهم تغذيتها من قِبَل عدد من مطابخ في قيادة المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني للأسف يوم كان قابضاً بكلتا يديه وأسنانه ونواجذه على تلابيب ومفاصل سُلطة "العمال والفلاحين والبروليتاريا الرثة " في جنوب الوطن قبل تحقيق الوحدة اليمنية المباركة ) .

الخلاصة :
أما الخلاصة فقد ألبسها الكاتب ملامح الحزن والآسى في إشارته الى حجم الخسارة التي أصيب بها الوطن برحيل الفقيد الراحل د. خالد راجح شيخ، كرجل دولة وقيادي سياسي ومثقفاً موهوباً كان يحتاجه الوطن للخُروج من (زمن التفاهة) التي استوطنت في عقول ادعياء الثقافة الممتهنين سياسة القطيع بإنبطاح، لاسيما ونحن نعيش اخر فصول (عشرية الحرب العدوانية على وطننا) التي شنها تحالف العدوان بقيادة السعودية والامارات، ليختتم الخلاصة بقوله نصاً : ( وخسرت أنا شخصياً صديقاً صدوقاً جمعتنا وأياه زمالة مراحل الدراسة والعمل معاً في إطار أجهزة

الدولة اليمنية القيادية ، تقبل الله روح ابن راجح بواسع الرحمة والمغفرة وقبوله مع الصديقين والشهداء الأبرار، وألهم الله أهله وذويه وأصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان).

( إنا لله وإنا إليه راجعون )

انتهى بعون الله وتوفيقه ،،،،،

ذلك هو مبلغ احاطة قرائتنا المتأنية لمقال ينضح بروعة الوفاء الذي تساكن بقلب الكاتب مع ذكريات حميمية فاضت بين سطور ما تناوله البروف/عبدالعزيز بن حبتور| دولة رئيس حكومة تصريف الاعمال بصنعاء، نأمل ان نكن قد وفقنا بنقل مضامينه الرائعة وصدق مشاعر الكاتب بين ثناياه .

جـامـعـة عــدن




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر