الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:25 ص
ابحث ابحث عن:
حوار
المؤتمر نت - وزير الخارجية أبو بكر القربي

الإثنين, 21-مارس-2005
المؤتمر نت -
القربي .. لا مصالحة خلال قمة الجزائر
وصف وزير خارجية اليمن رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب، الدكتور أبوبكر القربي القمة العربية في الجزائر بأنها بداية طريق الإصلاحات والمصالحات العربية، وإن كانت لن تصل إلى السقف الذي تتوقعه الجماهير العربية.
ونفى الوزير أن تكون قمة الجزائر محطة للتطبيع مع “إسرائيل” بضغوط أمريكية موضحاً أن الموقف العربي مازال يتمسك بالمبادرة العربية للسلام التي ترهن إقامة علاقات مع “إسرائيل " بتسوية عادلة للصراع، وان قال أن واشنطن حاضرة في الاجتماعات بقوة، بحكم أن خيوط حل القضايا المعقدة بيدها، إلى جانب تباين مواقف الدول العربية تجاه واشنطن حسب مستوى علاقاتها مع الولايات المتحدة قرباً وبعداً، وفيما يلي نص الحوار مع صحيفة الخليج من مقر إقامته في الجزائر :


* بداية، كيف تنظر إلى القمة التي سبقتها أجواء من الخلافات والمفاجآت كما تابع الجميع؟
- نعم، هناك وجهات نظر ومبادرات ورؤى مختلفة، لكنها لم تصل الى حد الخلاف، وصحيح ان نقاشاً ساخناً حول عدد من المبادرات ولكن في النهاية توصلنا الى اتفاق على صيغ توافقية ترفع للقادة العرب.


* ماذا عن الخلاف السعودي- الليبي، والجدل حول المبادرة الأردنية الموصوفة ب”التطبيعية”؟

- ليس الخلاف فقط سعودياً ليبياً، فهناك خلافات عربية أخرى، وبكل تأكيد فإن مثل هذه الأمور تعيق العمل العربي المشترك وتؤثر في المواقف العربية، وفي ما يمكن أن تخرج به القمم العربية، ومن ثم نحن في حاجة لوقفة باتجاه إنهاء هذه الخلافات لأننا إذا تمكنا من تجاوزها فستكون المواقف العربية اكثر تماسكاً، والالتزام بتنفيذ قراراتها أكبر مما هو عليه الآن، ونأمل أن يوفق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الاقل في وضع خطوات نحو إزالة الخلافات العربية الأمر الذي يبدو انه يحتاج الى صبر وحكمة ودبلوماسية هادئة. وما نراه أن المفاجآت الآن في الجزائر مهيأة للعب دور في هذه القضية.


* هل تقصد المصالحة بين الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي وولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز.. وبالمناسبة هل هذا ممكن؟

- لا نتكلم عن قضية معينة، فهناك خلافات ايضاً بين الجزائر والمغرب حول قضية الصحراء وخلافات بين ليبيا وموريتانيا.

وعلى الرغم من أن مثل هذه القضايا تؤثر في العمل العربي المشترك فإننا للأسف، تأخرنا ومازلنا نتأخر في المبادرة للبحث عن حلول لها.


* كيف يمكن الوصول الى تسوية لمثل هذه الخلافات؟ وهل هذا ممكن خلال هذه القمة؟

- للأسف لا يمكن ان تتحقق المصالحة خلال القمة في الجزائر، لكن يمكن أن تكون هناك بداية لوضع آليات لمعالجة الخلافات العربية تقودها الجزائر “رئاسة القمة” وبمشاركة من دول عربية يمكن أن تسهم في تحقيق الوفاق العربي.


* رفع بعضهم شعار “الإصلاح” كعنوان لهذه القمة ثم تغير الى “التطبيع” فكيف تصف كمسؤول عربي بارز هذه القمة ووضعية هذه الشعارات؟

- لم يرفع شعار الاصلاح الآن وانما في تونس حيث صدرت مبادرة عربية وبيان بصدده، اما ما يتعلق بالتطبيع مع “إسرائيل” فالموقف الذي انتهينا اليه في اجتماع وزراء الخارجية العرب أكد التمسك بالمبادرة العربية للسلام التي اطلقت في بيروت، ووضعت بوضوح الموقف العربي الذي يصر على ضرورة تنفيذ “اسرائيل” لقرارات الشرعية الدولية وتطبيق خطة خريطة الطريق والانسحاب “الاسرائيلي” من الاراضي المحتلة في 1967 وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين كمقابل لوجود علاقات طبيعية بين “اسرائيل” والدول العربية.


* لكن هذا الموقف يبدو متناقضاً مع المواقف غير المعلنة التي تشير لاستعداد تسع دول للتطبيع مع “اسرائيل” في هذه المرحلة، وقبل أي تسوية بضغوط امريكية؟

- بالتأكيد تسعى “اسرائيل” والولايات المتحدة الى ذلك وتبذلان جهداً لفتح المجال امام دول عربية لإقامة علاقات سياسية واقتصادية مع “اسرائيل” ونأمل الا يتحقق ذلك الآن، لأنه إذا ما تحقق فستكون نتيجته المزيد من التعنت “الاسرائيلي” واستغلال هذه العلاقات للضغط على الفلسطينيين وليس العكس. ونرى في اليمن ان التطبيع يجب ان يرتبط بتنفيذ “اسرائيل” لالتزاماتها نحو الفلسطينيين وانهاء الاحتلال أولاً.


