المؤتمرنت -
مياه المريخ أهم إنجازات 2004 العلمية
تصدر اكتشاف مركبتي سبيريت وأوبورتيونيتي الآليتين، اللتان أرسلتهما إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا)، إلى المريخ أدلة على أن المياه كانت توجد على سطح الكوكب الأحمر، القائمة المنتظرة لأهم عشرة إنجازات علمية في عام 2004.
وتعد مجلة ساينس العلمية هذه القائمة كل عام والتي لا تخلو من اختلاف في الرأي بشأن أفضل الإنجازات، ولم تكن قائمة العام الحالي خالية من هذا الخلاف.
كما ضمت القائمة اكتشاف بقايا سلالة من البشر الأقزام في إندونيسيا.
لكن دونالد كينيدي، رئيس تحرير مجلة ساينس، قال إن اختيار المركز الأول في القائمة لم يكن مشكلة.
ولم يكن ذلك رأي الجميع، إذ يرى البعض أن إعلان علماء من كوريا الجنوبية في فبراير/شباط الماضي عن نجاحهم في استنساخ أجنة بشرية كانت له آثار أوسع نطاقا.
وقال البروفيسور كريستوفر هيجينز، مدير مركز العلوم الإكلينيكية بمجلس البحث الطبي في لندن: "إن لهذا الإنجاز مجموعة كبيرة من التداعيات، إنه تطور مهم للغاية."
وأضاف: "إن هذا لا يضع مركبات ناسا الآلية في المركز الأول. إنه إنجاز تقني هائل، لكنهم لم يعثروا على آثار حياة. لو كانوا قد فعلوا لكان ذلك كشفا مثيرا للاهتمام إلى أقصى درجة".
ويشكل هذا الإنجاز الكوري الجنوبي خطوة مهمة على طريق الاستنساخ العلاجي. لكن البروفيسور هيجينز يرى أنه يتضمن أيضا مضامين فلسفية.
وقال لبي بي سي نيوزأونلاين "حقيقة أن الاستنساخ البشري أصبح ممكنا تنقلنا إلى مرحلة الكشف عن أسرار كثيرة تحيط بالكائن البشري. يتعلق بمحاوله فهم أصل منشأنا والهدف من وجودنا".
وأضاف: "استنساخ الأجنة البشرية يبدأ في التعامل مع هذه التساؤلات. ربما لا يكون ذلك بالطريقة التي يحبها الناس، ولكني أعتقد أنها لا تزال على درجة كبيرة من الأهمية". "إجحاف"
أما المرتبة الثانية في القائمة فكانت من نصيب اكتشاف سلالة من الأقزام عاشت في جزيرة فلوريس الإندونيسية قبل ثلاثة عشر ألف سنة مضت.
وشكلت هذه الدراسة، التي نشرتها دورية نيتشر العلمية منافسا قويا على تصدر مراكز القائمة.
وفي مقاله الافتتاحي، يقول كينيدي إن هذا الكشف - المعروف لدى العلماء باسم "ليانج بوا 1" - قد "ألهب خيال الكثيرين". لكنه أضاف أنه أثار أيضا تساؤلات وجدلا.
وكتب كينميدي يقول "يعاد حاليا فحص الجمجمة الوحيدة والبقايا الواقعة خلفها. سنرى ما الذي ستتمخض عنه هذه القصة."
كما تضمنت قائمة الإنجازات العلمية أن ما كان العلماء يسمونه "الحامض النووي الريبوزي غير الهام" ليس عديم النفع كما كان يعتقد، والكشف عن تقلص مقلق في التنوع النباتي والحيواني.
لكن الكاتب والإذاعي سيمون سينج يرى أن أهم الإنجازات العلمية لعام 2004 هي أول صورة مباشرة تلتقط لكوكب يدور حول نجم آخر. ولم تحتل هذه الصورة، التي التقطها علماء فلك في شيلي، أيا من المراكز العشرة الأول في قائمة مجلة ساينس.
وقال لبي بي سي نيوز أونلاين: "لقد عثرنا على عشرات من الكواكب خارج منظومتنا الشمسية وقد غير ذلك في حد ذاته من نظرتنا إلى الكون."
وأضاف: "نحن نعلم الآن أنه توجد كواكب أخرى لأن بمقدورنا رؤية تأثيرها على النجوم الأخرى. لكن أن نرى كوكبا آخر بالفعل - حتى إذا لم تكن تشبه كوكبنا - فهذا شيء غير عادي. غير عادي ليس فقط في امتلاكنا للتقنية التي تمكننا من رؤية هذا الجسم، بل لأنها تشير إلى أننا يوما ما قد نرى كوكبا مثل الأرض وربما نرى دليلا على وجود حياة."
وتابع: "بالنسبة لي، هذه صورة تاريخية ولا أصدق أنها لم تتصدر الصحف والمجلات في أنحاء العالم." قائمة مجلة ساينس لأهم الإنجازات العلمية في عام 2004:
المركز الأول: مياه على المريخ: اكتشاف مركبتي سبيريت وأبورتيونيتي اللتان أرسلتهما إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) إلى كوكب المريخ لآثار مياه مالحة وحمضية على سطح الكوكب الأحمر.
المركز الثاني: القزم الإندونيسي: عثور فريق من علماء الآثار على سلالة من الأقزام لا يتعدى طول أفرادها المتر الواحد، كانت تعيش في جزيرة فلوريس بإندونيسيا.
المركز الثالث: استنساخ أجنة بشرية: أعلن باحثون كوريون جنوبيون عن نجاحهم في استنساخ أجنة بشرية، في أول دليل على أن الاستنساخ قد ينجح مع الخلايا البشرية.
المركز الرابع: فهم المتكثفات: حقق العلماء في عام 2004 سبقا علميا كبيرا بالتعرف على طبيعة الغازات فائقة البرودة والتي يطلق عليها اسم المتكثفات، وهو ما يلقي الضوء على إحدى معضلات علم الطبيعة.
المركز الخامس: كنوز الحامض النووي الخفية: تبينت أهمية أجزاء من الحامض النووي لا تحمل صفات وراثية، فقد اكتشف العلماء دورها في ظهور الجينات في الوقت والمكان المناسبين.
المركز السادس: اكتشاف زوج من النجوم النيوترونية: اكتشف علماء الفيزياء الفلكية أول زوج من النجوم النيترونية الدوارة، التي تطلق دفقات من الإشعاعات الكونية.
المركز السابع: تقلص التنوع الحيوي في النبات والحيوان: ظهرت في هذا العام أنباء عن تقلص التنوع الحيوي للحيوانات والنباتات، وذلك من خلال دراسات أجريت على برمائيات وفراشات ونباتات وطيور مختلفة.
المركز الثامن: الماء عند الطلب: نتائج جديدة عن البنية والسلوك الكيميائي للماء قد تعيد تشكيل مجالات علمية تتراوح بين الكيمياء إلى الأرصاد الجوية.
المركز التاسع: أدوية لفقراء العالم: بزغت "الشراكة بين القطاعين العام والخاص" كقوة جديدة في عام 2004، مما أثر على طرق تطوير الأدوية ووصولها إلى الأمم النامية.
المركز العاشر: جينات في قطرة ماء: في عام 2004، تمكن العلماء من التعرف على أشكال متناهية الصغر من الحياة، إذ جمعوا عينات من الماء من بيئات مختلفة، وصنفوا العوامل الوراثية التي تحملها.