الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:35 ص
ابحث ابحث عن:
علوم وتقنية
الجمعة, 04-مارس-2005
المؤتمر نت - ..عملية التخصيب خارج الرحم في بعض الأحيان هي أفضل الطرق المتاحة، ولكنها تستخدم في كثير من الأحيان باعتبارها الوسيلة الأخيرة". والعقبة الوحيدة التي تحول دون اللجوء إلى هذه الطريقة هي التكلفة، حيث تكلف كل محاولة 12,400 دولار في الولايات المتحدة، وكثيرون ممن يحتاجون لهذه الوسيلة ليس لديهم تأمين صحي. ولكن منظمات مثل المؤسسة التي تنتمي إليها هيمينواي توفر الخدمة لإجراء هذه العمليات لجعل هذه المعجزة الطبية أقرب منالا لكل من يحتاجون إليها...... بقلم: روب كامبوس -
معجزة في أنبوب اختبار
تبدو الشابة البريطانية لويز جوي براون للوهلة الأولى كأي إنسان آخر في مقتبل العمر. غير أن الكثيرين من أتراب هذه الشابة التي احتفلت بعيد ميلادها الـ26 الصيف الماضي لا يعرفون أنها رائدة بحق. فقد وُلدت براون في 25 تموز/يوليو 1978، بعدما قام الطبيبان باتريك ستيبتو وروبرت إدواردز بتلقيح بويضة أمها بالسائل المنوي لوالدها في طبق مختبر، ثم قاما بزرع البويضة المخصبة في رحم الأم، لتكون براون بذلك أول "طفل أنابيب" في العالم.

من المختبر إلى الواقع
اليوم، وبفضل تلك التجربة الأولى والتقدّم الطبي والتكنولوجي، هناك مئات الألاف من أمثال لويز جوي براون في شتى أرجاء العالم، بمن فيهم أكثر من 114 ألف طفل أنابيب في الولايات المتحدة وحدها.

وبفضل هذا الإجراء بات بمقدور الأزواج غير القادرين على الإنجاب بالطرق الطبيعية من أن يصبحوا أباءً وأمهات.

وفي الوقت الذي يدخل فيه الجيل الأول من أطفال الأنابيب مرحلة الشباب، تعيش التكنولوجيا في الآونة الأخيرة تطورات كبرى لا تحسّن من فرص الإنجاب فحسب، بل تتيح للنساء الأكبر سنا أن يحملن، وللرجال الذين يعانون من ضعف السائل المنوي أو من انقطاع القناة المنوية أن يصبحوا آباءً. كما تسمح التكنولوجيا الجديدة باختبار الأجنة جينيا قبل أن يتم زرعها في الرحم.

وبينما كان الأطباء في السابق، يقومون بوضع كمية من سائله المنوي مع البويضات في طبق بتري في حالة المريض الذي يعاني من ضعف السائل المنوي ويتوسمون خيراً، إلا أنه وبفضل أسلوب جديد يُعرف باسم حقن السائل المنوي داخل سيتوبلاسما البويضة، يستطيع الأطباء الآن تخصيب البويضة بنطفة واحدة.

يقول الدكتور لورانس جيكوبز أخصائي التخصيب بالأنابيب في ولاية إلينوي الواقعة في وسط غرب الولايات المتحدة: "تعني هذه الطريقة اختيار أفضل نطفة في السائل المنوي بعد وضعها تحت المجهر. ثم القيام بوضع كل نطفة في بويضة، وذلك يزيد وبصورة كبيرة من احتمالات تخصيب تلك البويضة".
فضلا عن ذلك، فإنه بوسع أخصائي أمراض الذكورة والعقم، في حالة الرجال المصابين بمشكلات خصوبة حادة أو الذين يعانون من انقطاع القناة المنوية أن يعثر على نطفة من فحص عينة للخصية وأن يستخدمها لتخليق جنين.

هذا ويتم إنتاج أجنة متعدّدة في المختبر في آن واحد، ولكنها لا تزرع كلها في رحم المرأة، حيث يتم تجميد الأجنة الزائدة لاستخدامها في حال عدم نجاح التجربة الأولى. كما يمكن استخدامها بعد سنوات عديدة إذا قرّرتْ المرأة إنجاب طفل آخر. ومع أن هناك العديد من الأطباء الذين نجحوا في تجميد أجنة على مدى سنوات طويلة، إلا أنه تم تطوير تقنية في الآونة الأخيرة لحفظ بويضات المرأة، وقد أطلق على تلك التقنية اسم تزجيج البويضة.

يقول جيكوبز: "هذه تقنية هائلة بالنسبة للمرأة التي تكون خيارات الخصوبة المتاحة أمامها محدودة بسبب المرض أو الجراحة أو العلاج الكيميائي، فمثل هؤلاء النسوة هن أفضل من يستفيدن من تقنية استخلاص البويضات وتجميدها لاستخدامها في المستقبل، غير أن هذه التقنية لا تزال في مراحلها التجريبية".

