المؤتمر نت- تعز - إنها مؤامرة ليست مظاهرة، ونطالب السلطات باعتقال المجرمين أثارت الأحداث التخريبية والإجرامية التي وقعت أمس الأول في تعز موجة استياء شعبي كبير، عبرت خلالها شخصيات ثقافية واجتماعية عن سخطها ممن وصفوهم بالعصابات الحزبية المتطرفة التي دست عناصرها في أوساط المتظاهرين لترويج شعاراتها الأصولية التكفيرية، والقيام بأعمال عنف ترويعية لإشباع ظمأها من الفتن والعصبيات العنصرية.
فقد وصف الشيخ سعيد الحاج ما حدث بأنه "فوضى لا يقوم بها حتى البربر" وأكد أنه "سلوك جاهل لا هو من الإسلام ولا من شرع القبيلة.. وأضاف من يريد يتظاهر ويعمل نفسه ديمقراطي ما لازم يعتدي على أموال الناس، ويطلق الرصاص على رجال الشرطة الذين يحمون البلاد.. هؤلاء أهل فتنة ويريدون يقلبوها مثل الصومال ولا العراق.. لا نظام ولا دولة ولا قانون ولا أخلاق".
فيما قال عبدالملك الشرعبي- في حالة من الانفعال إثر قيام المخربين بتكسير واجهات متجره، ورجمه بالحجارة لرفضه الاشتراك بالتظاهر قال:
"أي ديمقراطية هذه التي تعطيهم الحق يعتدون علي، ويرجموني بالحجارة مثلما يرجموا الزاني، ويخربوا كل شيء"، مضيفاً: "أنا رجل كبير ومالي دخل لا بسياسة وبلا بديمقراطية لا منتمي لحزب.. مالهم دخل بي.. أخرج اتظاهر ولا أرقد في بيتي .. ولا أطلب الله على عائلتي".
ويعتقد الشرعبي أن ما حدث هو عمل حزبي منظم وما للتجار وأهل المصالح دخل فيه.. هناك جهة خططت ودبرت واشترت ذمم ليقلبوا البلد فوضى وينهبوا على ما يشتهوا".
وقال: "نحن نحمل الناس القائمين على أمن البلد مسئولية حبس الذين اعتدوا علينا وعلى أملاكنا، وإلزامهم بتعويضنا كل الخسارة التي سببوها لنا ولن نتسامح بقرش واحد"، مضيفاً: (نحن نعرف صور بعضهم ونعرف من وراهم وإذا الدولة تساهلت بحقوقنا فلتعرف إننا سنأخذها بأيدينا".
أما رامي عبدالله المذحجي- طالب سنة رابعة بجامعة تعز- فيؤكد: "هناك فهم خاطئ للديمقراطية والحريات في بلادنا، وبعض الأحزاب تتصور أن التكفير والقتل شكل من أشكال الحريات العامة.. هؤلاء جهلة، ولو تركت الدولة باب الحريات مفتوح لهم سنصبح مثل العراق بعد أن احتلته أمريكا".
وأضاف: "في كل بلاد العالم توجد مظاهرات ومسيرات احتجاج واعتصامات يعبرون فيها الناس عن احتجاجهم على السياسات الحكومية، لكنهم لا يفعلون مثل ما فعل أصحابنا بنا- يقصد في تعز- يكسرون المحلات، ويضربون الناس، ويطلقون الرصاص".
مؤكداً (هذا عيب كبير وإساءة بحقنا نحن الشعب اليمني لأنهم يظهروننا وكأننا ناس جهلة لا نعرف ديمقراطية، ولا حقوق، ولا شرع الله).
من جهته عبر الدكتور صبري العريقي- المستشفى العام- نحن استيائه مما وصفه بـ(الغوغائية)، وقال في حالة من التوتر: (ما ذنب هؤلاء الجنود الذين أطلقوا عليهم الرصاص ولولا رحمهم الله لكانوا في عداد القتلى.. هؤلاء ما فكروا انهم عندهم عوائل وأطفال يمكن يتشردوا ويتيتموا إذا فقدوا آبائهم)!
ونفى الدكتور العريقي أن يكون ما جرى مظاهرة عفوية قائلاً: (هذه ليست مظاهرة، هذه مؤامرة)، مؤكداً (الفوضى التي عملوها والوحشية التي مارسوها تدل على أنه عمل إجرامي منظم تقف خلفه عصابات محترفة ويجب على الدولة أن تبحث عنهم وتعتقلهم.. هذا واجبها حماية أمن المواطنين).
|