المؤتمرنت - واشنطن: قيادة «بعثية جديدة» تقود الهجمات قال جنرال أميركي أول من أمس إن التمرد العراقي تتم إدارته جزئيا من قبل مسؤولين سابقين في حزب البعث العراقي مقيمين في سورية ويسمون أنفسهم بـ «القيادة القطرية الجديدة».
وقال الجنرال جورج كايسي قائد الجيش الأميركي في العراق ضمن مؤتمر صحافي أجراه داخل البنتاغون، إن هؤلاء الرجال ينتمون إلى الحزب الحاكم السابق في العراق و«يعملون من سورية بدون أي قيود ويقدمون التوجيه والدعم المالي للتمرد... وهذا يجب إيقافه».
ودعا حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لبذل جهود أكبر لإيقاف التمرد من استخدام سورية كمخبأ لأفراده. وقال الجنرال كايسي «السوريون يقومون ببعض الجهود على الحدود لكنهم لا يطاردون السمكة الكبيرة التي هي الأفراد الذين نرغب في مسكهم. ونحن راغبون في أن يقوموا بمطاردة البعثيين العراقيين الكبار».
وجاءت تصريحات كايسي بعد الملاحظات التي ذكرها الرئيس بوش يوم الأربعاء الماضي حول نفس الموضوع لكنها أعطت تفاصيل أكثر وهذا يشمل إعطاء أسماء القيادة الجديدة في سورية. وخلال الأسابيع الأخيرة ساعد توفر معلومات استخباراتية حول القوى المعادية للوجود الأميركي في العراق ساعد المسؤولين الأميركيين للتركيز على جانب الدعم اللوجستي المتوفر للمتمردين من قبل سورية.
لكن كايسي تحدث عن التهديد الإيراني للعراق، وقال إن نفوذ الحكومة الإيرانية على العراق بحاجة إلى المراقبة، لكنه قال إنه لا يبدو عنصرا مهددا للانتخابات المقبلة. وقال الجنرال كايسي «أنا لا أرى وجود نفوذ إيراني كبير خصوصا على الحكومة التي سيتم انتخابها في يناير المقبل. أنا أرى إيران على الأمد البعيد هي مصدر التهديد لأمن العراق... تهديد على الأمد البعيد لاستقرار العراق. وإذا نظرتم إلى الطرف الآخر فإني أظن أن سورية هي التهديد على الأمد القصير من خلال توفير الدعم للقادة البعثيين السابقين الذين يعملون داخل وخارج سورية».
لكن الجنرال كايسي عبّر عن تفاؤله حول الوضع الأمني في العراق. وأضاف «أشعر بأننا نسير في الطريق الصحيح بما يخص مساعدة الشعب العراقي لإكمال عملية الانتقال إلى حكومة منتخبة دستوريا في نهاية العام المقبل. ونحن نرى أن هذا الهدف هو واقعي وقابل للتحقق».
وقال إنه «يجب عدم تضخيم قوة التمرد في العراق. إنهم أعداء صلبون وعدوانيون لكننا أطول منهم بعشرة أقدام».
وقال إن المناطق التي لها أسبقية في مجال تقوية الحكومة العراقية هي تفعيل الاستخبارات والحفاظ على النظام من خلال الشرطة العراقية المحلية وتوفر إمكانية مراقبة الحدود عبر وحدات خاصة لهذا الغرض.
في المقابل، أكد عضو البرلمان السوري سليمان حداد عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان ومعاون وزير الخارجية السوري سابقاً، أن لا أحد بإمكانه إثبات المزاعم والاتهامات الملفقة التي يطلقها مسؤولون أميركيون وعراقيون ضد سورية، معرباً عن بطلان وزيف هذه الادعاءات وعن حزن سورية على الضحايا التي تسقط يومياً من أبناء الشعب العراقي.
وقال حداد لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كانت أميركا بقوتها الكبرى وقوة حلفائها في العراق لا تستطيع إيقاف المقاومة العراقية فهل هذا مبرر لتحميل سورية وزر الفشل الأميركي»؟ وتساءل «ما هي الدلائل التي يستند إليها أطراف الهجمة الحالية على سورية، وهل هناك منطق يقبل اتهام سورية بالوصول إلى الناس الذين يقاومون الاحتلال في العراق في حين تنتشر القوات الأميركية انتشاراً كاملاً على الحدود السورية ـ العراقية؟»، مؤكداً أن القصص المطروحة كثيرة جداً لكنها غير موثقة وغير دقيقة وتفتقر إلى المنطق.
وحول ما يقوله مسؤولون أميركيون وعراقيون من أن قادة البعث القدامى موجودون في سورية، تساءل البرلماني السوري «أين هم قادة البعث العراقي القدامى ومن هم؟»، مؤكداً أن «كل هؤلاء يقبعون الآن في السجون العراقية وأن لا أحد منهم موجود في سورية على الإطلاق».
وشدد حداد على أن «لا مصلحة لسورية أن يتأزم الوضع في العراق ليس حباً بأميركا أو حلفائها هناك بل حرصاً على مصلحة الشعب العراقي الذي يدفع وحده ثمن ما يجري في العراق، مما يؤكد أن لا مصلحة لسورية في استمرار الوضع الراهن هناك وأنها غير مسؤولة عنه»، وقال «إن ما نريده هو انسحاب قوات الاحتلال من العراق وترك العراقيين يحكمون أنفسهم بأنفسهم».
ورأى حداد أنه كلما تصاعدت المقاومة في العراق وازداد الضغط على الأميركيين هناك، يعمدون إلى توجيه الاتهامات إلى سورية، مؤكداً أن «هذا أمر مرفوض وأن الشعب العراقي بالذات يدرك أن سورية غير مسؤولة عما يجري في العراق ولا يمكن أن تساهم فيه». |