الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:32 م
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الثلاثاء, 18-يناير-2005
المؤتمر نت - فخامة الرئيس علي عبد الله صالح - رئيس الجمهورية اليمنية نزار العبادي -
صور الرئيس ..تفتح سرائر الأوربيين
كان قدرها أن تسقط من بين الأوراق، فينتشلها أحدهم، وقبل أن يعيدها ألقى عليها نظرة طويلة ارتسمت معها ملامح الإثارة والإعجاب، فالتراث لطالما كان موضع إثارة الإنسان الأوروبي، لكنه بمجرد أن أخبرته بأنها صورة الرئيس اليمني شهق دهشة وتراجع عن تسلميها لي.
ألتفت نحو زميل له في الفوج السياحي، وأومأ إليه بالصورة ليأتي.. ما هي إلا دقائق وإذا بالصورة تصبح موضع اهتمام الإيطاليين، كما لو لم يسبق لأحد منهم أن رأى الرئيس علي عبد الله صالح مرتديا الزي الشعبي اليمني.
قال أحدهم: " أنتم تحبون رئيسكم .. أليس كذلك؟ " فقلت له: نعم ، أنه أكثر من عمل بإخلاص لشعبة، وهو يحب شعبة كثيرا.. فعلّقت سيدة في الخميسين كانت منصتة:" كذلك هو محترم في أوروبا، ونسمع عنه كلام طيب" ، وكانت تود قول شي آخر لولا أن قائد المجموعة استعجلهم التحرك إلى الباص، فيما التمس أحدهم الاحتفاظ بصورة الرئيس ، وسألني إن كان بإمكاني أن أدله على محل بيع مثل هذه الصور، فوعدته بأن أريه مجموعة صورٍ نادرةٍ في اليوم التالي لينتقي منها ما شاء.
عند بوابة المتحف الوطني كان اللقاء مجددا، إلا أن العدد هذه المرة أكبر، وقد أختلط بينهم فرنسيون وهولنديون.. اغتنمنا الوقوف في الانتظار طلبا للإذن، وبدأنا بتفحص صور نادرة للرئيس استطعت تجميعها خلال سنوات إقامتي الطويلة- وجميعها نسخا أصلية.. ولم أكن أتوقع أنهم سيطلبون مني الاحتفاظ ببعضها.
توسلت لي سيدة إيطالية في العقد الخامس من العمر تُدعى " أنينا روس فالتيني" بأن تحتفظ بصورة يظهر فيها الرئيس بزي يمني ويده اليمنى تمسك بساعد شيخ طاعن في السن يتوكأ على عكاز، وخلفهما أرض قفرة ، التُقطعت له في محافظة صعدة قبل عدة سنوات..
سألت السيدة عمّا أعجبها في الصورة فردت :" أود أن أريها لمواطني بلدي ليعرفوا كيف يحترم بعض الزعماء المسلمين مواطنيهم المسنين، ويعاملوهم بشفقة.. هذا المنظر- مشيرة بإصبعها للصورة- لا يمكن أن يحدث في جميع دول أوروبا" فأهديتها الصورة، وأضفت لها صورة أخرى يظهر فيها الرئيس جالساً بقرب شيخ مسن يبدو مريضا.
وبالجوار كان هناك من يطلب الاحتفاظ بصورة الرئيس مع أبنائه- وجميعهم بالزي الشعبي- وأيضا صورته وهو يقود سيارة هيلوكس ويتحدث إلى أحد العمال، وغيرها، وكان التركيز على الصور التي يظهر فيها الرئيس بين عامة الناس، وتعكس إحساس وجداني.
ويبدو أن الصور شدّت حماس الأوربيين لاكتشاف المزيد عن شخصية رئيس الجمهورية، حتى أنهم انهالوا بالأسئلة حول مختلف القضايا السياسية.
قال أحدهم الهولنديين( راماكسيم جولي) : " الرئيس صالح من أمهر زعماء العرب في صناعة السلام، وهو لا يحب الحرب، ويتمتع بطول صبر لذلك يرتاح له الغرب"، وعندما حاول أحدهم تذكيره بحرب 1994م رد عليه:" أنها ليست أكثر من قضاء على تمرد داخلي كان الرئيس يومها يحظى بتأييد شعبي واسع لمنع الانفصال، ولو لم يفعل ما فعله، ويحسم الأمر لكانت الحروب الداخلية مستمرة حتى اليوم".
أما الشابة الإيطالية ( تيليسا أورجوفيان) فهي تؤكد: " أسلوب الرئيس رائع، ويمتلك قدرة عالية على فض المشاكل الداخلية سلميا، ويبدو أنه محاور جيد ، يُحسن إقناع الآخرين".
وحين حدثتها عن الكيفية التي عالج بها الرئيس مشكلة احتلال جزر "حنيش" من قبل أرتيريا، علّقت :" أسمع أن لديه نشاط مع الدول الأفريقية، وأنه عمل ما يشبه الاتحاد الاقتصادي مع بعضها – تقصد تجمّع صنعاء- وأتوقع أن تصبح اليمن قطباً مهماً في المنطقة يوجِّه سياساتها نحو التوازن".
وأبدى أحد السياح رأيه قائلا: " اليمن تقع في إقليم معقَّد، ورغم فُقرها، وضعف اقتصادها استطاعت أن تبقى مستقرة وآمنة، وتتغلب على الكثير من المشاكل التي ما كان متوقعا أن تحلها بسهولة -خاصة مسألة الإرهاب، وعلاقاتها مع السعودية ودول الخليج".
كان نقاشا لذيذاً، اكتشفت من خلاله أن اليمن لم تعد رقماً مجهولا على الخارطة الكونية، بل أن الكثير من الشعوب باتت تعرف عن اليمن وسياستها، وقضاياها، وتكاد تلامس تفاصيلا قد يجهل بها بعض اليمنيين أنفسهم.
لكن – مع هذا – لا يبدو لي أن السيدة ( أنينا روس فالتيني) كانت تعرف الكثير عن اليمن، فقد لمحتها –بالصدفة- تدّس صورة الرئيس التي أخذتها مني في جانب خفي من حقيبتها اليدوية، كلفها بعض الوقت والجهد.. وحين سألتها فيما إذا كانت حريصة على ألاّ يسرقها أحد، أجابت:" لا .. لن يسرقها أحد.. لكنني أخشى لو يروها في المطار أثناء التفتيش، فيصادرها رجل الأمن مني!"
كان الأمر مضحكا بالنسبة لي.. فأشفقت عليها، وطمأنتها أن هذه الصور ليست ممنوعة من التداول، وبوسعها الحصول على نماذج مختلفة من الجهات الرسمية نفسها.. وأكدت لها: أننا في اليمن لدينا حريات، وديمقراطية،وحقوق انسانية ، وقبل كل هذا وذاك لدينا شهامة عربية تُلزمنا بالاحسان لضيوفنا ، واكلاتمهم قدر المستطاع.
لقد كان آخر ما ودعتنا به السيدة ( أنينا) وهي تغادر مع فوجها السياحي هو: "أتمنى لكم سلام دائم".
لا شك أنني خسرت بعض صور الرئيس ، التي طالما اعتززت بها، لكن ..كانت السعادة تغمرني وأنا أسمع الجميع يتحدث عن السلام في بلاد السعيدة ، ويثنون على رجل السلام علي عبد الله صالح.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر