المؤتمر نت - بشرى للكسالى كشف علماء ألمان عن بعض الأنباء السارة للأشخاص الكسولين والخاملين, تتمثل في أن الرياضة الكثيرة تؤثر سلبيا علي حياة الإنسان، بينما يساعد القليل منها علي إطالة عمره. وذكر الدكتور بيتر آكست، أستاذ العلوم الصحية في جامعة فولدا القريبة من فرانكفورت، في كتابه الذي أصدره بعنوان متعة الكسل: كيف تتمهل وتعيش أطول ، أن لكل إنسان كمية محدودة من طاقة الحياة، وأن سرعة استهلاكها هي التي تحدد عمره ومدة حياته. وأوضح أن النشاطات التي تتطلب طاقة عالية كالمشي السريع أو الركض أو غيرها، تسرّع عملية الشيخوخة وتجعل الجسم أكثر عرضة للمرض، وهو ما ينافي جميع الدراسات والأبحاث السابقة والحالية التي تثبت فوائد الرياضة والحركة البدنية علي الصحة. وأشار الدكتور آكست في تقرير لوكالة قدس برس أن لطريقة الحياة المرفهة والكسولة وغير المجهدة أهمية بالغة في المحافظة علي صحة جيدة، فإذا عاش الإنسان حياة موترة وأتبعها بالتمرينات الرياضية، فان جسمه سيفرز هرمونات تسبب ارتفاع ضغط الدم وقد تؤدي إلي تضرر القلب والشرايين. وفسّر هذا الطبيب, أن الفرق الأساسي بين أشخاص كسولين وآخرين نشيطين ويتمرنون يوميا, أن الجسم الأنشط ينتج كمية أكبر من الشوارد الأكسجينية الحرة المؤذية وغير المستقرة التي تسرّع تلف الأنسجة وعمليات الشيخوخة، مشيرا إلي أن الكسل مهم أيضا لصحة الجهاز المناعي لأن بعض الخلايا المناعية الخاصة تكون أقوي وأنشط في فترات الاسترخاء أكثر منها في فترات التوتر. وأوضح أن عمليات الأيض في الجسم تكون أقل نشاطا في فترات الاسترخاء والراحة, مما يعني أن الجسم ينتج عددا أقل من الشوارد الحرة، أما عند ممارسة الكثير من الرياضة القاسية أو التعرض لتوتر دائم, فانه سينتج عددا أكثر من تلك الجزيئات الضارة، وهو أحد الأسباب التي تقصّر العمر.
وقال الطبيب في كتابه، إن الكسل يفيد الدماغ أيضا، لأن التوتر والرياضة يسببان إنتاج هرمون الكورتيزول في الجسم الذي يؤدي بدوره إلي تلف الخلايا في الدماغ وفقدان الذاكرة وشيخوخة مبكرة، منوها إلي أن الأشخاص الذين يستيقظون باكرا أكثر عرضة للتوتر وقصر العمر، في حين أن من يتأخرون في النوم الصباحي يعيشون مدة أطول لأنهم يوفرون طاقتهم.
ويري أن الأشخاص الذين يسترخون في السرير بدلا من الركض الصباحي، أو من يأخذون فترات استراحة وقيلولة بدلا من لعب التنس مثلا، يتمتعون بفرص أفضل ليروا أحفادهم.
الراية
|