إن أهم إنجاز يتعلق بالتخصيب خارج الرحم هو إمكانية إجراء الاختبارات الجينية على الأجنة وهي لا تزال في صحن بتري، إذ يتيح التشخيص قبل إعادة زرع البويضة في رحم المرأة للأطباء فحص الأجنة للتأكد من عدم إصابتها بعيوب خلقية خطيرة أو تشوهات قد تؤدي إلى الإجهاض، وذلك قبل إعادة البويضة إلى الرحم.

يقول جيكوبز: "نستطيع حاليا فحص 10 من بين 23 كروموزوما للتأكد من عدم إصابتها بتشوهات، ولكن قد نستطيع خلال عام واحد فقط فحص جميع الكروموزومات. وسيمثل ذلك إنجازا مهما للتخلص من جميع الأجنة التي ينبغي عدم زراعتها في الرحم". وهذه التقنية مهمة بصفة خاصة للنساء في منتصف الثلاثينات وأوائل الأربعينيات من العمر حيث تزداد احتمالات أن تكون البويضات مشوهة بصورة حادة.

وسيتيح مستقبل التخصيب خارج الرحم تفهما أفضل للسبب الذي يجعل الأجنة قادرة على النمو. يقول الدكتور ريتشارد سكوت مدير عيادة طب الإنجاب في مدينة موريسون تاون بولاية نيوجيرزي إن تقدما كبيرا سيتم إحرازه عندما يصبح بالإمكان التحكم في كفاءة الأجنة في مرحلة ما لجعلها جميعا صالحة للزراعة في الرحم، ولكن في الوقت الراهن تمثل القدرة على فرز الأجنة السليمة من الأجنة غير السليمة إنجازا عظيما.

ويضيف سكوت قائلا: "إذا كنت تعلم علم اليقين الجنين الذي سينشأ منه الطفل، فإنك لن تحتاج لوضع عدد كبير من الأجنة في الرحم. فإذا كنت تعلم أن أحد الأجنة يتمتع بفرصة 90% للنمو، فإنك ستضع جنينا واحدا فقط في الرحم، ولكننا نعلم أن نحو 30% فقط من الأجنة هي التي تتطوّر لتصبح أطفالا، ولذلك فإننا نضع العديد منها في الرحم".

في بعض الأحيان تحقق عملية التخصيب خارج الرحم نجاحا أكثر مما يجب، الأمر الذي يتشكل معه أكثر من جنين واحد في رحم المرأة، ولذلك فإن 32% من هذه العمليات تنتج توأمين، و5% منها تنتج ثلاثة توائم أو أكثر.

والمشكلة المتعلقة بولادة التوائم هي أن المرأة التي تلد توأمين تشعر بآلام المخاض قبل موعد الولادة بأسبوعين أو ثلاثة، في حين أن من تلد ثلاثة توائم تشعر بها قبل شهرين وربما ثلاثة أشهر، ويزداد الأمر سوءا بالنسبة لمن تحمل بأربعة توائم. إن الحد من عدد الأجنة التي تتم زراعتها يضعف من هذا الاحتمال إلى حد كبير.

التخصيب خارج الرحم
كل هذا التقدّم الذي تم إحرازه في مجال التخصيب خارج الرحم يجعل منه طريقة مفضلة للحمل عندما تفشل الطرق العادية. واستنادا إلى إحصاءات الجمعية الأميركية لطب الإنجاب، فإن احتمالات نجاح عمليات التخصيب خارج الرحم تصل إلى 29.4% لكل بويضة يتم استخلاصها. وهذه النسبة مماثلة لفرصة الـ20% التي تتوفر لزوجين يتمتعان بصحة جيدة وقادران بصورة طبيعية على إنجاب طفل حي في أي شهر.

تقول نانسي هيمينواي، المديرة التنفيذية للمجلس الدولي لنشر المعلومات عن العقم: "تكون عملية التخصيب خارج الرحم في بعض الأحيان هي أفضل الطرق المتاحة، ولكنها تستخدم في كثير من الأحيان باعتبارها الوسيلة الأخيرة". والعقبة الوحيدة التي تحول دون اللجوء إلى هذه الطريقة هي التكلفة، حيث تكلف كل محاولة 12,400 دولار في الولايات المتحدة، وكثيرون ممن يحتاجون لهذه الوسيلة ليس لديهم تأمين صحي. ولكن منظمات مثل المؤسسة التي تنتمي إليها هيمينواي توفر الخدمة لإجراء هذه العمليات لجعل هذه المعجزة الطبية أقرب منالا لكل من يحتاجون إليها




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر