الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:20 م
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الإثنين, 10-يناير-2005
المؤتمر نت - زمن العولمة أو ما يسمى بالنظام العالمي الجديد، زمن الثورة العلمية والتكنولوجية المعلوماتية وهو الزمن الذي جاء نتاجا لتفاعلات طبيعية إن لم نقل، صراعات، للحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية لدول.... بقلم : فوزية بامرحول * -
المرأة العربية والإعلام في زمن العولمة
زمن العولمة أو ما يسمى بالنظام العالمي الجديد، زمن الثورة العلمية والتكنولوجية المعلوماتية وهو الزمن الذي جاء نتاجا لتفاعلات طبيعية إن لم نقل، صراعات، للحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية لدول الغرب، وهي الحقبة الجديدة التي يعيشها العالم بعد سقوط النظام الشيوعي وتقهقر النظام الاشتراكي، وبما أن البقاء للأقوى دوما فإن دول الغرب التي طالما سعت في حقبة زمنية سابقة لسيطرة نفوذها الاستعماري، في شتى بقاع الأرض هي نفسها من يسعى الآن لفرض استعمار جديد سلاحها الأقوى فيه هو الغزو الفكري.
ويساعدها في نشر ذلك وبجهد وزمن قياسيين تقنيات التكنولوجيا الحديثة من أجهزة اتصال ومعلومات وحيث الترويج لما يسمى بالتحرر الاقتصادي والانفتاح على العالم والانضمام إلى منظمة التجارة الدولية والبنك الدولي وتنفيذ بنود اتفاقية الجات حتى من قبل، الدول التي ، لم توقع عليها أصلا.
كما لعبت الشركات المتعددة الجنسيات دورا كبيرا في ذلك من خلال الاستثمار في العديد من الدول النامية ودول التكتل الشيوعي السابقة وبعض الدول العربية وساهمت في عملية تشغيل العمالة المحلية لتلك البلدان بالإضافة إلى منتسبيها الذين يعتمدون في تسهيل أعمالهم على وسائل، الاتصال والمعلومات الحديثة ومتشبعون بالفكر الغربي الذي يروج للعولمة، ويتغنى بمزاياها ونحن في الدول العربية - من وجهة نظري، الشخصية- يتطلب منا ما يلي:
أ- الأخذ بعين الاعتبار أن العولمة عملية واقعة ونحن نعيش زمنها، وإن نفي ذلك يعتبر هروبا من الواقع.
ب- عدم التظاهر بأننا لا نعير العولمة أية اهتمام وأننا في الدول العربية بعيدين عن رياح التغيير
ج- عدم الانصياع أيضا لما تروج له بعض المؤسسات الدولية الغربية بان العولمة تحمل في طياتها كافة الحلول لمشاكل العالم السياسية والاقتصادية.
د- تكييف، بنود العولمة وشروطها بما يتناسب وطبيعة بيئتنا العربية لما لها من خصوصية تختلف، عن الغرب، اختلافا جذريا بفعل العادات والتقاليد والدين.
وفي ظل ذلك نأتي إلى واقع المرأة العربية ودور الإعلام العربي تجاه قضاياها في زمن العولمة حيث كلنا يدرك ما لحق وما سيلحق المرأة العربية من أضرار من جراء العولمة وتوجه معظم الدول العربية نحو رسم سياسات للإصلاح الاقتصادي والانخراط فيما يسمى بالنظام العالمي الجديد، والعمل بموجب اتفاقيات البنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، وتسارع وتهافت بلداننا العربية للحاق بركب التقدم العلمي والتكنولوجي، كما توجهت بعض الدول نحو برامج الخصخصة والتي بفعلها بدأت تضيق، فرص العمل كما ظهرت، اختلالات في هياكل العرض لسوق العمل والطلب للقوى العاملة وهذه الاختلالات تفرض بطبيعتها ضغوطا اجتماعية واقتصادية وسياسية تنعكس على المجتمع بشكل عام وعلى النساء بشكل خاص.
ونقولها صراحة هنا أن حور الإعلام تجاه المرأة وقضاياها كان سلبيا نوعا ما ..علما إن هناك عدة محاور يمكن للإعلام الخوض فيها وإظهار الصورة الحقيقة لمساهمة المرأة العربية من خلال إبراز مشاركتها في شتى الجوانب وخاصة الحياة الاقتصادية والتي تعتبر مشاركة المرأة العربية فيها إنجازا كبيراً لتحسين ظرفها المعيشية خاصة ولزيادة مساهمتها في عملية التنمية عامة.
كما كان للإعلام العربي، موادا غنية تجاهلها ولم يعمد إلى بثها، أو عمل الدعاية الإعلامية لها وهي الكثير من المؤتمرات والندوات التي تعنى بشئون المرأة وتقوم بعقدها وتمويلها الكثير من المنظمات الدولية والعربية الحكومية منها وغير الحكومية وكذا الاتحادات، العمالية والمهنية والنسائية التي لعبت دورا هاما في تحسين دور المرأة وأداءها وتمكينها من المشاركة والمساهمة الاقتصادية، والدفع بها نحو مواقع صنع القرار.
نحن لا نريد من الإعلام العربي أن يلعب دورا في تفعيل أداء المرأة لان هذا ما تقوم به فعلا ولكن عليه أن يلعب دورا واقعيا في نقل، الصورة الحقيقة المساهمة المرأة في التنمية الاقتصادية وفي مناحي الحياة الأخرى على الصعيد السياسي والثقافي والاجتماعي، حيث أن الغزو الإعلامي الغربي ساهم كثيرا في إبهات صورتها، ولكن ما يؤسف له هو اتخاذ معظم قنواتنا وفضائياتنا العربية من تلك الصورة الباهتة ومناظر شبه التعري والتمايل والإيحاءات التي تخاطب الغرائز موادا دسمة وغنية لبثها، وبالتالي نقول مسكينة هي، المرأة العربية فكم من الجبهات التي يتحتم عليها الدفاع والنضال فيها! أهي جبهة الخوض وبكل قوة في المشاركة الاقتصادية واثبات الذات، والوصول إلى مواقع القرار أم النضال لأجل أخذ حقها في المشاركة السياسية وأن كان بفعل "الكوتا" وليس بفعل قناعة النوع الآخر، أم النضال في جبهة الإعلام التي تطالعنا يوميا بأشكال وألوان من النساء اللاتي نود القول لهن بل الصراخ في آذانهن أننا نحن بنات حواء بريئات منكن إلى يوم الدين لان جمال المرأة برجاحة عقلها وباحتشامها وحيائها وليس بتعريها و إبراز واستعراض مفاتنها!؟
فهل يعي الإعلام العربي، والقائمون عليه دورهم الحقيقي تجاه المرأة العربية وقضاياها؟؟
وهل سيهبون من سباتهم للتحرر من الغزو الفكري الغربي الذي استعمر واستوطن عقول الكثيرين ويعودون إلى صوابهم؟
وليتذكر العاملون في الحقل الإعلامي أنهم يحملون رسالة سيسألون عنها يوم القيامة!! فما سيكون ردهم يوم لا ينفع الإنسان إلا ما قدمت يداه.

* فوزية بامرحول :عضو دائرة المرأة العاملة والطفل بالاتحاد العام لنقابات عمال اليمن ، رئيس دائرة المرأة بالجنة والنقابية لشركة النفط اليمنية ، الإدارة العامة صنعاء.





أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر