المؤتمر نت - طارق راشد -
هل التقنية الحديثة يسرت الحياة وجعلها أكثر أمانا ؟!!
هل تعتقد أن التقنية الحديثة يسرت الحياة وجعلتها أكثر أماناً ؟ أم أنها صعبت الحياة وجعلتها أكثر خطورة ؟ في وقتنا الحاضر جعلت التقنية حياتنا أيسر وأسرع، ولكنها تنطوي على خطورة في الوقت ذاته، وعندما نلقي نظرة على التقنيات تدور في أذهاننا بعض الأسئلة، بالمناسبة: ما التقنيات ؟ التقنيات الحديثة هي الآلات التي تيسر لنا الحياة.
نذكر مثلاً أن أفران الميكروويف تطهو الطعام بسهولة دون استخدام موقد أو إحداث كثير من الفوضى، وغسالات الأطباق: ضع جميع الأطباق المتسخة في غسالة الأطباق وسوف تتولى هي مهمة الغسيل، وتتميز هذه الغسالات بسهولة الاستخدام البالغة وتوفير الوقت مقارنة بالأسلوب القديم لغسيل الأطباق، وفي يومنا هذا نجد أن التقنيات الحديثة خلقت لنا أيضاً بعض المشكلات لأنها خطيرة.
***
فكيف تكون التقنية خطيرة ؟ الإجابة على هذا السؤال بسيطة للغاية؛ فهناك كثير من الحوادث التي تقع عندما يكون هناك عطب في التقنية، نذكر مثلاً أنه إذا كانت هناك مشكلة في سيارة بعينها فهذه السيارة حينئذ لن تستطيع الدوران، أو إذا كان هناك خطأ فني في النظام الحاسوبي للقطار، فالقطار حينئذ قد يحدث به خلل في الأداء وقد يؤدي هذا الخلل إلى حادث تصادم.
كثير من الناس يكرهون نتاج التقنية، وهذه التقنية تخلق أيضاً مشكلات مالية لدى الأسر نظراً لأن معظم التقنيات غالية الثمن مثل أجهزة الحاسب والتلفزيون والثلاجات ومشغلات أقراص الفيديو الرقمية ونظم المسارح المنزلية.
والناس الذين لا يقدرون على شراء هذا النوع من التقنية يحيون حياة مليئة بالإجهاد، فيضطرون لفعل كل شيء بالطريقة القديمة، الأمر الذي يؤدي إلى تبديد الوقت.
تراهم يضطرون إلى غسيل أطباقهم يدوياً.
أما من لا يملكون حاسباً آلياً فإما يضطرون للذهاب إلى إحدى المكتبات وهو ما يبدد الوقت أو يضطرون إلى كتابة خطاب أو تقرير على الآلة الكاتبة، وهو ما يعتبر أيضاً مضيعة للوقت لأنه لا يوجد برنامج لمراجعة الهجاء وإذا ما كان ثمة خطأ فسيصعب تصحيحه.
للتقنيات منافع تفوق بكثير ما بها من أضرار، فكيف تكون التقنية منفعة؟ التقنية في يومنا هذا شيء مهم جداً في المجتمع لأنها تجعل الحياة أيسر وأقل تبديداً للوقت.
أذكر مثلاً أنني لا أريد العودة للبيت وغسيل ملابسي وتعليقها تحت أشعة الشمس في الخارج كي تجف، فأنا أحتاج إلى آلة يمكنها غسيل هذه الملابس وتجفيفها.
وبهذه الطريقة سأعلم أن ملابسي في أمان لأنني إذا قمت بتعليق ملابسي في الخارج فمن الجائز أن يسرقها أحدهم، أو أنني لا أريد طهو طعامي إذا لم يكن ثمة مواقد غاز أو مواقد كهربية من خلال الإتيان بخشب الوقود وإشعاله من أجل طهو الطعام، إنني بحاجة إلى فرن ميكروويف أو موقد غازي أو كهربائي.
وماذا لو لم تكن هناك أجهزة تلفزيون؟ أنى لي أن أعرف من فاز في مباراة كرة القدم؟ أو ما الأخبار الحالية؟ أو كيف سيكون حال الطقس غداً؟ هناك أسباب كثيرة جعلت التقنية تغير حياة الناس، الآن يمكنني أن أحيا في بيئة مريحة يمكن فيها للتقنية أن تفعل من أجلي كل شيء، ثمة شيء آخر هو أن التقنية أوجدت تنوعاً في التوظيف، ففي يومنا هذا لا يستطيع الشباب بدون درجة علمية أو شهادة الحصول على الوظيفة التي يحلمون بها، وهذه تمثل مشكلة بالنسبة لمن لا يلتحقون بالدراسة ومن لم يتلقوا تعليماً وغير المؤهلين.
