المؤتمر نت -
عسل اليمن السعيد .. شهــد !
ماء، غلوكوز، وفركتوز، سكروز، بروتينات وأملاح معدنية، وأنزيمات هاضمة، وأحماض عضوية.. أو، ببساطة، عسل! لتذوقه، يمكن زيارة الجناح اليمني في القرية العالمية، الذي يبدو متخماً ودبقاً بأكشاك بيع العسل. امام المدخل الرئيسي للجناح، يستقبل محمد الزائرين، بسمرة وابتسامة، حاملاً ملعقة بلاستيكية صغيرة، مع قليل من العسل للتذوق.
ويقول: «نحضر العسل من اليمن للمشاركة»، مشيراً إلى اسماء العسل المختلفة، وفق مصادر الرحيق، «يوجد السدر، والسمر، والزهور، والربيعي، والسلامة، إلى جانب الضبي والصال، وغيرها من الازهار التي تمتليء بها الجبال اليمنية. ويلاقي النوعان الأولان اقبالاً كثيراً».
يتبع الكشك لمركز رئيسي في اليمن، وله فرع آخر في السعودية. وتتنوع الانواع المعروضة فيه، بتنوع المناطق اليمنية، لاختلاف تربيتها ومصادر الرحيق الذي يتغذى عليها. ويؤثر هذا التنوع في لون العسل، بين الفاتح والداكن.
خلطة ليلة الخميس
يلاحظ محمد ان اغلب زائريه هم من دول الخليج، خاصة السعوديين والاماراتيين، مشيراً إلى انه اكتسب زبائن ثابتين، يزورونه سنوياً للتزود بالعسل، وكذلك من اللوز والزبيب وانواع الزيوت المختلفة التي تتوفر في الكشك ايضاً.
ويخطيء من يظن أن العسل الطبيعي، يفترض عدم إمكانية خلط ومزج انواعه المختلفة، في سبيل انشاء وصفات محددة، ذات فوائد طبية عديدة، على ذمة البائع.
من هذه الخلطات، «خلطة ليلة الخميس»، التي يستشف من اسمها أنها ذات تأثير على ناحية محددة من الصحة. لهذا، ربما سيدفع الحضور الزائر، لقراءة المنشور المعنون باسم الخلطة. تمر العينان سريعاً على «مقوية للقلب، والكبد، علاج لفقر الدم، تزيد من النشاط الذهني، تساعد على تنظيم العادة الشهرية ومنع آلامها غير العادية»، الخ. فجأة يلتقظ القاريء سبب التسمية، إذ انها «أفضل علاج للضعف الجنسي، فهي تزيد من خصوبة الرجال (مع تفاصيل محددة)، كما تفيد المصابين بالتهاب البروستات.
وللخلطة كمية محددة، لتعطي المفعول المطلوب، «بعد تقليب الخلطة جيداً، يعطي الكبار ملعقة صباحاً، واخرى مساءً، قبل الأكل بساعة. ويعطي الصغار نصف الكمية».
منافسة
وفي المكان اكشاك كثيرة، تبيع كل منها العسل الطبيعي والشافي. داخل «مناهل الشفاء للعسل اليمني»، ينشغل أيمن علي، في بيع العسل ويشارك للمرة الرابعة على التوالي في القرية العالمية. تملك الشركة 12 فرعاً في ست محافظات يمنية، يباع فيها العسل والزيوت والاعشاب الطبيعية وغيرها.
يرى أيمن أن الاقبال على شراء العسل جيد جداً، خاصة في فترة المهرجان. وتختلف الاسعار، بحسب النوعيات، «فهناك نوع عادي، يبلغ سعر الكيلو غرام منه 150 درهماً، بينما يصل سعر النوع الفاخر جداً إلى ستمائة درهم». ويلفت أيمن إلى ان الاعتماد الاكبر هو على السياح «رغم انهم لا يشترون كميات كبيرة خلافاً للعرب، من دول الخليج خاصة الذين نعتبرهم زبائننا المفضلين». ويتوفر في الكشك الكبير نسبياً، زيوت للشعر، بأكثر من 12 نوعاً مختلفاً، واعشاب طبية وخلطات مخصصة لاغراض معينة.
حبة العجائب
لا يقتصر بيع العسل على الجناح اليمني. ففي جناح «جمهورية قرغيزستان»، تقف فتاة بملامح اجنبية، تبيع عسلاً فاتح اللون، كلون شعرها الاشقر.
تشارك كاثرين وهي روسية الاصل في كشك العسل في القرية، للعام الثالث على التوالي. لكن عملها لا يقتصر على هذه الفترة، فهي مندوبة الشركة في كل المعارض، وسوف تتوجه بعد دبي إلى فرنسا للمشاركة في معرض فيها، ثم تتوجه إلى التشيك لمعرض آخر.
تقول كاثرين بخبرة واضحة في التعريف بمعروضاتها ان العسل المعروض كله طبيعي: «فيه بذور ورود البولين، ويساعد بعضها على تخفيض ضغط الدم وآلام المعدة، وغيرها من الامراض». اما معظم زبائنها فهم من المواطنين الاماراتيين والسعوديين بالاضافة إلى الافغان.
في منتصف الواجهة الاساسية للكشك، تظهر «الوصفة السحرية»، على شكل حبوب سوداء صغيرة، اسمها «موميو». تقول الفتاة ان هذه الحبوب قادرة على معالجة التهاب القولون، وآلام المعدة، والجهاز الهضمي، والكبد، والطحال والمثانة ويفيد في علاج الشقيقة، والروماتيزم، والحساسية المزمنة، وصولاً إلى معالجة وجع الأسنان.
كأن هذه الحبوب قادرة على استبدال كل الأدوية الأخرى، والاستغناء حتى عن الاطباء توزع الفتاة منشوراً خاصاً لشرح هذا الدواء العجيب، وفيه وصفات للكميات الواجب تقديمها في الحالات المرضية المختلفة.
عن < البيان > الإماراتية