* لكن التحركات ليست كذلك ولا تأتي من واشنطن وتل ابيب، وانما من دول عربية ومنها الأردن والدليل المشروع الذي تقدمت به للقمة؟

- هدف المشروع كما شرحه وزير الخارجية الأردني هاني الملقي هو تفعيل المبادرة العربية للسلام ربما لم يتم وضع الأولويات في المشروع المقدم بطريقة صحيحة، ما أدى للتفسير الخاطئ للنيات الأردنية، لكن القرار الذي تم عليه وضع الامور في نصابها الصحيح في النهاية.


* كيف توصلتم اذن لتصحيح مسار الأمور ومعالجة هذا الملف المثير للجدل؟

- باختصار بعد أن ناقشنا الملف تقدم وزير الخارجية الفلسطيني ناصر القدوة بورقة عالجت الخلل الذي كان في الصياغة وحظيت باجماع الوفود العربية.


* بصراحة شديدة هناك اتهام لهذه القمة بأنها تبحث فقط عن السقف الأدنى بدليل تجزئة مشاريع إصلاح الجامعة أو تأجيلها؟

- ما لا يدرك كله لا يترك كله، فنحن في بداية طريق الاصلاحات، ويجب ان نعلق على هذه القمة آمالاً كبيرة، فالإصلاحات لا تأتي كلها دفعة واحدة.

وبكل تأكيد ستكون القرارات التي سيعتمدها القادة بداية لإدخال الاصلاحات الى الجامعة والمهم هو القبول العربي بإدخال تعديلات على الميثاق الذي كان يعتبره بعضهم في الماضي من المحظورات.

وما أود أن أؤكد عليه هو ان الاصلاحات تحدث خطوة خطوة، لأننا في حاجة لاختبار الاصلاحات على الأرض وعدم القفز على الواقع، خصوصاً أن المخاوف والشكوك لاتزال موجودة بين الدول العربية، ولا يمكن حل كل المشكلات فجأة، وبعد 59 عاماً ظلت فيها الجامعة تعاني من خلل.


* هل يعني حديثك عن الشكوك والمخاوف تأييدك لشكوى الأمين العام للجامعة عمرو موسى من وجود دول لا تريد بقاء الجامعة، وتعرقل أداءها مادياً وسياسياً؟

- كان طرح الأمين العام واضحاً، ويتعلق بالجانب المالي بالذات، ويمثل هماً للأمين العام لأنه يعرقل تنفيذ البرامج أو حتى دفع مرتبات العاملين.

وبالفعل تتقاعس دول عربية في تسديد مساهماتها ولأسباب مختلفة، فيما المفروض هو ألا يكون هناك مبرر لتأخير تسديد الاستحقاقات كما هو الحال مع الأمم المتحدة لأنه إذا أوقف كل عضو تسديد حصته المالية لأنه معترض على قرار من القرارات، وعلى برنامج من البرامج فسيكون مصير الجامعة هو التعطل عن أداء واجبها.


* كيف تتعاملون في القمة مع ملف الوجود السوري في لبنان؟

- جاء هذا الوجود نتيجة ظروف يعرفها كلنا ووفق اتفاقية الطائف التي وافقت عليها كل الأطراف المعنية.

وما نراه الآن هو الانسحاب السوري من لبنان وفق استحقاقات هذه الاتفاقية، وموقفنا في اليمن ان الوضع في لبنان يتطلب الحكمة الشديدة وتفويت الفرصة على الذين يحاولون إيجاد فتنة وصراعات طائفية بين أبناء الشعب اللبناني، ونرى أن هناك كثيرا من روح المسؤولية من كل الأطراف، ونأمل أن تقودهم لانتخابات ديمقراطية واستقرار في لبنان.


* نعود الى اشكاليات القمة، هناك معلومات عن انخفاض مستوى التمثيل في هذه القمة فهل يرجع ذلك الى الخلافات العربية ام الى عدم اهتمام من بعض القادة بهذه الآلية (القمة)؟

- اتصور انه يجب ان يعطى مستوى التمثيل كل هذا الاهتمام واعتبار عدم حضور القائد فشل للاجتماع غير صحيح لأن القائد في النهاية يرسل من يمثله ويصوت على القرارات الملزمة لحكومته.


* ماذا عن مساحة التأثير الأمريكي في القمة التي يرى مراقبون حضورها من خلال المبادرة الأردنية؟

- للأسف الشديد، ينظر الشارع العربي إلى الأمور بمنظار العاطفة، وليس بمنظار المنطق والواقع، ولا أعتقد أننا ونحن نجتمع ونتخذ قرارات ان احداً أملى علينا المواقف.

ومع ذلك الولايات المتحدة حاضرة لأننا نعرف ان كثيراً من خيوط الحل خصوصاً فيما يتعلق بالصراع العربي- “الاسرائيلي” بيدها كما ان تقدير كل دولة للموقف الأمريكي يختلف عن الأخرى بحكم علاقاتها بالولايات المتحدة. وفي النهاية، نحن ننطلق حتى الآن، في اتخاذ القرارات من المصلحة القومية.


* اخيراً ماذا يأمل اليمن من القمة، وهل يمكن ان تستجيب لتطلعات الجماهير العربية ام ستضيف احباطاً لهم؟

- يرى اليمن ان قمة الجزائر بداية لخطوة الاصلاحات التي نأمل أن تقود العمل العربي المشترك نحو الفاعلية الحقيقية على المستويين الإقليمي والدولي وفيما بين الدول العربية.

= نقلاً عن الخليج




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر