الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:42 ص
ابحث ابحث عن:
حوار
الجمعة, 18-مارس-2005
المؤتمر نت - من اعمال المصورة المؤتمر نت-حاورها: نزار العبادي -
أول مصورة سعودية لـ(المؤتمرنت)..أنا حضرمية وحرّة بإسلامي والتصوير في دمي
على طرف من أناملها تسجد اللحظات، وتبتهل الإنسانية في محراب السكون.. فهي ترتحل بتلاوة الحرم، وحنين حضرموت بحثاً عن حدقة تخلد بها وجدان الحياة، وتطبع على جبينها بصمات سيدة (الجزيرة) المتلفعة بملاءات الحشمة، تنتفض بغضب الأنثى بوجه من ينتقد الحريات في بلدها.. ورغم أنها لم تصوّب عدستها يوماً إلى محيّاها، ولا يعرف العالم لها تقاطيع وجه، إلاّ أننا نراها ترتسم في وجدان كل صورة، ونبض كل لقطة لأنها كانت أقرب شيء لمفردات يومنا.
فالسيدة سوزان باعقيل أبت إلاّ أن تكون أول مصورة سعودية محترفة، فقد غادرت أرض الحرمين ذات يوم لتدرس فن التصوير الفوتوغرافي بكلية ميامي رايد بالولايات المتحدة، لتعود عام 1983 حاملة شهادة (Association Art) فتستهل بها مسيرة (25) عاماً من التألق والإبداع.
ولأنها المرأة السعودية الواعية المعطاءة فقد نالت (13) جائزة في فن البورتريت، وفن التصوير منذ عام 1985م، بينها درع الأمم المتحدة عام 1993، وجائزة أبها للثقافة عام 1997م، وجائزة أجمل صورة على مستوى العالم العربي عام 1992م، وغيرها الكثير.

ومع أنها أخفت وصولها إلى صنعاء، كي لا تشغلها الزيارات عن التقاط مشاهد الحضارة والتراث الإنساني، لكنها استسلمت أخيراً لإصرار (المؤتمرنت) على محاورتها، فكان لنا معها الحديث التالي:

* كيف يمكن أن تحدث ولادات فنية إبداعية في مجتمع محافظ كالمجتمع السعودي؟
- لقد كانت في البدء هواية، ثم وافتني الفرصة لأدرس؛ حيث سافرت إلى أمريكا، وعشت فيها (6) سنوات فدرست "فوتوغرافي" وتخصصت فيه، وكان التصوير بالنسبة لي هواية ثم ما لبث أن تحول إلى احتراف، وعدت بعدها إلى السعودية، تخرجت عام 1983م، والبعض يقول لي أنتِ لست محترفة سعودية، وحسب، بل محترفة عربية أيضاً.
كانوا في أمريكا يقولون لي أنتِ من تحتاجي إلى أن تتصوري، نظراً لشكلي كامرأة عربية ؛ والحجاب الذي ارتديه كان يبدو غريباً لهم، لكن في نفس الوقت كانوا يعتقدون أنها ليست مسألة ضرورية، لأن المرأة عندما تصورها "ست" تختلف عما لو قام بتصويرها رجل، فهي تأخذ حريتها على نحو أكبر مع المرأة، والتصوير بالنسبة لي أمانة، وهي لغة أيضاً.

* هل كان المناخ الأسري أحد عناصر الإبداع لدى سوزان باعقيل؟
- نعم زوجي (رحمه الله) هو من دعمني، وكان له الفضل الأول.

* بين الهواية والاحتراف منعطف تحوّل، فما الذي حوّل الهواية الى احتراف؟
- أحب التصوير، وأحس أنه يسري في دمي، فالتصوير يعني أنك توقف لحظة –جزء من الثانية، وهو طموح بالنسبة لي؛ حيث أنني عندما كنت أدرس في أمريكا كان البروفسور الذي يدرسني يأخذ نماذج عن الصور التي التقطها، ويلقي الدروس عليها، ويقول لهم: شوفو كذا، وكذا، وهذا شجعني.

* الفن التصويري أبلغ رسالة يفهمها المتلقي.. فما هي الرسالة التي تحملها نتاجاتك؟
- الصور أبلغ تعبير من الكلام، فقد حلت المجاعة في الصومال، وأنا أحب الجانب الإنساني في التصوير، فمثلاً حتى لما انتهت الحرب في بيروت، ذهبت إلى هناك وصورت، كما صورت وقمت بتصويرالبورنينيين عندما كانوا لاجئين ولديهم ظروفهم الصعبة، وأنا عندما كنت أصورهم كنت أتوقع أن تساعد هذه الصور بعض الجهات.. ثم لأنني أحب التصوير تجدني أحب كل شيء، فأصور لحظة حزن.. لحظة فرحة، وكل موقف إنساني.. فأنا حتى في الفرح أحس بدمعة الأم النازلة فرحاً.

