المؤتمر نت - ألبانيا مذاق إسلامي مختلف في العيد قبل صلاة الفجر بوقت كاف يتوافد مسلمو ألبانيا على مساجدها للمشاركة في فقرات صلاة عيد الأضحى التي تتحول إلى "حفل" يلقى إقبالاً متزايداً يتناغم مع ارتفاع في نسبة الألبان الذين "يضحون" خلال السنوات القليلة الماضية بسبب تنامي الوعي الإسلامي بينهم، وتحسن الظروف الاقتصادية لبعضهم نسبياً.
وتمنح الحكومة الألبانية مواطنيها عطلة رسمياً لمدة يوم واحد فقط للاحتفال بالعيد، وبوجه عام فإن مظاهر الاحتفال بالعيد تتزايد عاماً بعد آخر من منذ عام 1990 الذي شهد عودة حرية ممارسة الشعائر الدينية بعد أن حُرم الألبان من فتح مساجدهم أو الاحتفال بأعيادهم بسبب الحكم الشيوعي لبلدهم، الذي جرم عام 1967 كافة المظاهر الدينية.
أماكن الصلاة
وذكرت وسائل إعلام ألبانية أن المشيخة الإسلامية الألبانية بدأت بالتنسيق مع المفتين بكافة المدن في تحديد ساحات وأماكن صلاة العيد الخميس 20-1-2005. وفي حين تقام صلاة العيد بالعاصمة تيرانا في مسجد أدهم بك والساحة المقابلة له، تؤجر بعض المدن كمدينة "دورس" الساحلية ومدينة "الباسان" بوسط ألبانيا الصالات الرياضية لأداء صلاة العيد نظراً لكثرة المصلين وتزايد أعدادهم عاماً بعد عام وقلة المساجد.
ويبدأ طلاب وطالبات المدارس الثانوية الإسلامية التابعة للمشيخة احتفالهم بالعيد مبكراً، حيث يقومون بالعديد من الأنشطة مثل الحفل السنوي الذي تقيمه مدرسة "مصطفى فاروشي" بقصر الثقافة بمدينة "دورس"، وتدعو إليه كافة نساء وفتيات المدينة لمشاهدة برامج الحفل المعدة من قبل الطالبات، والمشاركة في المسابقات التي يتم تنظيمها.
"حفل" صلاة العيد
وتعتبر صلاة العيد في ألبانيا بمثابة "حفل كبير" يبدأ قبل الفجر، حيث يبدأ المصلون في التوافد على مسجد المدينة قبل الفجر بحوالي ساعة، وأحياناً يؤخر الإمام في بعض المناطق صلاة الفجر (الصبح) حرصاً على حضور أهالي القرى المجاورة المحرومة من وجود مساجد.
وبعد صلاة الفجر تبدأ شعائر صلاة العيد التي تأخذ شكل احتفال تتراوح طقوسه بين التكبير وأداء الأناشيد الدينية. وفور انتهاء صلاة العيد - وحسب العادات الألبانية- تقوم إدارة المسجد بتوزيع الحلويات على المصلين الذين يتبرعون بدورهم للمسجد.
حفلات استقبال
وبينما يقيم كل مفت بعد صلاة العيد حفل استقبال لوجهاء المدينة ومسئوليها، يشارك فيه مسئولو الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية بالمدينة، تعد المشيخة الإسلامية بالعاصمة حفلاً ضخماً يبدأ من التاسعة صباحاً وحتى الساعة الثانية عشرة ظهراً لاستقبال كبار مسئولي الدولة وعلى رأسهم الرئيس الألباني "ألفرد مويسيو" ورئيس وزرائه "فاطوس بنانو" ورؤساء الأحزاب السياسية بالبلاد، فضلاً عن السفراء الأجانب وعلى رأسهم السفير الأمريكي الذي تحظى زيارته باهتمام إعلامي خاص في ألبانيا.
