26 سبتمبر - الانسان اللواء/يحيى المتوكل لايستطيع المكلوم والحزين المفزوع والمفجوع ان يلتقط كلماته أو ينظم أحرف مقالته ويسطرها بشكل جيد.. ويحاول التعبير عن مشاعره تجاه الفقيد المناضل الكبير والناصح الامين اللواء / يحيى محمد المتوكل
عجز القلم عن التسطير لانشغال الفكر والبال والارتباك الذي أحدثته الفاجعة التي صدمتنا أنباءها يوم 13 يناير المشؤم معلنةً رحيل المناضل الكبير/ يحيى المتوكل الذي انتقل الى جوار ربه إثر حادث مروري مروع وكانت بحق فاجعة لا تقل فداحة عن تلك الفاجعة التي أصابتنا يوم 2/12/2003م والمتمثلة باغتيال/ جار الله عمر وكلا الرجلين من خيرة رجال اليمن ورموزها النضالي.
لاشك أنه مهما يحاول المرء الكتابة عن مناضل كبير وعلماً من اعلام اليمن ورمزاً من رموز النضال لا يستطيع ان يفيه حقه والمناضل اللواء/ يحيى محمد المتوكل كانت له مكانة كبيرة في النفوس لما تحلى به من اخلاق كريمة وصفات نبيلة ومعانٍ سامية ولعمق ادواره النضالية وتضحياته الجسمية التي قدمها في سبيل الدفاع عن الثورة والجمهورية ضارباً اروع الامثلة في الشجاعة والبسالة والوفاء والاخلاص لوطنه ولأبناء شعبه مرسياً مبادئ واسس وقواعد الثورة والجمهورية والوحدة..
فرجل بمثل هذا الحجم وهذه المكانة السامية والرفيعة من الصعب ايفاء حقه بمجرد الكتابة عنه في عدد من الاسطر أوفي وريقات أواوراق كما ان رحيل شخصية كبيرة وقيادي وسياسي من الدرجة الاولى ومن الرعيل الأول للثورة ومناضليها يمثل خسارة فادحة للوطن بأسره.. ومستحيل ان يكون رحيل المناضل/ يحيى المتوكل مجرد ذكرى أو لحظة عابرة يمكن ان ننساها.. لا يمكن ذلك لان ذكراه وسيرته ومسيرته ستبقى في اذهان الشعب لانه يمثل عمق الاخلاق والقيم النبيلة عرفته -رحمه الله -من خلال مطالعاتي وقراءاتي التي لم تنقطع للكتب التي عنيت بتاريخ الثورة اليمنية وحركة النضال والادوار التي قام بها المناضلون ومنها الدور المتميز الذي قام به فقيد الوطن اثناء مسيرة حياته النضالية الحافلة بالعطاءات والتضحيات الجسيمة.
عرفته وعرفه الجميع رجلاً حكيماً نبيلاً متسامحاً متواضعاً مجسداً للقيم والاخلاق مرسخاً لمبادئها مؤمناً بالرأي والرأي الآخر لايضيق صدره أو يتجاهل غيره أو ينكر عليه رأيه.
عرفته -رحمه الله- ناصحاً أميناً كثيراً ماكان يسدي بنصائحه للكتاب والصحفيين وان عليهم ترك شطحات الاقلام والارتقاء الى مستوى عآلٍ وان يتجنبوا كل ما يثير الضغينة وينشر الاحقاد وان عليهم العمل مامن شأنه نشر ورفع مستوى الوعي في اوساط المجتمع والالتزام بالنقد البناء ومعالجة القضايا الاجتماعية والمشاكل القبلية ومنها ظاهرة الثأر التي يعاني منها المجتمع وكنت من جملة من استفاد من نصائحه التي كانت بمثابة وسام.. يحفز على الاستمرار بعكس غيره الذي لا يقدر للصحافة أي اعتبار فبدلاً من الاشادة والدعوة للاستمرار نرى البعض يدعوك لترك العمل الصحفي وكسر الاقلام.
كان مدركاً لاهمية الصحافة والدور الذي تلعبه وبالأخص في جانب التوعية ومحاربة ظاهرة الثأر التي عانت وتعاني منها مناطق عديدة..
منطقة الاهنوم واحدة من المناطق التي ماتزال بصماته واضحة ومواقفه الانسانية يشيد بها ابناء الاهنوم فكان لايتلكأ أو يتوانى في تقديم العون والمساعدة لأبناء منطقته وكان لهم كالأب لابنائه وساهم في حل كثير من المشاكل الاجتماعية والقبلية وعمل على تعميق الوعي في اوساط المجتمع القبلي وإزالة العصبيات والفوارق وبعث روح التسامح الى جانب أعماله الخيرية ومواقفه من خلال توفير المشروعات الخدمية.
هذا هو المناضل يحيى المتوكل الذي شكل رحيله صدمة كبرى للشعب اليمني برمته.. انا لله وإنا إليه راجعون. |