إياد فاضل* - ضبابية المشهد.. إلى أين؟ تشدنا كثيراً تلك الأخبار التي تزف لليمنيين أخباراً وتفاصيل ورؤى عن تسوية سياسية مرتقَبة تهدف لإخراج اليمن من حالة الصراع الراهنة إلى أفق وواقع جديد..
وتُعد مثل هذه الأخبار التي تزخر بها المواقع الإخبارية وتجد أعلى نسب متابعة من قِبل الجمهور اليمني العريض المتعطش للسلام والأمن الدائمين لوطنهم الجريح - بالرغم من أن معظمها هو نتاج لخيال خصب لمعدّيها قد يكون الهدف من ورائها حصد متابعين لمواقعهم إلا أنها وبالرغم من كونها أيضاً تتلاعب بعواطف وأحاسيس اليمنيين- نجد الحديث عنها يتسع وبصورة تدل على مدى حاجة اليمنيين للحل الذي ما زالوا ينتظرونه بشغف واهتمام كبيرين..
وهو أمر نرجو أن يكون تحقيقاً لكل أماني وتطلعات اليمنيين وأن يجد الصدأ الإيجابي والفاعل لدى القوى السياسية التي يعول عليها في صناعة التسوية السياسية المنشودة والمعبّرة عن الإرادة الحرة لليمنيين..
ولكون تحقُّق ذلك ما زال يمثل أمنية تؤكد المعطيات الراهنة استحالة تحقيقها في القريب العاجل نظراً لتعدد الملفات الدولية والإقليمية التي دخلت في أتون الأزمة اليمنية وأصبحت للأسف تشكل عقبات كؤدة بداخلها، وشكلت حالة سوداوية فإن مشهداً كهذا لم يُفقِد اليمنيين الأمل أولاً بالله العلي العظيم في أن يتبدد هذا المشهد ويتبخر ليهيئ لمشهد جديد طال انتظاره، وهذا ما يدفع الشعب اليوم إلى المطالبة الملحة وبشفافية عالية من كافة قواه الحية بسرعة الامتثال لمطلبه باعتبارهم خُداماً له لا أوصياء على حاضره ومستقبله..
وحقيقةً ما دفعني إلى كتابة هذه السطور المتواضعة المعبّرة عن تطلعاتي كيمني من أجل وطني، هي تلك المضامين التي عبرت عنها تغريدة عبر شبكة التواصل المجتمعي "اكس" للدكتور أبوبكر القربي الأمين المساعد للمؤتمر والتي حملت في طياتها نظرة تشاؤمية عن انسداد فرص تحقيق التسوية السياسية المنشودة وتعطل مهمة المبعوث الأممي نتيجة للتداخلات الخطيرة التي باتت تعاني منها الأزمة اليمنية، وما حملته ايضاً من تحذيرات واضحة وجلية من مغبة ارتباط ملفات الصراع الإقليمية على الأزمة اليمنية، وهو أمر إذا ما حدث سيزيد من حِدة الصراع باليمن، بل وتعقيد أزمته وبالتالي استحالة إيجاد المعالجات الناجعة لها وبالصورة التي تتفق مع طبيعة وواقع وموقع وطننا..
ولا ريب أن تحذير الدكتور أبوبكر القربي
يمثل من وجهة نظري إنذاراً لكل القوى اليمنية التي لاشك ستتحمل مسئولية هذا الربط العنيف بصراعات المنطقة وستترك الساحة اليمنية لصراع أخطر وأفتك ليس باليمن فحسب وإنما على المنطقة عموماً، باعتبار اليمن وتأثيراتها الإيجابية أو السلبية لابد أن تكون لها تداعياتها على المنطقة..
وهنا وإزاء هذه المؤشرات والمعطيات نذكّر بما سبق وأن حذَّر منه المؤتمر الشعبي العام عبر مختلف بياناته السياسية المعبّرة عن موقفه الوطني تجاه الأزمة، وحرصه دوماً على التحذير من الأجندة الإقليمية؛ ومطالباته المستمرة أيضاً على لسان رئيس المؤتمر الشيخ صادق بن أمين أبو راس حفظه الله، والذي يؤكد على ضرورة حوار مسئول خالص بين اليمنيين يستوعب التحديات الكبرى التي تواجه اليمن، وباعتبار أبنائها وليس غيرهم هم المنقذون لوطنهم إذا أحسنوا التعامل مع مسئولياتهم الوطنية وقرروا ولوج عهد يمني جديد يربط حاضر وطنهم بماضيهم الحضاري التليد.
* مسئول الإعلام بفروع المؤتمر بالولايات المتحدة |