المؤتمر نت -
صور جديدة من مسبار تايتن
كشف العلماء عن النتائج الأولى لرحلة المسبار هيوجينز إلى تايتن القمر التابع لكوكب زحل، وقد احتوت تلك النتائج على صور جديدة مدهشة.
كما عرض العلماء تسجيلات صوتيه التقطت حينما كان المسبار هيوجينز يهبط نحو سطح القمر.
ويمكن الاستدلال من القياسات أن المنطقة التي هبط عليها المسبار ربما تشبه في قوامها قوام العجين، وربما كانت قد تعرضت لفيضانات في الماضي.
وقالت الوكالة الأوروبية للفضاء (إيسا) إنها ستحقق في فقد قناة من قناتي معلومات تابعة لها خلال نقل بيانات المسبار.
ولكن إجمالا يتفق العلماء على أن تلك المهمة أحرزت نجاحا باهرا.
وقد أعرب البروفيسور ديفيد ساوثوود، مدير العلوم بالوكالة الأوروبية للفضاء، عن تأثره حينما قرأ مقطعا من قصيدة "النظرة الأولى لتشابمان هومر" التي كتبها الشاعر الإنجليزي كيتس في القرن التاسع عشر، حيث عبر البروفيسور عما يشعر به الفريق من نشوة بالغة لاستكشاف عالم جديد.
وعلق ألفونسو دياز، المدير المساعد للعلوم بوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) قائلا "يؤكد لنا هذا أنه حينما يعمل الناس معا بشكل متكاتف ويكرسون جهودهم نحو هدف ما فإن بإمكانهم الوصول إلى نتائج مذهلة، وهو ما حدث في هذه الحالة".
سماء برتقالية
وتظهر الصور الملونة سطح تايتن ويبدو بلون برتقالي فاتح بينما تبدو سماؤه بلون برتقالي غامق، مع وجود "حجارة ملساء" ربما تشكلت من الثلج.
المعدات المزود بها المسبار هيوجينز
1. معدات لقياس الخصائص الفيزيقية والكهربية للمجال الجوي لتايتان
2. معدات للتعرف على وقياس المواد الكيميائية المتوافرة في أجواء القمر
3. معدات لسحب وتحليل جزيئات جوية
4. معدات لتصوير الهبوط وفحص مستويات الضوء
5. معدات لدراسة اتجاه الرياح وقوتها على سطح القمر
6. معدات لتحديد الخصائص الفيزيائية لسطح القمر
وتظهر الصور التي التقطت من الجو أثناء هبوط المسبار قنوات تصريف يبدو أنها تنحدر من يابسة إلى ما يبدو وكأنه محيط غامق اللون، ربما مكون من مادة تشبه القطران.
كما تظهر الصور ما يمكن أن يكون ضبابا من غاز الميثان يلف أجزاء من سطح القمر.
ويقول البروفيسور جون زارنيكي المختص بعلوم سطح القمر إن المنطقة التي هبط عليها المسبار هيوجينز يبدو أنها تحتوي على طبقة رقيقة تغطي مادة أكثر توافقا، كالرمل المبلل على سبيل المثال.
ويعقب د. مارتي توماسكو، المسؤول عن معدات التصوير بالمسبار، بالقول "ربما يشير هذا إلى أن المنطقة كانت مبتلة منذ فترة ليست بطويلة وربما لم يتغلغل السائل لمسافة كبيرة بعيدا عن السطح".
كما كشف العلماء عن قياسات خاصة بغاز الميثان في الغلاف الجوي للقمر تايتن. ويعتقد أن التركيب الكيميائي لتايتن يشبه ما كانت عليه الأرض قبل 4.6 مليار سنة ويمكن أن يلقي ضوءا على نشأة الحياة المبكرة على سطح كوكبنا.
وقد أسفر فقد قناة البيانات عن نقل المسبار لـ350 صورة بدلا من أكثر 700 صورة كان من المتوقع أن ينقلها.
كما سيكون من شأن هذا إبطاء عودة البيانات الخاصة بتجربة لقياس الرياح على سطح تايتن.
دوى برق؟
وقال البروفيسور ساوثوود إن الخطأ البشري الذي تسبب في هذه المشكلة "من مسؤولية وكالة الفضاء الأوروبية".
وأضاف القول "دائما هناك عنصر بشري، وقد وقع خطأ أمس. إن الكون يذكرنا بأننا لسنا سوى بشر".
ولكن ساوثوود أشار إلى أن كم البيانات التي توافرت رغم ذلك ليس بالقليل، وبإمكان العلماء أن يعكفوا على دراستها.
وقد سجل مايكروفون مثبت على المسبار أصوات الأجواء العاصفة لسطح القمر تايتن، ويأمل العلماء أن يتمكنوا من سماع دوي برق حينما يحللون البيانات التي تصل إليهم.
وكانت السفينة الفضائية كاسيني، وهي السفينة الأم التي كان تحمل المسبار، قد وصلت إلى زحل في يوليو/تموز 2004 بعد رحلة استغرقت سبع سنوات.
وقد أطلقت المسبار هيوجينز باتجاه سطح القمر في 25 ديسمبر/كانون الأول، ودخل المسبار، الأوروبي الصنع، الغلاف الجوي للقمر على ارتفاع 1270 كيلومترا نحو الساعة العاشرة صباحا بتوقيت جرينيتش الجمعة.