غداء العيد
وبينما تبدأ العائلات الألبانية برنامجها في زيارة الأقارب بعد صلاة العيد مباشرة، فإن شوارع المدن الألبانية تخلو من المارة وقت الظهيرة، حيث يجتمع أفراد العائلة على طاولة حفل "غداء العيد" الذي يعتبر من أهم مظاهر العيد التي يحافظ عليها أفراد الأسرة.
وقد أصبح هذا الغذاء هدفاً لبعض برامج التليفزيون مثل قناة "كلان" التي تقوم بزيارات عشوائية ومفاجئة للمنازل وقت الغداء، معتبرة أن حفل الغداء العائلي يمثل مقياساً واضحاً لتنامي المد الإسلامي بين الأسر الألبانية.
تزايد الأضاحي
من جهة أخرى، ارتفعت في الأعوام القليلة الماضية نسبة الألبان الذين يضحون؛ وهو ما يرجع إلى تنامي الوعي الإسلامي بينهم، وتحسن الظروف الاقتصادية لقسم منهم بسبب سفر بعض الأبناء للعمل في الخارج، وعمل البعض الآخر في المؤسسات الدولية العاملة بألبانيا، التي تتميز بارتفاع رواتبها مقارنة برواتب المؤسسات المحلية والحكومية.
يذكر أن بعض العائلات الألبانية التي تعجز عن شراء أضحية تقوم بذبح "ديك رومي" أو "فرخة" من باب مشاركة المسلمين في هذا اليوم المبارك .
هجمات سبتمبر
وبعد أن كان للمؤسسات الخيرية العربية والإسلامية العاملة في ألبانيا منذ عام 1993 النصيب الأكبر في شراء وتوزيع الأضاحي على الأيتام و المحتاجين جراء الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت بها البلاد بعد تحولها عن النظام الشيوعي، تقلصت إمكانيات هذه المؤسسات كثيراً منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة نتيجة ضغط واشنطن على الدول الإسلامية التي تنتمي لها هذه المؤسسات لتحجيم أنشطتها الخارجية في إطار الحملة التي أعلنتها أمريكا بعد هذه الهجمات تحت اسم "الحرب على الإرهاب".
نصيب رغم تسونامي
وحول حجم الأضاحي التي تعتزم هذه المؤسسات شراءها وتوزيعها خلال عيد الأضحى للعام 1425 هجرية بألبانيا وكوسوفا، قال عبد العزيز محمد مدير لجنة العالم الإسلامي بألبانيا (التي تكفل حوالي 1500 يتيم في 17 مدينة ألبانية) لـ"إسلام أون لاين.نت" الأربعاء 19-1-2005: "رغم تفاعل معظم الهيئات الخيرية العربية والإسلامية مع منكوبي موجات تسونامي في آسيا، وتوجيه معظم الأضاحي هذا العام للدول المنكوبة، فقد حظيت ألبانيا وكوسوفا بنصيب لا بأس من الأضاحي لإدخال السرور على الفقراء والمحتاجين في هذه الأيام المباركة".
من جانبها، ذكرت "أنيازا جعفراي" مسئولة قسم الأيتام بـ"الإغاثة الإسلامية حول العالم" أنهم بصدد شراء 22 بقرة وتوزيعها على الأيتام المكفولين من قبل الإغاثة بمدينة "اشكودرا" الشمالية ومدينة "بوجرادتس" الجنوبية.
وأدى 410 ألبانيين مناسك الحج هذا العام، بينهم 90 حاجاً تكفل بهم الملك فهد بن عبد العزيز، كما أداها 680 شخصاً من كوسوفا.
ورغم أن المسلمين يشكلون بحسب الإحصائيات الرسمية 70% من عدد السكان بألبانيا (إحصائيات غير رسمية تقول 80 %) فإن رئيسها مسيحي كاثوليكي، ورئيس وزرائها مسيحي أرثوذكسي، كما أن عدد الكنائس في ألبانيا أكثر من عدد المساجد.
وتوجد بألبانيا أقلية يونانية ضئيلة بالجنوب، تعد أفضل الأقليات بمنطقة البلقان ثراء وحصولا على الحقوق والميزات، وتدعمها الحكومة اليونانية بشدة وبشكل مباشر.
نقلاً عن اسلام اون لاين
|