* هل تعتقدين أن المصور يمتلك حساً أكبرمن الإنسان العادي؟
- لي لقطة فازت في تصوير الإنسانية كانت عبارة عن (جزمة)، واحد يمسح جزمة! فقالوا لي مافي منظر جمالي غير تصوري جزمة؟ فقلت لهم أنا وطيت وصورت هذه الجزمة احتراماً لليد التي تمسحها.. كانت يد- والموضوع ليست مجرد جزمة- فهي اليد التي تبغى الحلال في أسوأ وظيفة.
عندي أيضاً صورة في المحرر حق اقرأ لواحدة ماسكه السيف وبالحناء والمجوهرات وبدلع النساء.. فهي في نفس الوقت يمكن أن تحمي وطن !

* كامرأة مصورة إلى أي مدى كان تقبل الساحة السعودية لك؟
- لأنني كنت في النطاق النسائي كان الأمر مقبولاً ولصالحي وكذلك لأنني كنت أعمل بشكل رسمي وعندي ترخيص مما ساعدني الأمر - خاصة وأنني احترم وظيفتي ولا أسيء لها؛ لذلك وصلت بعدين الصور صارت لها أهمية حتى في الجامعات والمدارس ولم تعد مجردة.

* تتوارد إلى مسامعنا أسماء نسوية سعودية مثل سوزان باعقيل، وداد الصبان، ريم فيصل، نها آل غالب، وأخوات كاتبات مثل رجاء عالم، ليلى الجهمي وغيرهن من الأسماء النسوية السعودية اللامعة.. هل نفهم من هذا أن المرأة السعودية انطلقت إلى حرياتها من قبل أن تستعر دعوات الغرب للعالم الشرقي بتحرير المرأة؟
- أنا ما أحس أن المرأة ما هي حرة.. الإسلام أعطاها حريتها ليه الغرب يقولوا تحرر؟ أنا أحس أني حرة بإسلامي الحريات موجودة.

* اليمن تكاد تنهي تحولها من "المكلف" إلى المرأة فإلى أي مدى المجتمع السعودي يتحول من (الحرمة) إلى المرأة؟
- المرأة السعودية ليست متخلفة، هناك دكاترة، وأساتذة جامعات، وكاتبات، وفي مختلف مجالات الحياة.. بالعكس المرأة السعودية متعلمة وهي حرة ولا تحتاج إلى مساحات إضافية من الحريات.

* كيف يمكن أن نفهم الحرية في بلد لا يمنح ترخيص قيادة السيارة للمرأة !؟
- كثيراً ما يسألني الأجانب هذا السؤال، ويقولوا لي انكم ليست عندكم حرية لأنكم ما تسوقوا، أقول لهم: لا بالعكس، نحن نشعر بأننا معززين عندما يقوم شخص آخر بقيادة السيارة لنا.. ما المانع أن يكون عند المرأة سائق يقود لها السيارة .. !

* عن ماذا تبحث عدسة سوزان عقيل في اليمن؟
- تراث، وجمال اليمن وطبيعتها.. ورأيت مناظر إنسانية أيضاً صورتها اليوم وكانت شيء حلو أن أصورها.

* ماذا تأملين أن تحملي في جعبتك عند عودتك للسعودية؟
- مرة صورت وفزت بمسابقة جدة الجميلة، فكان يقول لي أبدعت في تصوير بلدك فقلت له: كل العرب وليس السعودية فقط ؛ فأنا أتمنى أن أصور كل العرب.

*· زيارتك لليمن هل تأتي في إطار حنين للأهل والأصول أم ارتحال في التراث والتاريخ؟
- أنا حضرمية من الهجرين في الأصل، لكن أهلي معظمهم في السعودية منذ زمن طويل.. وزيارتي فيها حنين للأهل والأصول.
· حينما فزت في مسابقة للأمم المتحدة، وكانوا حينها يغطوا الأسماء عندما يريدون اختيار الصور، فتفاجأوا أن الذي فازت هي سيدة، والمفاجأة الأكبر هي أنها سعودية.
مرة أيضاً كان هناك معرض جماعي وكنت أعرض فيه بعض الصور، فأتصل بي شخص وقال لي أبغى اشتري الصورة، فقلت له اشتريها هي معروضة للبيع.. وكنت مهيأة نفسي أنه سيقول لي نقصي بالسعر فقلت له هي معروضة بألف، فقال لي: أنا سأعطيك سبعة ألف.. أنا طبعاً تفاجأت ليس من أجل المادة بل لأن هناك إنسان قدر عملي بهذا.

