المؤتمر نت - الجزائر مدينة مغلقة في انتظار القادة العرب الجزائر : تسعى السلطات الجزائرية جاهدة الى تنظيف العاصمة وتأمينها استعدادا للقمة العربية المقبلة في محاولة لفتح صفحة جديدة بعد اكثر من عشرة اعوام من اعمال العنف المرتبطة بجماعات وتنظيمات اسلامية.
وسيحضر القمة العربية في الاسبوع المقبل معظم رؤساء الدول الاعضاء في جامعة الدول العربية الاثنتين والعشرين. وتأمل الحكومة الجزائرية في ان يكشف الاجتماع عن وحدة في هذه المنطقة التي انتُقدت لعدم اقدامها على تنفيذ اصلاحات سياسية واجتماعية.
وستكون القمة فرصة للجزائر للتخلص من صورة البلاد التي تخوض حربا بعد حملة من اعمال العنف التي نفذتها جماعات اسلامية وقتل خلالها 150 الف شخص.
وتأمل الجزائر في ان يحضر القمة التي تعقد في 22 و23 من اذار (مارس) الجاري الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان ورئيس وزراء اسبانيا لويس رودريغيث ثاباتيرو ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا.
ويتوقع ان يتولى اكثر من 12 الف فرد من قوات الجيش والشرطة حماية العاصمة الواقعة على البحر المتوسط والتي يعيش فيها اربعة ملايين نسمة خلال انعقاد القمة.
ونقلت صحيفة المجاهد عن وزير الداخلية الجزائري نور الدين زرهوني ان كل شيء جاهز وان جميع الاجهزة الامنية بدأت في مباشرة مهامها استعدادا للقمة.
وقال دبلوماسيون ان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يأمل في تعزيز موقفه في العالم العربي من خلال استضافة قمة ناجحة.
وقد تعثرت اخر قمة عربية عقدت في تونس بسبب خلافات حول خطط الاصلاح العربية.
ويقول دبلوماسيون انه لا يعول كثيرا على قمة الجزائر في ادخال اصلاحات كبيرة رغم ان الجامعة العربية ستبحث خلالها اقامة برلمان مشترك وتحديث نظام التصويت الداخلي فيها.
وقد انزلقت الجزائر الى ما يشبه الحرب الاهلية في عام 1992 عندما شن اسلاميون حربا من اجل الاطاحة بالسلطة بعد ان الغت السلطات انتخابات عامة أوشك الاسلاميون على تحقيق انتصار كاسح فيها.
ومع وجود مئات من الاسلاميين المتشددين الذين يرتبط بعضهم بتنظيم القاعدة في الجزائر فان السلطات تتخذ اجراءات مشددة لتأمين انعقاد القمة في اجواء هادئة.
ومنعت السلطات مرور المركبات الثقيلة في المدينة كما الغيت بعض الاحتفالات واغلقت العديد من المكاتب الادارية وقدمت مواعيد عطلات المدارس.
وحجزت الفنادق لاستضافة نحو ثلاثة الاف من الضيوف.
وقال مصدر امني يعمل في الاعداد للقمة "العاصمة ستكون شبه مغلقة. ولن يسمح لأحد بدخولها دون تصريح خاص... نريد ان نظهر الجزائر مكانا آمنا ونثبت انها تخلصت من العقد المظلم."
وقالت صحيفة الوطن ان الحكومة أنفقت 28 مليون دولار لإضفاء صورة عصرية على العاصمة التي تعود الى العصر الاستعماري.
وتعمل السلطات على مدار الساعة في زرع الاشجار واصلاح الطرق وطلاء الجدران الواقعة على الطرق التي سيمر عليها الضيوف.
الا انه وبعيدا عن تجميل الصورة فان الاهتمام الشعبي بالقمة يكاد يكون معدوما.
وقال محمد وهو نادل مخضرم في احد الفنادق ان "العرب سيتفقون على الا يتفقوا كما هي عادتهم دائما". واضاف "يسمونها القمة العربية وانا اسميها النعاس العربي".
|