الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:08 ص
ابحث ابحث عن:
ثقافة
الإثنين, 21-مارس-2005
المؤتمر نت - غلاف الكتاب المؤتمر نت-عرض- هشام سعيد شمسان -
دراسة أثرية ومعمارية في مآذن مدينة صنعاء
هو أول كتاب يتعرض إلى المآذن، من الناحية الأثرية، والتاريخية؛ ذلك أن كل ما كتب سابقاً في مضمار المسجد،لم يكن يلمّ بالنواحي (الأثرية، والمعمارية للمآذن).
وقد حاول المؤلف على سعيد سيف– أستاذ الآثار الإسلامية بقسم الآثار – جامعة صنعاء- في هذا الكتاب أن يدرس مآذن مدينة صنعاء (تحديداً) واليمن بوجه عام، حتى نهاية القرن الثاني عشر الهجري" -الثامن عشر للميلاد- حيث اختار المآذن، لأنها تمثل – حسب رأيه- جزءاً بارزاً من مخلفات الإنسان، لأن البحث في العناصر المعمارية للمسجد لا يقل أهمية عن عمارة المسجد، لما تتميز به من خصائص عمارية، عربية، وإسلامية تشد بجمالها، ورونقها الناظر إليها".
الكتاب "يطمح إلى التعرف على التخطيط المعماري للمئذنة في صنعاء، ووضع الأسس والقواعد لأصولها المعمارية التي تضرب بجذورها عمق التاريخ" مع لفت أنظار المهتمين "عرباً وأجانب" إلى ما تتميز به مآذن صنعاء- خصوصاً- من عناصر العمارة والزخرفة. ووزع المؤلف بحثه إلى خمسة فصول، سبقت بتمهيد، وانتهت بخاتمة:
ففي التهميد تحدث المؤلف عن الجغرافية التاريخية لمدينة صنعاء، وموقعها الجغرافي، والمناخ، وفي البحث الأول (من الفصل الأول) تطرق المؤلف إلى التعريف الإصلاحي، للمئذنة، ومترادفاتها: المئذنة، والمنارة، والصومعة. فعرّف المئذنة بأنها من الفعل أذن، وأذن بالشيء علم به، والآذان:الإعلام. أما المنارة – كما عرفها المعجم- فهي في الأصل منورة، وهي موضع النور. أما الصومعة، فمن كلمة "صمع" والصومعة من البناء إنما سميت صومعة لتلطيف أعلاه، والصومعة منار الراهب.
أما المبحث الثاني من الفصل الأول فقد تكلم في نشأة المئذنة؛ مشيراً إلى أن عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن فيه مآذن، بقدر ما كان بحاجة إلى مكان عالٍ يرفع فيه المؤذن صوته للإعلام بالصلاة. لكن عندما اتسعت رقعة الدولة الإسلامية، نشأت الحاجة إلى المئذنة. وتعتبر مئذنة جامع البصرة، أول مئذنة بنيت في العصر الإسلامي، كما يعد جامع البصرة هو أول جامع أنشئ خارج الجزيرة العربية.
المبحث الثالث، يتحدَّث فيه المؤلف عن الأصل المعماري للمئذنة، مقسماً الشكل المعماري للمئذنة الإسلامية إلى ثلاثة أقسام هي: البرج المربع، والشكل ذو القاعدة المربعة، ثم المثمن، والمستدير والأسطواني، والحلزوني.
الفصل الثاني انتقل فيه المؤلف من الحديث عن النشأة إلى نشوء المئذنة اليمنية تحديداً عارجاً فيه على البدايات الأولى لنشوء المئذنة في اليمن، مؤكداً على أن لا إشارة تاريخية تدل على ظهور أية مئذنة في اليمن في العصر الراشدي،وإنما كانت أول إشارة تاريخية تدل على وجود المئذنة في اليمن تعود إلى العام (265هـ) عندما ذُكر بأنه تهدم شيء من منارة الجامع الكبير في صنعاء إثر مطر، وصاعقة.
