بقلم : د. محمـــد المنصــوب* -
القارئــون الدين بالمقلــــوب
حينما تلقى الإخوة في المؤتمر نت تهديدا بالقتل والتصفيه لم نكن نستبعد ذلك وكنا نضع ايدينا على صدورنا توقعا لأبعد من تهديد عبر الإنترنت وهاهي حادثة تفجير مقر المؤتمر نت أسدلت الستار على أن المتطرفين ومن يقرؤون الدين والقرءان ويفسرونه بلغتهم الخاصة جادون وعاقدو العزم على زعزعة الاستقرار الذي بدأت بلادنا تنعم به وكأنهم لا يريدون لليمن أن تواجه شيئاً اخر سوى ترسيخ السكينه والأمن بدلا من التفرغ لبناء الدولة وعصرنة الوطن بإقتصاد قوي وإستقرار سياسي وأمني. ولكن هاهم من يعتبرون أنفسهم المسؤولين عن إصدار صكوك الكفر والإسلام لعباد لله لا يكادون يتورعون عن تدمير كل خيط أمل في قلوبنا.
إن الإعلام والكتاب والصحفيين هم شريان البلاد ومرآة للدوله في تبيين عيوبها وتنويرها بفكرهم وأقلامهم مهما إختلفت إتجاهاتها وإنتماءاتها وإن ما تعرض له المؤتمر نت ما هو إلا عمل جبان حقير لا يرضاه الضمير ولا المنطق ولا الدين إطلاقا .
بعد سنوات من الغياب عن الوطن عدت وكان يصادفني الفكر المتطرف بأشكال عدة وبمواقف عدة منها ذات مرة ونحن نستمع إلى خطبة الجمعه إذا بالخطيب بدلا من أن يوعي الناس بالإيمان بالله والتسامح ونبذ العنف والثأر وكل أشكال الجاهلية إذا بذلك الشاب يحشر نفسه في موضوع إعلان الحرب ضد إسرائيل وبعد انتهاء الصلاة إنفردت به جانبا وناقشته بشكل غير مباشر وقلت له: لتعلم أخي اننا جميعا نتمنى ان نرى اليوم الذي فيه إسرائيل غير موجوده على خارطة العالم ولكن دعواتك للحرب هذه هي بمثابة انتحار وشرحت له أننا نحن معشر العرب لم نعمل بمفهوم الآية الكريمة التي كانت دليله الفاصل في رأيه(( وإعدو لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)) ولكن هذا الشاب فسر الايه على مفهومه وكون فكرا حديدا لا يلين.
مرة أخرى وأنا في طريقي من قريتي متوجها للعاصمه صنعاء على طريق سفري للخارج صادفني فكرا أشد صلابة وغير قابل للنقاش .كنا على متن( البيجو ) وصادف أن حل وقت صلاة المغرب ونحن في مدينة يريم فأستأذن صاحبانا هذا لصلاة المغرب وذهبا وتأخرت عودتهما لأكثر من الساعه ووفاءا للسفر نزل بعض الركاب للبحث عنهما فوجدهما قد صلا المغرب وتناولا العشاء ومن ثم بدءا في مباشرة صلوات ونوافل تاركين الركاب في إنتظار .
بعد أن عادا للتاكسي لم يعربان عن اسفهما بل بدأ في سرد النصائح بأن الصلاه فيها خير وكان لا يمكن لنا الإستعجال بهما.
طبعا قبل ان ينزلا للصلاه سألاني لما لا انزل للصلاه فقلت لهما أنا مسافر وقد نويت القصر وبعد أن عادا لفت أحدهم برأسه من الأمام سائلا: أين الأخ الذي قال أنه نوى القصر ؟ فقلت له أنا هل من شيئ فقال لي : ممكن أن تعرف لي ماهو القصر شرعا ؟ فشعرت بالإستفزاز قائلا : هل أنت باحث عن معلومة أم مستفزا مسلما عارف بأساسيات دينه ، طبعا صديقنا هذا شكله كان يوحي بأنه ليس باحثا عن معلومه وإنما يريد ان يكون مرشدا وواعظا ولكن من جهل وقصر فكر كاد الموقف أن ينتهي بإشتباك داخل التاكسي بين الرجل المتطرف هذا وصديقي المرافق لي في السفر لولا تهدئتي للحوار لعلمي أن مثل هؤلاء الجهله لا يسمن ولا يغني معهم شيئ من الحوار. وهم من ثقافتهم وفقههم الديني المكتسب عبر محاضرات وخطب ومنشورات تسبب في تحجر فكرهم وعدم لينته وقبوله بالاخر.
ذكرت هاتين الحادثتين فقط لنعرف من هم الجناه الذين أمطروا وابل رصاصاتهم ورشاشاتهم نحو إخوة لهم في الدين والنسب .
إن مثل هذا الفكر المتطرف تأصل وتعمق في عقول الكثر من الشباب اليمني منذ عقود مضت تغاضت عنها الدوله لمأربها الأخرى وهانحن نجني عواقب ذلك الإهمال أو التغاضي وقد لا نستطيع القضاء عليه في لحظة وضحاها.
وإن توجهات الدوله بإزالة جميع المراكز التي تدرس مفاهيم الدين حسب فكرها ورؤيتها الضيقه لهي الخطوه الأولى على المسار الصحيح حتى نستطيع حماية الأجيال القادمه من التطرف .
إننا جميعا مسلمون ونحب الإسلام وهو دستورنا ومنهجنا ولكن لا نسمح في أن يقرأ كل شخص الدين على حسب هواه حتى لا ننجر إلى عواقب لا نستطيع التنبؤ بمستواها ومداها الان .
*كاتب وباحث يمني
مديرومؤسس موقع اليمن على الإنترنت باللغه الصينيه
[email protected]