المؤتمر نت - نائب إسرائيلي: مفاعل ديمونا "ليس آمناً" ولا يتم فحصه بشكل جدي أكدت النائب الإسرائيلي زهافا غلئون من حزب "ياحد" اليساري، أن مفاعل "ديمونا" النووي الإسرائيلي في صحراء النقب، جنوب فلسطين المحتلة عام 1948، ليس آمناً، لاسيما وأن عمره يزيد عن 40 عاماً، حيث انتهى عمره الافتراضي ولازال يعمل.
وقالت غلئون، معقبة على قيام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية بتفقد مفاعل ديموانا "إن الفحص الذي أجرته اللجنة غير جدي"، متسائلة "كيف يمكن التوصل إلى نتيجة، في ختام زيارة استغرقت عدة ساعدات فقط؟". وقالت إن اللجنة توصلت إلى "أن المفاعل النووي الذي يزيد عمره أكثر من 40 عاماً، آمن .. لو كان المفاعل في وسط البلاد، لتم إجراء فحص جدي وعميق أكثر"، كما قالت.
وكانت ثمانية نواب إسرائيليين من لجنة الخارجية والأمن، التابعة للبرلمان الإسرائيلي، برئاسة النائب يوفال شتاينيتس (الليكود)، قد قاموا الأحد (13/3) بجولة تفقدية قصيرة لمدة ساعات لمفاعل ديمونا النووي.
وزعم شتاينيتس في ختام الجولة أن "جهوداً كبيرة تبذل في سبيل الحفاظ على أمان المفاعل النووي .. المفاعل آمن". وأصدر شتاينيتس بياناً في ختام الزيارة جاء فيه "الزيارة في المفاعل تنطوي على أهمية كبيرة من ناحية الأمان، ومن الناحية الديمقراطية أيضاً. من المهم أن يعلم سكان إسرائيل أن المفاعل يخضع لرقابة برلمانية ذات مقاييس عالية جداً".
يذكر بهذا الصدد أن موظفين في مفاعل ديمونا دقوا ناقوس الخطر، من أن هذا المفاعل بدأ يحصد أرواح العاملين فيه، مشيرين إلى أن اثنين من المهندسين يعملان في أكثر الأقسام سرية في المفاعل، مرضا قبل ستة أعوام بشكل مفاجئ بسرطان المخ، وتوفيا في غضون فترة قصيرة.
ونقلت صحيفة إسرائيلية عن الموظفين اتهامهم إدارة المفاعل بأنها تستهتر بصحتهم، مشيرين إلى لجنة خاصة شكلها الموظفون في المفاعل، تتعقب معطيات إصابة العاملين بمرض السرطان.
وتوضح اللجنة أن الإدارة لا تشرف، بشكل مناسب، على صحة العاملين هناك، وتحاول التستر على إخفاقاتها. وأورد التقرير ذكر الهندسيين اللذين توفيا بشكل مفاجئ بسرطان المخ، إلا أن الإدارة تصر على أنه لا علاقة لموتهما بعملهما في المفاعل.
وكشف تقرير أعدته القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي عن أن العشرات من
عمال المفاعل النووي ماتوا متأثرين بالسرطان، في وقت ترفض فيه إدارة المفاعل والحكومة الإسرائيلية مجرد الربط بين إصابتهم، ومن ثم موتهم، وبين إشعاعات متسربة.
هذا وتنظر المحاكم الإسرائيلية في أكثر من 45 دعوى قضائية تقدمت بها عائلات مهندسين وخبراء وفنيين عاملين في المفاعل النووي في ديمونا، بشأن إصابتهم بالسرطان، خلال السنوات الأخيرة، بسبب اختراق الإشعاعات النووية لأجسادهم. وقد طالبوا في الشكاوى المقدمة بسرعة صرف تعويضات عاجلة تقدر بنحو 50 مليون دولار، نتيجة الأضرار، التي لحقت بهم، خلال سنوات عملهم.
وتؤكد العديد من الدراسات والأبحاث، التي أجرتها مراكز الرصد المتخصصة، وجود تسرب إشعاعي نووي من مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي، إثر تعرض المفاعل لمشكلات وأعطال فنية مؤخراً، بسبب انتهاء عمره الافتراضي، خاصة وأنه أقيم عام 1964 بدعم وتمويل من فرنسا.
يذكر أن المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة حذر، في وقت سابق، من خطورة الإشعاعات النووية الصادرة عن مفاعل ديمونا. وجاء في مذكرة عممها على الدول العربية أن هذه الإشعاعات تؤثر بصورة سلبية ومباشرة على جميع الكائنات الحية، سواء كان الإنسان أو الحيوان أو النبات، وتطال الأخطار المناطق القريبة من المفاعل، بما فيها مناطق في الدول العربية المجاورة.
وأشارت المذكرة إلى ضرورة قيام الدول العربية المجاورة لفلسطين باتخاذ إجراءات فاعلة لدرء الإخطار الناجمة عن مفاعل ديمونا الإسرائيلي، بعد أن أصبحت هذه الدول عرضة للتأثر بتلك الإشعاعات. ويرى الخبراء أن إصابة الكثير من سكان المناطق المحيطة بالمفاعل المصاب بالشيخوخة بالأمراض السرطانية والعاملين فيه أيضاً، كانت بسبب تسرب بعض الإشعاعات من المفاعل.
|