المؤتمرنت - الأنفاق تعجّل هروب الإسرائيليين من غزة أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية ان الجيش الإسرائيلي ينوي تخفيض اعداد جنوده واخلاء مواقع عسكرية خشية المزيد من الانفاق المفخخة، في وقت كانت حركتا «حماس» و«الجهاد الاسلامي» تعلنان رفضهما لدعوة محمود عباس (ابومازن) رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لوقف عسكرة الانتفاضة، والتي لقيت تأييدا اميركيا بالتزامن مع كشف ابومازن عن لمسات نهائية لاتفاق هدنة مع فصائل المقاومة.
وقال ابومازن امس خلال مؤتمر صحافي في الرياض ان الحوار مع التنظيمات بلغ «مراحله الاخيرة واتخذ منحى جديا بشكل استطيع القول اننا نقترب من التوصل الى اتفاق شامل لترتيب اوضاع البيت الفلسطيني».
واكد انه يسعى الى التوصل مع الفصائل الفلسطينية الى «اتفاق للتهدئة تمهيدا لاتفاق وقف نار شامل فلسطيني اسرائيلي»، الا انه استدرك موضحا ان اي اتفاق لوقف النار مع اسرائيل «يتطلب انسحابا من المدن الفلسطينية ووقف المداهمات وتجريف الاراضي».
وتابع مشيرا الى اجتماعاته مع ممثلي الفصائل المعارضة وقادتها في غزة ودمشق مؤخرا «كانت هناك جدية في الحوار في شأن الموضوعات المطروحة وسنواصل الحوار مع مختلف التنظيمات»، معربا عن الامل في التوصل الى اتفاق معها «في وقت قريب». واكد ان «السلطة تسعى الى ان تكون هناك سلطة واحدة وقانون واحد يطبق على الجميع وسلاح شرعي اضافة الى تعددية سياسية».
وجدد في هذا الاطار التأكيد على ضرورة وقف «عسكرة الانتفاضة» قائلا «لاننا نريد ان نفاوض في المرحلة المقبلة، يجب العمل على تهيئة الاجواء للعمل السياسي وهذا ما نسعى اليه مع المنظمات الفلسطينية المختلفة».
كما جدد رفض اي مقترحات لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية قائلا ان «اي اقتراح في شأن توطين اللاجئين مرفوض تماما» وذلك ردا على مدير عام الخارجية الاسرائيلية الذي اكد اقتراح استيعاب اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية.
وكان البيت الابيض اشاد الثلاثاء بدعوة ابومازن عبرالصحافة الى وقف عسكرة الانتفاضة بقول الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان ان «محاربة الارهاب ووضع حد للعنف هو امر حاسم من اجل التقدم في عملية بناء المؤسسات التي تؤدي الى قيام دولة (فلسطينية) قابلة للحياة».
وفي المقابل سارعت حركتا «حماس» و«الجهاد» الى رفض دعوة ابومازن هذه. وقال سامي ابو زهري الناطق باسم حماس ان «مثل هذه التصريحات تعارض اجماع شعبنا الفلسطيني حول مشروعية المقاومة»، و«نؤكد انه يجب ان تقرأ المعادلة بشكل صحيح المشكلة في الاحتلال
الاسرائيلي وليس في المقاومة»، واضاف «المقاومة تمثل حالة دفاع عن النفس في وجه العدوان الاسرائيلي».
ومن جهته قال محمد الهندي القيادي في «الجهاد» لوكالة فرانس برس ان حركته «تؤكد ان سلاح المقاومة هو سلاح شعبنا الفلسطيني الذي يحتاجه في مواجهة العدوان الاسرائيلي»، وشدد انه «طالما بقي الاحتلال والعدوان موجودين فمن حق فصائل المقاومة ان تحتفظ بسلاحها بل تقوي نفسها اكثر في مواجهته».
ورأى انه «ليس من المنطق ان نعود ونقتل دون مقدرة على الدفاع عن النفس»، مشيرا الى ان الانتفاضة التي اندلعت في سبتمبر 2000 «بدأت شعبية في اشهرها الاولى لكنها جوبهت من الاحتلال بالرصاص والقصف».
وفي هذه الاثناء اعربت مصادر «حماس» عن خشيتها من اقدام الاحتلال على محاولة اغتيال المزيد من قادتها السياسيين الى جانب العسكريين بعد محاولة اغتيال احدهم في العاصمة السورية دمشق وعملية النفق المفخخ في رفح جنوب قطاع غزة ، وعلى هذا قررت الحركة الغاء مهرجانها السنوي الـ 17.
هروب مبكر من القطاع
وفي موازاة ذلك تستعد قيادة الجيش الاسرائيلي في القطاع لإخلاء عدد من القواعد العسكرية خلال الفترة المقبلة.
وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية انه بعد تفجير نفق تحت موقع عسكرى وسط غزة فى يونيو الماضي الذى قتل فيه جندى اسرائيلي، وبعد التفجير الاخير عند معبر رفح أدرك الجيش الاسرائيلي ان الانفاق المفخخة لا تهدد المواقع العسكرية على طول محور فيلادلفي فحسب وإنما فى كافة أنحاء قطاع غزة أيضا.
ونسبت صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية لمصادر في الجيش ان إخلاء المواقع العسكرية يأتي في أعقاب تهديد الأنفاق ولمنع وقوع إصابات حتى موعد الانسحاب المرتقب فى الصيف المقبل في إطار خطة فك الارتباط.
وأشارت الصحيفة الى أنه وصلت إنذارات للجيش الاسرائيلي تحذر من وجود عدد من الأنفاق المفخخة حفرها فلسطينيون تحت مواقع عسكرية بقطاع غزة مما استدعى اتخاذ تدابير الحذر الشديد. وأضافت ان الجيش الاسرائيلي يعتزم تقليص عدد جنوده فى المواقع العسكرية في قطاع غزة الى أدنى حد ممكن.
|