المؤتمر نت -ترجمة: آلاء الصفار -
ملكة سبأ.. أسطورة يقصها الإنجيل
ظلت ملكة سبأ واحدة من أروع الشخصيات التي لطالما ذاع صيت حسنها وثرائها.. وعلى الرغم من أن الكثير من سيرتها لم يزل خافيا إلا أن ( الإنجيل) أورد ذكرها في قصتين، تصف الأولى منهما لقاء ملكة سبئية -لم يسمها- بالملك سليمان، ويعود تاريخ الحدث إلى القرن العاشر، أو ربما التاسع قبل الميلاد، عندما تولي سليمان مقاليد الحكم، لكن من المؤكد أن ذلك الحدث لم يدون إلا بعد تلك الفترة بكثير، وربما لم يكن مدونا حتى أواخر القرن السادس قبل الميلاد.. وفيما يلي نص القصة:
· سليمان وسبأ
" عندما سمعت ملكة سبأ بشهرة سليمان، وما كان عليه من علاقة باسم الرب، قدمت عليه لتختبره بأسئلة صعبة فقد وصلت أورشليم بكرنفال مهيب- وقافلة إبل محملة بالتوابل، وكميات كبيرة من الذهب، والأحجار الكريمة- فأقبلت على سليمان وتحدثت إليه بكل ما كان يجول في خاطرها، فأجاب سليمان على جميع أسئلتها.. و ألقت على الملك مائة وعشرون لغزا ذهبيا، وكميات كبيرة من التوابل، وأحجارا كريمة، ومن يومها لم ترد توابلا مرة أخرى بحجم تلك التي أهدتها ملكة سبأ للملك سليمان، وبدوره أهدى الملك سليمان لملكة سبأ كل ما رغبت به، وما كانت تتمناه إلى جانب ما أهداها من خزائن مملكته.. ثم غادرت لتعود مجددا مع كل حاشيتها إلى بلاد الملك سليمان " ( 1 – الملوك-10 ) من الإنجيل.
v المر والبخور.
" وصلت ملكة سبأ إلى أورشليم بكرنفال مهيب، وقافلة إبل محملة بالتوابل، وكميات كبيرة من الذهب، والأحجار الثمينة.. و ألقت على الملك مائة وعشرين لغزا ذهبيا وكميات كبيرة من التوابل والأحجار الكريمة".
إن الفقرة السابقة تتضمن إشارة للتبادل الاستثنائي للثروات، فضلا عن التبادل العبقري للألغاز، وهو أمر مرهون بالحكمة التي شرّعت لسليمان تبوء عرش إسرائيل.
لقد كانت العطور والبخور مما تتميز به منطقة جنوب الجزيرة العربية، وتشكل جزءاً أساسياً في اقتصادها التجاري. وقد عرف سوق العطور والبخور في الشرق الأدنى القديم ومصر منذ الألف الثالث قبل الميلاد، على أقل تقدير. لكن في الألف الأول قبل الميلاد أخذت المصادر التاريخية تشير إلى أن أصول تلك العطور والبخور قادمة من جنوب الجزيرة العربية، والتي كانت تشير في بعض الأوقات أيضا إلى تلك الأشياء تحت مسمى (التوابل).
v أسطورة ملكة سبأ
إن ملكة سبأ واحدة من تلك الشخصيات الأسطورية التي أثارت مخيلات الشعوب لقرون- فإن مجرد التلميح باسم ملكة سبأ يجسد صورا من الجمال، والحكمة، واللغز، والثراء الفاحش. وهو الإحساس الذي يلهم السامعين من أمريكا وحتى اليابان بكل تلك الصور.
لقد ورد ذكر ملكة سبأ في التوارة، والمسيحية، والنصوص الإسلامية القرآنية المقدسة. وفي الفن الأوروبي الغربي لعصر النهضة اختار الفنانون التركيز على روعة بلاط سليمان، وعلى الثروات الخرافية التي أحضرتها آلية الملكة.
أما في الشرق الأوسط فهي تعتبر شخصية أكثر ترددا بكثير، ففي التراث التوراتي على وجه الخصوص فإنهم يخرجون عن اعتبارات ( العهد القديم) ليحولونها إلى طيف إغرائي، فيما يدّعي الأثيوبيون أن سليمان وملكة سبأ ينحدران من سلاله ملكية أثيوبية.
لا شك أن هناك أدلة قوية على نمو وازدهار مملكة قوية في اليمن تسمى" سبأ" ولكن ما يزال هناك سؤال يطرح نفسه وهو: من هي ملكة سبأ ؟ فالبحوث قد بدأت لتوها: إماطة النقاب عن وجودها الحقيقي.
* المصدرBowers Museum ,USA