المؤتمرنت - السودان يودع أطول حرب أهلية في أفريقيا بعد 22 عاما من الحرب الأهلية ونحو مليوني قتيل، وقع نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه وزعيم الجيش الشعبي لتحرير السودان جون قرنق في نيروبي، اتفاق سلام تاريخيا لإنهاء أطول حرب اهلية في تاريخ افريقيا. وفيما أشاع توقيع الاتفاق أجواء غير مسبوقة من التفاؤل، قال سياسيون معارضون ودبلوماسيون غربيون ان توقيع الاتفاق كان الجزء السهل، وان تنفيذه والحفاظ على وحدة السودان هو الجزء الصعب. واستقبل اللاجئون السودانيون في افريقيا والعالم توقيع الاتفاق بالرقص والغناء، اذ انه من المتوقع أن يؤدي الى عودة أكثر من نصف مليون سوداني فروا الى الدول المجاورة، أضافة الى اعادة توطين تدريجي لاربعة ملايين نسمة شردوا داخل البلاد من جراء الصراع.
وفي اول رد فعل اميركي على الاتفاق، دعا وزير الخارجية الاميركي كولن باول الذي حضر مراسم التوقيع «شركاء السلام الجدد» في السودان الى العمل «لإنهاء الفظائع في دارفور اعتبارا من اليوم»، والا خسروا الدعم الاميركي. ووقع طه وقرنق، بحضور رؤساء ورؤساء حكومات ومسؤولين دوليين من 20 دولة، سلسلة من البروتوكولات وقعها زملاء لهم أقل مرتبة خلال عامين من المحادثات تشكل في مجملها اتفاقا شاملا يتضمن وقفا دائما لإطلاق النار. وبموجب الاتفاق يشكل حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان ائتلافا حكوميا وتصبح السلطة لا مركزية ويقتسم الجانبان عائدات النفط ويدمجان الجيش. وفي ختام فترة مؤقتة مدتها ست سنوات يستطيع الجنوب إجراء استفتاء على الانفصال. كما نص الاتفاق على ان يتولى قرنق اعتبارا من 20 فبراير(شباط) منصب النائب الأول للرئيس السوداني خلفا لعلي عثمان طه.
ووصف الرئيس السوداني الاتفاق بأنه «ليس مجرد صفقة» بل انه «عقد جديد لكافة السودانيين». واضاف انه اتفاق شامل «ويجب ان نستخدمه لحل النزاع في دارفور». في حين قال قرنق انه «افضل هدية عيد ميلاد ورأس سنة للشعب السوداني وانه سيغير السودان الى الابد». وفي بداية الاحتفال انسحب الوفد الاريتري الذي ترأسه وزير الخارجية علي سيد عبد الله احتجاجا على عدم ادراج اسماء وفده في المنصة الرئيسية تبعا للمراسيم الرسمية. ووصف عبد الله هذا الموقف بأنه مؤسف و«يشبه بأننا قد طردنا». لكنه قال لـ«الشرق الأوسط» «تجاوزنا هذا الخطأ لأننا نشارك السودانيين احتفالهم التاريخي.. واننا لا نتعامل كضيوف في هذا اليوم التاريخي». |