* في إطار بيت الفوتوغرافيين السعوديين، هل تعتقدين أن عدم وجود النظير له في اليمن عائقاً للتعاون بين فناني البلدين؟
- لا.. ليس هناك عائقاً، فأنا جئت لليمن بعد أن الأستاذ محمد الكندي جزاه الله خير دعاني وقال تعالي صوري اليمن، فجئنا لليمن وننوي ان ننقل صور التراث ونشارك بها في مهرجان الجالية في السعودية وهذا شيء حلو بين اليمن والسعودية ، فنحن جيران والرسول أوصى بالجيران.

*· ما أهمية بيت الفوتوغرافيين بالنسبة لك؟
- أعتقد أنه في البداية كان أفضل والآن ليس كثير.

* مفردات الحياة تتجه نحو عالم صاخب، فإلى أين يتجه فن التصوير اليوم؟
- فن التصوير عالم بلا حدود.. ولن يتأثر بهذا الصخب.. حيث فن التصوير يعتمد على الخيال واللحظة الإنسانية مهمة وهي التي ستستمر على طول . فلأن التصوير لغة لذلك نجد له أكثر من اتجاه ، مثلاً التصوير الإعلامي ما تقدر تغيره إذا ما إنت ذهبت لتعمل موضوع صحفي فتقول أن هذا الزمن غير الزمن الأول لأنك تبغي نقل الواقع ولأن التصوير ينقل الواقع فلذلك لن تتغير مهمته.
أنا مثلاً أصور صورة تجريدية، ومن أجل صورة أقوى أصور بأسلوب مختلف وأخلف قواعد التحميض أو إجراءات العمل من أجل أن أنتج صورة أقوى فهو يعتمد على ماهية الموضوع أو المغزى الذي تريده.

* هناك رهان على حماية التراث العربي والإسلامي ما حجم ما يقع على المصور من هذا الرهان في حماية التراث الإنساني ؟
- دور كبير جداً في حمايته ومن خلال التصوير يمكن أن تصلح الصورة التي أساءها الإعلام الغربي. يعني مثلاً أنا كنت في الصيف في أمريكا وعندما شافوا صوري قالوا لي أنت لازم تسوي معرض في أمريكا على الأقل تغيري من الصورة التي نحن نعرفها عنكم.. إرهاب وتطرف وما هو معروف من رأي لهم فينا..
فقالوا لي بالعكس صوركم يمكن أن تنعمل عندنا في أمريكا بأحسن صالة عرض فتنقلي صورة إيجابية جمالية.
سيكون عندي معرض في التاسع من أبريل في إيطاليا بمدينة بجوار روما، وكذلك لدي صور معروضة على الإنترنت وهي التي كانت مشاركة في المعرض ونفس المعرض سينقلوه إلى فرنسا في يوليو وأطلقوا عليه الانتلوجي وعندما سألتهم ما معنى هذه التسمية أخبروني أنها تعني مجموعة الأوبرا.

* رغم أن سوزان باعقيل صورت مفردات الحياة الإنسانية إلا أنها لم تظهر لها صورة شخصية في أي وسيلة إعلامية لماذا؟
- أنا أحب أن تكون أعمالي هي المعبرة عني وهي طول هذه السنين عبرت عني من دون صورتي.

* وما المانع أن تظهر صورة سوزان باعقيل في صحيفة مثلاً؟
- ما أبغاهم تشغلهم عن التصوير عن المناظر عن الإنسانية.

* ولكن أحياناً يكون جميلاً أن نرى صانع هذه المنجزات فما الاعتراض إذن؟
- لا ليس هناك اعتراض طالما أنا محتشمة وأرتدي اللبس الإسلامي لا يبقى هناك ما يمكن أن يسيء لكنني لا أفضل هذا.

* هل لديك قاعدة جماهيرية شعبية ؟
- نعم هناك الكثيرين ممن يهتمون بمعارضي ويشجعوني حتى أنني تبرعت بلوحة لجمعية القرآن عملوا عليها فراد فبيعت بخمسين ألف دولار.

* ما الذي يبقى مميزاً من نتاجاتك في ذهنك؟
- أنا أحياناً أتخيل الصورة ثم أرسمها، لكن الصورة المميزة هي التي فيها حس.. فرحة.. حزن.. هذه هي الأشياء التي تسعدني في الصورة وتلتصق في ذهني.

· هل تتوقعين أن تجدين الكثير لتصوريه في اليمن؟
- طبعاً.. صورت كثير اليوم وخسارة راحت الشمس وانتهى النهار وما عاد أقدر أصور المزيد لكن بكرة إن شاء الله .. الشعب اليمني لطيف يحب يتصور.. وكلهم كانوا طيبين معاي وما قصروا.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر