الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:23 م
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
المؤتمر نت -

الثلاثاء, 21-مايو-2024
إبراهيم الحجاجي -
الوحدة اليمنية.. بين مصير وجودها الحتمي والمؤامرات التي تستهدفها
يحتفل الشعب اليمني بالذكرى الـ 34 لتحقيق الوحدة اليمنية، وهو غالباً احتفالاً شكلياً على اعتبار الراهن السياسي والأمني وحتى الاجتماعي، وفوق ذلك التحديات والمخاطر والمؤامرات الكبيرة التي تحدق بها وتهدد وجودها.
عندما تحققت الوحدة المباركة في 22 مايو 1990م بعد عدد من المراحل والمخاضات عم الفرح كل محافظات ومدن وقرى ومنازل اليمن، لأنها كانت وحدة جغرافية واجتماعية وشعبية وبإجماع سياسي، وإياً كانت الاحداث التي حاولت وأدها في المهد إلا أنها ترسخت والشعب اليمني عبرها شهد قفزة تنموية لا بأس بها في مختلف المجالات، وما زالت شاهدة للعيان ولكل ذي لب أمام كل التكهنات والتشكيك والابواق التي تقلل من شأنها كنعمة كبيرة، وهو ما جعل أمواج المؤامرات تهيج لاستهدافها من أجل ألا يكون هذا البلد قوياً ومتماسكاً نتيجة موقعه الجغرافي الاستراتيجي المهم الذي تعمل له قوى النفوذ الدولي ألف حساب.

السرد في مراحلها وتحقيقها وما تحقق بفضلها.. الجميع يعرفها، وهو ما دفعني للحديث عن ما تعانية الوحدة في هذه المرحلة الخطيرة والحساسة، ولأن القوى السياسية لم تعي خطورة التهديدات التي تستهدف الوحدة منذ أحداث 2011 وإن كان من هذه القوى من الاسباب الرئيسية الى ما وصلت إليه البلاد، وجدت المؤامرات الخارجية ضالتها عندما تفرق الجمع كلاً خلف مصالحه وترك مصلحة الوطن العليا وفي مقدمتها الوحدة، فكشرت المؤامرات عن أنيابها وشنت عدوانها الغاشم وحصارها الجائر على اليمن منذ 26 مارس 2015 حتى الآن، مستهدفة وحدتها وشعبها ونسيجه الاجتماعي ومقدراتها وسيادتها من خلال أدوات داخلية للأسف، كل ذلك من أجل ألا يكون اليمن دولة موحدة وقوية ومستقرة ليسهل للقوى الطامعة تمرير مشاريعها وإرساء مصالحها على حساب وحدة اليمن ومعاناة هذا الشعب العظيم.
من لا يزال يعتقد أن كل ما يحدث وما يتعرض له البلد من أجل مصلحة اليمن أو نكاية بحوثي أو غيره، فهو واهم أو غافل أو مجنون، بعد أن كشفت كل الأوراق أمام من لم يكن يدرك بأن المستهدف فقط هي اليمن ووحدتها وسيادتها ومقدراتها وشعبها، حيث نجحت المؤامرات في إحداث شرخ في وحدة اليمن على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وحتى العقائدية، وأصبحت ذات سلطتين داخل بلد، سلطة معترف بها دولياً لكنها ليست سلطة أمر واقع وسلطة غير معترف بها دولياً رغم أنها سلطة أمر واقع، وهكذا ستستمر المؤامرات في إذكاء الفتن حتى لا تعود اليمن الى وحدتها وتماسك شعبها.

وعلى ضوء ما سبق وما يجري حالياً من أحداث فأن الوحدة اليمنية تواجه تهديدات ومخاطر ومؤامرات أكثر من أي وقت مضى، خاصة بعد الموقف اليمني المشرف المناصر للشعب الفلــســطـيـنـي سياساً وعسكرياً وشعبياً، وعلى ضوء أبعاد التجاذبات والتداخلات الاقليمية والدولية بهذا الخصوص، وهو ما ينبغي على كل القوى السياسية والشعب بشكل عام أن يعي مدى وأبعاد هذه المخاطر وأن الوحدة هي مصدر قوة وعزة الشعب اليمني من أقصاه الى أقصاه، من سقطرى والمهرة وحضرموت شرقاً الى الحديدة غرباً ومن صعدة وحجة والجوف شمالاً الى عدن وأبين جنوباً، وأن يدرك الجميع بأن التاريخ مثلما يسجل من حققوا الوحدة بأنصع صفحاته، سيسجل من أساؤو للوحدة وتسببوا بهذا الشرخ الذي تعرضت له بصفحاته السوداء، وسيسجل من يدرأ عنها هذا البلاء على صفحاته بأحرف من نور.

ورغم ما تتعرض له الوحدة إلا أن الدفاع عنها غائباً، على الأقل يتم إحيائها في ذكراها إعلامياً وإعطائها مساحة واسعة من التغطية والتوعية والتحليل حول كل ما يدور وما يستهدف الوحدة، ويفترض أن تُحشَد لها كل الطاقات للاحتفال بذكرها بالمقام الذي يليق بها سياسياً واعلامياً وجماهيرياً، إسوة باحتفالات أخرى كون الاحتفال بالوحدة من لب الوطنية وعمق العقيدة، وأن تستغل من مثل هذه المناسبات فرصة لبحث ونقاش وتحليل كل ما يمكن أن يعيدها الى عافيتها.

في الختام.. لا يفوتنا أن نذكر من سعوا للوحدة حتى تحققت في 22 مايو 1990 وفي مقدمتهم الرئيسان علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض ومعهما القيادات الوحدوية الوطنية من شمال اليمن وجنوبها، وكذا لا ننسى دور المؤتمر الشعبي العام الحزب الوطني الوحدوي الرائد والحزب الاشتراكي اليمني ومعهما القوى الوطنية الشريفة.

عاش اليمن حراً عزيزاً منتصرا..
عاشت الوحدة اليمنية المباركة..

كل عام وأنتم والوطن والوحدة بخير وعافية




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر