بقلم-فيصل الصوفي - لرئيس تحرير (المؤتمرنت) وأعضاء فريقه: تباً لكم لو جبنتم أمام الإرهاب الأخ رئيس تحرير (المؤتمرنت) وأعضاء فريق التحرير.. أهنئكم بالسلامة هذه المرة، لكني في المرة القادمة –حيث أتوقع تعرضكم لهجوم دامٍ محتمل- قد أكون أمام فرصة ضئيلة للحصول على من يتلقى التهنئة بالسلامة.
لا أدين العمل الإرهابي الذي تعرضت له صحيفتكم، ونجوتم منه، ذلك أن الإرهاب لديه خططه ومشروعاته التي يحاول فرضها علينا، ويعتقد أصحابه أن من حقهم القيام بذلك، بينما لم ننجح نحن في ممارسة حقنا بمنع تحقيق هذا المشروع، ويبدوا إن نوم الإرهابيين لبعض الوقت دفعنا للاعتقاد إن بلادنا تخلصت من الإرهاب، وقد ظهر في الأخير أننا قد خدعنا أنفسنا بذلك الاعتقاد.. فها قد صحا بعض الإرهابيين من نومهم عندما وجدوا بأنهم أمام مهمة تستدعي الصحوة لشن هجوم على "فسطاط الكفر" الذي وضعوه في خيالهم..
لقد طالبتُ سلطات الأمن بعد تلقيكم رسالة التهديد بأن تأخذ الأمر مأخذ الجدية، وأن تقوم بمسئوليتها في ضمان سلامتكم وإزالة أسباب الخطر، لكنها لم تفعل بدليل أن الإرهابيين خطوا خطوتهم الأولى لتنفيذ تهديدهم بصورة مباشرة مساء الخميس الماضي.
اعتقد إنه لن يفوتكم فهم الأمر على حقيقته، فالمهاجمون لم يقتلوكم هذه المرة.. واكتفوا بفعل الأشياء المجدولة في رسالة التهديد السابقة، ومنها قولهم إنهم قادرون على الوصول إليكم والنيل منكم.. وقد وصولوا إليكم يا صاحبي ليفجروا قنبلة، ويحدثوا بعض الخراب، وهذه العملية الابتدائية المباشرة تتضمن بأن عليكم التراجع.. بأن عليكم أن تكفوا عن جرأتكم ومسئولياتكم، وتحديداً عليكم أن تبقوا بعيداً، أو تبقوا أنفسكم على مسافة بعيدة عن أوكار الإرهاب حتى لا تصل إليكم نيرانه.. الهدف إذاً أن تتخلوا عن أفضل الإيجابيات التي جعلت صحيفتكم متميزة وتشق طريقها نحو الأعلى.. وهذا يعني أن عدم تخليكم عن ذلك، وهذا ما اعتقده حسب خبرتي معكم، أنكم ستكونون عرضة لهجوم آخر سيكون سيئاً لو نجح أصحابه، لكن لا تتخلوا عن ذلك.
الأخ رئيس التحرير والأعضاء فريق التحرير: إن الذين يهددونكم ليس لديهم كما يبدو من رسائلهم غاية نبيلة يمكنكم التصالح معها، وهذا واضح لذلك لجأوا إلى وسيلة غير نبيلة في الرد على غايتكم النبيلة ،وعليكم أن تتفهموا أن التحديات التي يضعنا الإرهابيون أمامها ليست سهلة، خاصة وأن فتاوى صدرت قبل شهرين في السعودية، وحاكاها مفتون في اليمن لاتزال تغذي الإرهاب وتدفع ببعض التنظيمات المتطرفة للسير في طريق العنف لتردي كل شيء واجهته في طريقها.
إن الذين يعادون التحديث ويدافعون عن الإرهاب ويدعون للجهاد الفردي والجهاد كفرض عين باسم الإسلام لديهم مشروعهم الخاص، ومن أجل تنفيذه يستخدمون الآخرين للقيام بالمهام البغيضة ويبقوا أنفسهم بعيدين عن الآثام.. إن هؤلاء الآخرين هم اتباعهم يثيرون لديهم مشاعر الحقد والكراهية والتزمت والعدوان، وقد وجدوا أن هذه الطريقة تتمتع بفعالية عندما يتطلب الأمر تحريك الاتباع للقيام بأعمال عنف ضد الخصوم السياسيين، أو المخالفين في الرأي.
الأخ رئيس التحرير وأعضاء فريق التحرير: دعوني أقول لكم كلمات اعتقد عليا قولها..
إن أي تدابير يتوجب عليكم القيام بها، أو مطالبة الآخرين بالقيام بها إزاء الخطر المحدق بكم ينبغي أن لا تقتصر على ضمان سلامة أشخاصكم كأفراد، وهذا بالطبع من حقكم ومن واجب سلطات الأمن تجاهكم.
إذْ يجب أن تدركوا انه ليس بينكم وبين الإرهابيين خصومة شخصية، وأنهم لا يستهدفونكم مباشرة بدليل أنكم لا تعرفونهم، ولكنهم يستهدفون حياتكم، ربما للضغط على المؤتمر الشعبي العام.. أي سيضحون بكم لإجبار حزبكم على التخلي عن موقع (المؤتمرنت)، وفي أحسن الحالات انتزاع فعاليته.
في كل الأحوال أشرف لكم أن تقتلوا شهداء.. وتباً لكم لو أظهرتم للإرهابيين أنكم خائفون..
فيصل الصوفي- كاتب صحافي
14/01/2005م
|