عيسى المساوى* - يحيى ناصـر دوت كـوم طالعتنا صحيفتكم الغراء الصادرة بتاريخ 10/1/2005م العدد (229) بمقالة للأخ ناصر يحيى تحت عنوان: دبليو دبليو دبليو فسطاط الكذب دوت كوم.
وفي البداية أتمنى من الأخ العزيز/ ناصر يحيى ومن على شاكلته أن يعوا جيدا أن المبادرة المتحمسة والتبرع للدفاع الموتور عن أشخاص بحجم الشيخ الزنداني من قبل أشخاص بحجم ناصر يحيى- لا يعرفون جيدا- ما الذي يراد- يلخبط الأوراق كثيرا وأخال الشيخ يردد في نفسه قول الحكماء عدو عاقل خير من صديق جاهل وما أريد أن يستوعبه جميع محبي الشيخ ومناصريه وفي مقدمتهم الأخ ناصر والمتشدقين بالدين أن الشيخ الزنداني ليس حكرا على حزبهم فهو قبل هذا وذاك عالم فاضل يكن له الجميع الاحترام والتوقير في الداخل والخارج لا لشخصه بل لعلمه وليس لما تناولته وسائل الإعلام عن الشيخ أي صلة بصورة الوطن وهو على حافة الهاوية يعيش في أتون أزمات متوالية تهدد حياته وعيشه كما تخيله الأخ/ ناصر في صور دراماتيكية تراجيدية لا تقل عن مشاهد أفلام الرعب ومأساة الكارثة الإنسانية في زلزال "تسونامي".
إن هذا الإخراج المرعب والربط الفاسد والمتبجح يضر أكثر مما ينفع ويظهر الرجل عاجزا عن إصلاح ما يمكن إصلاحه من منطق ومفهوم أصحابه ومحبيه وهذا يحمل في طياته أكثر من رسالة ودلالة.
أقول لأولئك المتميزين غيظا لما أصاب الشيخ دعوا الرجل وشأنه فهو في خير كبير مادام في العقل بقية ومتسع للآخر أيا كان رأيه وإن كان الأمر يحتاج إلى توضيح أكثر من قبل الشيخ. من حق الأستاذ ناصر يحيى أن يظهر ما تتعرض له حرية الكلمة من تهديدات قاصمة لحاضر ومستقبل الصحافة والديمقراطية في اليمن بفتحها مشروع التصفيات السياسية من حقه أن يظهرها غبية وساذجة وبتهريج سياسي ومحض افتراءات وتخرصات طالما والمعنيين بها فكرا وممارسة هم رفقاء الدرب، ولكن ليس من حقه احتكار الحقيقية المطلقة لتوزيع صكوك الغفران وتبرئة هذه الجهة وإدانة تلك والاستخفاف بحياة الآخرين بعقلية طرزان ومنطق.. إن لم تكن معي فأنت ضدي وإني لأتساءل ماذا لو أن المعني بالتصفية كان من صحفيي الإصلاح لربما كان ذلك إنذاراً بكارثة يأجوج ومأجوج وخرقا فاضحا للنواميس الطبيعية إن لم يكن علامة لظهور المهدي الذي سيملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا.
وعقلاء كثيرون داخل الإصلاح العنصرية الحزبية النتنة يرفضه قبلي الشيخ بكل الملل والنحل تلقى رئيس تحرير المؤتمر نت الأستاذ عبدالله الحضرمي اتهامات بالكفر والزندقة والزندقة، وبدا مثيرا للشفقة وهو يحاول حشد كل ما يجده في طريقه ولك أن تتخيل لنقي تلك الرسالة والجهة التي تقف وراءها حتى اضطره الأمر للتباكي وشق الحبيب على رموز الحزب الاشتراكي، ملاحدة الأمس قساوسة اليوم حسب مفهوم الأخ/ ناصر وثقافة التطرف والإلغاء التي رضعها ردحا من الزمن وبأسلوب يكشف عن قوة الطباع التي يتمتع بها، متناسياً شلالات الدماء وأكوام الجماجم التي فرضتها ثقافة العنف ورموزه على قادة الحزب الاشتراكي نظير تطهيرهم من أدران الوثنية والماركسية الملحدة حتى الأمس القريب. وكم كان جميلا ما اقترحه الأخ/ ناصر على تصريح الأخ/ طارق الشامي بإعادة كتابته بخط جميل ووضعه في إطار زجاجي ليعلق في زنزانة الأستاذ/ عبدالكريم الخيواني إلا أنه لم يكن منصفا هذه المرة ايضا وأظنه غير قاصد وإلا كان عليه أن يضع ذات التصريح في إطار من الكرستال أكثر بريقاً- لاختلاف المقام- ليضعه على ضريح داعية الحقوق وشهيد الكلمة الأستاذ/ جار الله عمر وأتمنى أن يكون أخر ضحايا الفكر التطرف وأتمنى أيضاً أن أسمع الأخ/ ناصر يدوي بعدي بالتأمين ولو تقية. "وما فيش حد أحسن من حد" غير أن المفاجأة – مفاجأة المقال- كانت في السبق الصحفي وبراءة الاستنتاج العلمي الذي استحقه الأخ/ ناصر عن جدارة وله الحق في توثيقه بالدوائر المختصة حفاظا على حقوقه الفكرية من السرقة، فقد خلصت ثقافته التقنية التي ميزته عن سائر البشر أن بالإمكان تقنيا إرسال رسالة التهديد التي تلقاها رئيس تحرير المؤتمر نت من الغرفة المجاورة لمكتبه إن لم يكن من ذات المكتب، وهذا مالم يتنبه له أي شخص وإن كان هذا الشخص هو العم "جوجل" وفي غمرة الإنتشاء بهذا الاسنتنتاج التقني أغفل الأخ/ ناصر الاحتمال الآخر بإمكانية إرسال ذات الرسالة حتى من مكتب الشيخ عبدالمجيد او من مكتب الأمين العام الأستاذ اليدومي ومن قبل نفس الجهة التي لا تخفى عليها شخصية الأستاذ ناصر يحيى.
