بقلم-كارول ياغي -
الأناقة «الرادعة» ..«الجنبية» اليمنية زينة ورجولة... وسلاح
«جنابي» بأحجام وزخرفات مختلفة تشير إلى الجناح اليمني في القرية العالمية. تجذب الزوار من جنسيات وأعمار مختلفة لما ترمز إليه من رجولة، ولشدة جمالها وبريقها الذي يضفيها المزج الأنيق بين الفضة والجلد والأحجار الكريمة. «الجنبية» أو الخنجر كما يسميه غير اليمنيين، رغم الاختلاف بالشكل بين الاثنين.
ثمة من يعتقد أن التسمية ترتبط بالموضع الجانبي الذي اتخذه الإنسان اليمني لخنجره، حتى أصبح جزءاً منه يرافقه لساعات طوال من حياته. ويقال أيضاً إنها سميت «الجنبية» لأن سكان جنوب الجزيرة العربية هم الذين تفردوا بها من دون غيرهم.
عرف اليمنيون الجنبية منذ القرن الأول للميلاد، وهي مكون مهم لزينة الرجل ورمز للرجولة والقوة والمكانة الاجتماعية، كما هي سلاح للدفاع عن النفس في الأوقات الحرجة، كما تعتبر أساساً في الرقص الشعبي اليمني أو ما يدعى «البرع». ويفاخر زعماء القبائل بما يملكونه من جنبيات ثمينة.
ينهمك عبدالعزيز محمد كابع، وهو بائع «جنابي» في الجناح اليمني في تقديم الشروح حول صناعتها. تتكون الجنبية من الرأس، تتوقف عليه قيمة «الجنبية» والذي يعد أهم جزء فيها، ويكون هذا الرأس عادة من قرون بعض الحيوانات، ويصنع أيضاً من بعض أنواع المواد البلاستيكية وخشب «العشار».
تتعدد وتتنوع رؤوس «الجنابي» (المقابض) بتعدد وتنوع أصنافها وتنوع أصنافها وأحجامها ونوعيتها أيضاً، فمنها «الصيفاني» وهو الأفضل من بينها، لشدة صفائه ورونقه. ويأتي في المرتبة الثانية الرأس «الأسعدي» الذي ترجع تسميته إلى أسعد الكامل أحد ملوك اليمن القدماء. ويأتي في المرتبة الثالثة الرأس «الذراف» والذي يصنع من أجزاء القرن المتبقية.
يصنع رأس «الجنبية» بطريقة يدوية وبآلات بسيطة حيث يقوم الحرفي بتقطيعه ونحته، ثم صنفرته وصناعته وتشكيله بالشكل المطلوب.
يتفنن اليمنيون في صناعة «الجنابي» منذ القدم، فجعلوها عامرة بالنقوش والزخارف الفنية الرفيعة فتزين بالأحجار الكريمة، وخصوصاً الكهرمان والعقيق، وتدخل في صناعة الغمد الجلود وخصوصاً جلد الماعز بعد أن أصبح جلد الغزلان والوعول نادراً. أما القسم الحاد من الجنبية فيصنع من الحديد الصلب.
يشير عبدالعزيز إلى «جنبية» مذهبة قائلاً إنها خاصة للعرسان، يضعونها خلال حفل الزفاف، مع حزام جلدي خاص مزخرف بخيوط مذهبة. ويشير إلى وجود «جنابي» خاصة للقضاة وأخرى لشيوخ القبائل.
وللأحزمة هذه بحسب ما أوضح عبدالله، قصص وتقنيات دقيقة، تصنع من الجلد، تثبت «الجنبية» على الخصر حيث توضع خلفها السكين للاستعمال العادي، وعلى الحزام أيضاً «المكحلة» و«الحرز» و«الثومة». ويوضح أن وضع الجنبية يتلازم أيضاً مع حمل السبحة المصنوعة من خشب العود ومطرزة بالفضة.
كما أن قيمة الجنبية وما يرافقها من «اكسسوارات» لا ترتبط فقط بالمواد المصنوعة منها، بل بالشخص الذي يملكها وعمرها خصوصاً مع دخول الآلات في صناعتها. تبدأ أسعار «الجنابي» من 200 درهم تقريباً ويزيد ثمنها بحسب نوعيتها وتاريخها.
نقلاً عن صحيفة البيان الاماراتية