إبراهيم الحجاجي - هل يمكن الاستغناء عن ذيل الهرم المقلوب في العمل الصحفي؟ مع تطورات ثورة التكنولوجيا أحدثت تحديثات وتغييرات عدة في القواعد والأسس المهنية في مختلف المجالات، باستثناء أساسيات العمل الصحفي الذي ما زال محافظاً على قواعده كمرجعية نظرية وتطبيقية وتحديداً كتابة الخبر بقالب الهرم المقلوب، فهل ما زالت الظرورة تستدعي العمل بهذا القالب؟
ما دفعني لطرق هذا الموضوع وأنا استمع مساء أمس الاربعاء لطرح الدكتورة خلود محمود مدرس الاعلام الرقمي بجامعة الاسكندرية، في افتتاح دورة أساسيات الفنون الصحفية التي تنظمها الجمعية اليمنية للاعلام الرياضي خلال الفترة (24 - 26) يوليو الجاري، والتي قدمت محاضرة شيقة ومفيدة، إلا أن ما لفت انتباهي عندما تحدثت عن كتابة الخبر بقوالبه المختلفة وتحديداً قالب الهرم المقلوب، والذي يعني مقدمة يختزل أهم ما في الخبر ومن ثم التفاصيل ثم تذييله بأحداث أو مواضيع سابقة مرتبطة بالخبر، وهذه القاعدة بطبيعة الحال هي من أساسيات العمل الصحفي كمتطلب مهني ولا خلاف على ذلك، إلا أن تطورات العصر وفي مقدمتها التكنولوجيا الحديثة تجعلنا أمام وجهة نظر لتغيير هذه النظرية، أي هات الجديد دون الحاجة لذيل الهرم.
اعتقد أن الكثير أو الجميع سيستغرب من هذا الرأي كونه يستهدف واحدة من أهم القوعد المهنية للعمل الصحفي، لكن سأوضح للقارئ الكريم وتحديداً زملاء المهنة العاملين في هذا الحقل، كانت هذا القاعدة متطلباً ضرورياً لشحة مصادر المتابعة التي كانت تقتصر على ثلاث وسائل فقط (تلفزيون - إذاعة - صحف ومجلات ورقية) وهو ما يلزم كاتب الخبر بتوضيحه من مختلف الجوانب حتى يكون المتلقي أمام صورة مكتملة من التفاصيل، أما الآن ومع ثورة التكنولوجيا أصبح لدى المتابعين والغالبية منهم خلفيات عن أي حدث ورد في خبرٍ ما وإذا غاب عن المتابع أي معلومة سابقة تتعلق بخبر جديد يمكنه البحث بشكل سهل وسريع، نظراً للفضاء الواسع من وسائل المتابعة وفي مقدمتها وسائل التواصل الاجتماعي حتى وإن كانت غير موثوقة المصادر إلا أنها تتضمن حسابات مختلف الوسائل الاعلامية وكذا الصحفيين والاعلاميين بشكل عام، أي أنها مصادر مضمونة أيضا، ما يعني لم يعد الصحفي بحاجة الى سرد تفاصيل سابقة مرتبطة بالخبر وإنما يكتب الأهم والجديد فقط.
هذه القاعدة (الهرم المقلوب) لا يمكن الاستغناء عنها اطلاقاً في العمل المهني الصحفي، فالتقرير والتحقيق والاستطلاع والحوار وغيرها يستدعي بالضرورة التطرق الى أحداث سابقة مرتبطة بالموضوع أو حتى له علاقة، والحديث عن الخبر الصحفي فقط كما أوضحت سابقا، وتبقى فكرة أو رأي أن يتم إجازة الخبر بدون ذيل الهرم مع الاحتفاظ بأساس القالب كمرجعية مهنية لا غنى عنها. |