اذا سلمنا جدلا بما يهواه الاخ/ ناصر فإن القضية باختصار لا تخرج عن احتمالين
الأول: ان المسالة لا تمت بصلة لأ ي جماعة محسوبة على الشيخ الزنداني جامعة الإيمان، والثاني صحة ما ذكره موقع المؤتمرنت من وجود جماعة متطرفة تهدد رئيس وصحفيه بالتصفية وتتهمهم بالكفر والزندقة فإذا ما صح الاحتمال الثاني كانت الآثار المترتبة عليه أكثر بكثير من تلك المترتبة على الاحتمال الأول وفي كلتا الحالتين تظل الكرة في ملعب الشيخ الزنداني ويلزم اقناع المحسوبين عليه بضبط النفس وكشف المؤامرة التي تحاك ضدهم كما يحلو للأخ ناصر تسميتها، وهنا سؤال مهم يفرض نفسه بإلحاح لماذا يحاول الاخ ناصر يحيى غير مرة إرسال رسائل غير مباشرة وتهديدات مبطنة وإلى ماذا يهدف؟ فقد ذكر ما نصه
1- نصيحة للزميل الحضرمي أن ينتبه لنفسه كثيرا فأخشى حقيقة أن يحدث له مكروه.
2- بالمناسبة فإن الحضرمي مطالب بألا يبالغ في خصومته وتصريحاته وعنترياته وعداوته للآخرين،
إن عبارات كتلك تحمل تهديدات واضحة ورسائل قوية للمعنيين بالتنفيذ تحضهم على الاستمرار وانتظار إشارة البدء ولعل ما أثار الشكوك بصورة أقوى وأعطاها طابع الجدية ما ذكره الشيخ الزنداني في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة 26 سبتمبر الإلكترونية في يوم الاثنين الموافق 10/1/2005م وقال ما نصه" أنا أعلن تضرري من هذا السلوك الإعلامي لأنه يعطي ذريعة كاذبة للأمريكان ويختلق أدلة تفتري افتراء ضدي ليعين الإعلام الأمريكي في تشويه سمعتي وسمعة الجامعة على أيدي الإعلام الأمريكي وسببه "المؤتمر نت " فماذا بعد: الإضرار بالشيخ الزنداني وتشويه سمعته، وتشويه سمعة جامعة الإيمان ومحاولة طمسها باعتبارها منبعا من منابع الإسلام وموالاة الكفرة والمشركين أعداء الله على المؤمنين. ثلاث تهم تكفي الواحدة منها أن تدفع حمران العيون الغيورون على الإسلام وعلمائه لتنفيذ التهديد دون حاجة إلى فتوى فلماذا يا شيخ وأنت الحصيف الذي لا يقع في هكذا هفوات العارف ببضاعتك أن الأمر يستدعي فعلا – لدرء المفسدة- صدور بيان براءة قطعي الدلالة من الشيخ الزنداني يستنكر فيه ويحرم اللجوء للتصفيات الجسدية بحجة تأديب الآخر ذي الرأي المخالف بعيدا عما يمكن أن يفهم أنه رسالة غير مباشرة وذلك لقطع الطريق على الجميع.
وختاما: إذا كان الأخ/ ناصر قد دعا الله في آخر مقاله ألا تنام أعين الجبناء حتى لا يتسنى لها اقتناص الفرصة لتنفيذ التهديد فإني أسأل من الله أن تنام أعين الجبناء المتشدقين حتى ينعم الجميع بالأمن والأمان وحتى لا يصاب الأخ/ ناصر بالأعراض الصحية المصاحبة لكثرة الأرق.
* نقلاً عن صحيفة <<الناس>> العدد (230) بتاريخ 17/1/2005م |