إن العمل الوحيد الذي يمكنهم الحصول عليه إما يكون في أحد مطاعم الوجبات السريعة أو في أحد المستودعات أو في وظيفة ذات أجر زهيد، أما معظم الناس المؤهلين الذين نالوا قسطاً جيداً من التعليم ويحملون درجة علمية في تخصص ما فيحيون حياة سعيدة للغاية ويتقاضون راتباً طيباً، ومن هؤلاء على سبيل المثال الأطباء والمحامون.
لقد أظهرت التقنية في يومنا هذا نتائج طيبة حقاً، وأنا لا أستطيع تصور كيف سيكون شكل الحياة لو لم تكن هناك تقنية، أمن الممكن أن يستطيع المرء العيش بدون تقنية ؟ حسناً، يظن معظم الناس أنهم يستطيعون العيش بلا تقنية، ولكنني يقيناً لا أظن ذلك؛ لأنه بدون تقنية في المقام الأول .
ثمة شيء آخر هو أن التقنية مهمة للغاية في المنشآت الطبية، إذا كان امرؤ ما مريضاً مرضاً شديداً ويحتاج إلى زرع كلية، فأنى للأطباء أن يجروا عملية جراحية؟ حسنا، إنهم يقيناً لن يستأصلوا الكلية من جسد المتبرع ويزرعونها في جسد المريض، فالأطباء يحتاجون إلى الاعتماد على الآلات والتقنيات والاسترشاد بها، وبدون تلك المعدات الطبية عالية التقنية، فلا نحن ولا أي شخص آخر في العالم سيتلقى أفضل رعاية وعلاج إذا أصابنا المرض.
وأيضاً بدون التقنية ما كنا لنعرف الكثير عن كثير من الأشياء.
خذ مثلاً: هل كان لأحد أن يلمس أو يقف على سطح القمر؟ كيف يبدو شكل سطح القمر؟ أنى لنا أن نتمكن من صناعة الطائرات كي تطير بنا؟ إننا ما كنا لنعرف كثيراً عن أي شيء؛ فمعرفتنا هي التي تخلق هذه التقنية، يظن كثير من الناس أن التقنية شيء نافع وشيء ضار.
حسناً، أنا أوافق على هذا القول لأن هناك طرقاً يمكن أن تكون بها التقنية ضارة، ونافعة في الوقت نفسه، فبالرغم من أن التقنية أوجدت كثيراً من المشكلات، من يدري أن حل هذه المشكلات هم ذات الأشخاص الذين خلقوا تلك التقنيات.
نذكر مثلاً أننا نحتاج إلى الحواسب لمجموعة متنوعة من الأسباب، ولنأخذ واحداً من هذه الأسباب على سبيل المثال وهو أن الحكومة تحتاج إلى الاحتفاظ بسجل لجميع الناس، فتراها تقوم بتخزين قاعدة البيانات هذه على أحد الحواسب، وعندما يحصل عطل كبير في هذا الحاسب يحين دور الحاسب الاحتياطي لحفظ قاعدة البيانات هذه بأكملها.
بلغ استخدامنا للتقنية في الوقت الحاضر مبلغاً كبيراً؛ فيكاد يكون في كل بيت حاسوب ووسيلة اتصالات مثل الهاتف، وكل بيت به مواقد وأفران ميكروويف، وفي كثير من الأحوال نجد في البيوت تلفزيوناً بنظام الاشتراك.
حسناً، إن التقنية بالنسبة لبعض الناس تعد الطريقة الوحيدة التي يعتمدون عليها في بقائهم.
وقد تعلمت أن التقنية تلعب دوراً هائلاً في حياة كل فرد، لقد كانت التقنية نفعاً لنا في مختلف الظروف والأحوال، والحقيقة أنها مدت لنا يد العون بطرق كثيرة.
أدى استخدام التقنية في وقتنا هذا بالناس إلى التفكير بمزيد من الاجتهاد لتشجيعهم على خلق تقنية أخرى تفيدنا مستقبلاً في البقاء والعمل والتعليم والصحة وغيرها.
ويمكن أن تكون التقنية أفضل شيء رأيناه على الإطلاق، ومن الجائز أن يعتمد جيل المستقبل على التقنية من أجل البقاء لأن الآباء في يومنا هذا لا يريدون لأبنائهم أن يمروا بما مروا به في حياتهم، لذا فأنا أظن أن التقنية تيسر لنا الحياة.