وخصص المؤلف مبحثاً في هذا الفصل يعدِّد من خلاله مآذن اليمن حتى نهاية العصر الطاهري، مبتدئاً بمآذن الدولة الصليحية- الدولة الفاطمية بمصر، ومروراً بمآذن العصر الأيوبي في اليمن، ومآذن عصر بني رسول، وانتهاءً بمآذن عصر بني طاهر؛ حيث عدّد المؤلف أحد عشر مئذنة في مناطق مختلفة من اليمن؛ منتقلاً بعد ذلك إلى تصميم المآذن اليمنية،وتخطيطها، حيث اعتبرها المؤلف بأنها تتبع في تخطيطها ما هو معروف ومألوف في العالم الإسلامي، مع اختلافها في بعض التفاصيل التصميمية. فمئذنة الجامع الكبير بزبيد – مثلاً (582هـ) من العصر الأيوبي تشبه مئذنة الجامع المظفري في عصر بني رسول، ومئذنة جامع إب (685)، لها ما يشبهها تصميماً في عصر بني طاهر، وهي مئذنة الجامع الكبير بجبن.. وهكذا.. وبسبب ذلك فقد قسم المؤلف المآذن اليمنية بحسب المناطق إلى طُرز ثلاثة هي: منطقة تهامة، والسهل الساحلي، (القاعدة المربعة)، والمنطقة الوسطى (طراز تعز الذي يشمل قاعدة مربعة الشكل، يقوم عليها بدون مثمن)، والمنطقة الشمالية، وفيها ينتشر طراز مدينة جبلة.
ويتوقف الفصل الثالث عند مآذن صنعاء في دور التكوين، وتاريخها، لا سيما مآذن الجامع الكبير بصنعاء (أولى المآذن)، مبتدئاً بوصف المئذنة الشرقية، ثم الغربية، تلا ذلك وصفٌ لمآذن القرن العاشر الهجري، مثل مسجد المدرسة، ومئذنة مسجد عقيل، ومئذنة مسجد الزمر، ومئذنة القبة المرادية، ومئذنة مسجد الفليحي، ومسجد فروة بن مسيك.. ثم مآذن القرن الحادي عشر والثاني عشر؛ إذ أحصى المؤلف فيهما تسع مآذن في مختلف أنحاء صنعاء..
العناصر المعمارية للمئذنة والزخرفة.
تحت هذا العنوان تناول الباحث – في الفصل الرابع- العناصر المعمارية التي تشكل المئذنة الصنعانية حاصراً إياها بـ(القاعدة – البدن – المقرنص- الشرفة- الحوض- المظلة- الجوسق- القبة- القطب- السُّلم- الميل)، تلا ذلك تفصيل وصفيّ، وشرحي لهذه المكونات التي تشكل المئذنة؛ خالصاً إلى أن مآذن صنعاء كلها ذات قواعد مربعة، وأن أبدان مآذننا اختلفت وتميزت عن أبدان مآذن بعض البلدان العربية كالعراق، والشام.
متابعاً: وخلت جميع مآذننا من المظلة إلا ماندر. وعن القباب فقد اتخذ المعمار اليمني نوعين منها؛ القبة نصف الكروية، والقبة المضلعة. وزينت المآذن بأميال من نحاس، أو حديد، وهو يقوم على القبة التي تتوج المئذنة. واتخذت مآذن صنعاء عماداً للمئذنة يسمى بالقطب، معتمداً شكل القاعدة، وبعضها اتخذت القطب الاسطواني.أما السلم، أو الدرج، فقد اعتمدت مآذننا – كما يقول المؤلف- "على تشكيلتين من السلالم، أولاها: المحمولة على عقد تربط بين القطب، وجدار المئذنة،وثانيها: اعتمدت على الروابط الخشبية التي تصل بين القطب وجدار المئذنة".
ومن العناصر المعمارية التي ظهرت في المآذن؛ سرد المؤلف أربع عناصر هي:
العقود – النوافذ- المداخل –الشرفات.
أما الزخارف الهندسية، والكتابية التي شاعت في المآذن الصنعانية، واليمنية بوجه عام فقد خلص الباحث إلى هذه التقسيمات: الزخرفة المجدولة، وتتكون من التفاف خطين أحدهما على الآخر، والزخرفة الزجزاجية، وتتشكل من مخاريط فخارية حلت محل الحصير، وزخرفة المعينات التي تشكل جصياً، أو بقطع الآجر: بارزة، وغائرة، والزخرفة الكتابية، والتي ينسب إليها نوع محدد من الخطوط هو "الخط الكوفي" الذي شاع في معظم المساجد الإسلامية، إلا أن خط المثلث هو أكثر ما يرى في المآذن اليمنية..
- الكتاب: مآذن مدينة صنعاء.
- المؤلف: علي سعيد سيف.
- الناشر: وزارة الثقافة السياحة – صنعاء.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر