المؤتمر نت - السلام مع إسرائيل يتصدر جدول أعمال القمة والعراق ثانياً في حين يحيي العالم الذكرى الثانية للغزو الامريكي للعراق ولسقوط نظام صدام حسين، ستحتل مسالة الاحتلال القائم في هذا البلد المرتبة الثانية في جدول اعمال القمة العربية التي ستهيمن عليها عملية السلام بين العرب واسرائيل.وقال مسؤول عربي رفيع المستوى لوكالة فرانس برس ان "العراق بكونه يشهد مرحلة انتقالية في انتظار تشكيل حكومة جديدة، لن يطغى على جدول اعمال القمة" العربية التي ستنعقد يومي الثلاثاء والاربعاء في العاصمة الجزائرية.واضاف هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان "تاكيد الدعم للعراق سيكون جزءا من خطاب القمة مع اعطاء حيز خاص لضرورة مساعدة هذا البلد منذ الآن لتحضير الانتخابات" المقبلة التي يفترض ان تنظم في النصف الثاني من هذه السنة.واكد ان القمة ستشدد على ضرورة "المحافظة على عروبة العراق وعلى تعزيز التعاون مع الاطراف العراقية لانجاح عملية نقل السلطة والسيادة الى الشعب العراقي وانسحاب قوى الاحتلال".ومن جهة اخرى، اكد هذا المسؤول ان "التحرك على المسار الفلسطيني الاسرائيلي قد عاد الى واجهة الاهتمامات العربية منذ انتخاب محمود عباس رئيسا جديدا للسلطة الفلسطينية".وبحسب عدد من المندوبين، ترى بعض الدول العربية انه يجب التحرك بسرعة في حين تستعد اسرائيل لتنفيذ خطتها للانسحاب من غزة التي من شانها ان تغير الوضع. وتستعد القوات الاسرائيلية للبدء بسحب المعدات اللوجستية من قطاع غزة قبل نهاية مارس ما يشكل اول دليل حسي على الانسحاب المرتقب من هذا القطاع في الصيف المقبل.ومن المفترض ان يبدأ الانسحاب من غزة في نهاية يوليو وان ينتهي في غضون بضعة اسابيع. ويعيش حوالي ثمانية الاف مستوطن يهودي في هذا القطاع ضمن 21 مستوطنة انشئت منذ احتلال اسرائيل لهذا القطاع في يونيو 1967.وتشمل الخطة ايضا الانسحاب من اربع مستوطنات معزولة في شمال الضفة الغربية.وستدرس قمة الجزائر اقتراحا اردنيا لاعادة تفعيل مبادرة السلام العربية التي تم تبنيها في قمة بيروت العربية عام 2002. واذ لم يلق هذا الاقتراح ترحيبا من قبل الدول العربية التي تخوض نزاعا مع اسرائيل (سوريا ولبنان والسلطة الفلسطينية)، تم تعديله لياخذ بعين الاعتبار ملاحظات هؤلاء الاعضاء. ورحبت الدولة العبرية أمس بالاقتراح الاردني وقال مسؤول في مجلس الوزراء الاسرائيلي لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته ان "مجرد ان يعرض الاردن اقتراحا كهذا يعكس بداية تبدل في العالم العربي". لكن عمان اكدت ان موقفها الذي تمت اعادة صياغته لا يمس بجوهر المبادرة العربية التي تشكل عرضا جماعيا للسلام بين العرب واسرائيل (وكانت اسرائيل رفضتها عام 2002) مقابل استعادة الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967.وقال مسؤول عربي، "ان الذي تغير هو اللهجة العربية العامة في الخطاب مع اسرائيل. وعلى عكس ما كان سائدا منذ ثلاث سنوات، ان صدام حسين العدو اللدود لاسرائيل لم يعد في السلطة كما ان سوريا قد خففت لهجتها مع المجتمع الدولي خاصة في موضوع الملف اللبناني".واضاف هذا المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته، "ان العرب المعتدلين يحظون اليوم بدينامية لم يكونوا يمتلكونها، فان الفلسطينيين بمن فيهم المجموعات التي تعتبر متطرفة، باتوا مستعدين للحوار وباتت الارض اكثر خصوبة لتفعيل عرض سلام عربي للدولة العبرية".ومن الامور التي تدل على عمق التغيير في مقاربة النزاع العربي الاسرائيلي،سيقوم رئيس الحكومة الاسرائيلي ارييل شارون في نوفمبر المقبل بزيارة الى تونس، كما اعلن نائب رئيس الحكومة الاسرائيلي شيمون بيريز أمس انه تلقى دعوة لزيارة المغرب في حين ان كلا المغرب وتونس لا يقيمان علاقات دبلوماسية مع اسرائيل.
|