أنيس منصور - القوة والجنس والكعب العالي! عندما ذهبت اتفرج على مباراة مصر وإنجلترا في نهائي كأس العالم في جزيرة سردنيا انشغلت عن الكرة بأحد عروض الأزياء الإيطالية: اللون وخط الظهر وخط الذيل وخط الرقبة وأحمر الشفاه والتسريحة والجزمة ولون الاظافر ـ إنها هواية قديمة بدأت مع حياتي الصحافية. فالأزياء هي البشرة الثانية للمرأة. والاهتمام بالأزياء هو الاهتمام الحقيقي بالمرأة. فالمرأة هي فساتينها والوانها، وتغيير الموضات هو أكبر دليل على قلق المرأة ! ولم لا؟
والآن اعاود لـ الهواية القديمة واقدم لك السيدة كونداليسا رايس وزيرة خارجية أميركا اقوى امرأة في العالم.. وهي تعرف ذلك وكل تصرفاتها تؤكد هذا المعنى..
رأيتها تهبط من الطائرة إلى احدى القواعد العسكرية في ألمانيا كل شيء لونه أسود. واللون الأسود هو لون المثقفين. اللون الذي انعدمت فيه كل الالوان. أو اللون الذي يرفض جميع الالوان وكان الوجوديون في باريس يرتدون القميص الأسود.. وكانت المطربة جولييت جريكو ترتدي اللون الاسود. وعندما جاءت إلي القاهرة سألتها قالت: إنه اللون الذي استريح اليه. وأنت؟
وكوندليسا رايس كانت ترتدي بالطو أسود له زراير ذهبية وعندما حرك الهواء البالطو ظهر تحته جوب فوق الركبة والبالطو يصل إلى منتصف الساق. وكشف الهواء أيضا عن بوت عالي الكعب والكعب مدبب.. ولا أعرف كم عدد المقالات والكتب التي تحدثت عن الكعب العالي وكيف أنه مثير جنسيا وكثير من الصور والمجلات الجنسية تعرض المرأة عارية تماما إلا من حذائها الطويل..
ولا شك أنه عبقري الذي اخترع الكعب العالي ليجعل جسم المرأة يهتز ويترجرج.. فاذا ارتفع الكعب وارتفع ذيل الجوب إلى ما فوق الركبة فقد التقى الجنس والقوة معا..
والسيدة كونداليسا رايس قالت أكثر من مرة أن لها ساقين جميلتين، هاتان الساقان نتيجة بطولاتها في الانزلاق على الجليد. ولا بد أن اصابعها قد صارت ناعمة نتيجة عزفها على البيانو.. وطبيعي ما دامت هذه السيدة قوية فسوف تتغزل فيها الأقلام. وهي تقبل ذلك وترى أن التواضع لا معنى له..
وكما أنها حطمت حاجز اللون والجنس فصارت هذه المرأة القوية، فكذلك ملابسها السوداء وخطوطها العسكرية تؤكد لنا أنها قوية خشنة تريد أن تبدو ذات ملامح صارمة أقوى من العسكريين الذين استقبلوها في المطار وفي أي مكان..
وكان الرئيس الفرنسي ميتران قد وصف مرجريت تاتشر وهي المرأة الحديدية البريطانية بأن لها عيني السفاح كاليجولا وشفتي مارلين مونرو وكانت تاتشر هي الأخرى تعرف ذلك. وتعرف أن في عالم الرجولة لا يفوز الا الرجال الشداد. وكانت مزيجا من الانوثة الرقيقة والرجولة الغليظة!
وقد وصفوا كونداليسا رايس بأنها إذا ضحكت سوف تجد عينين يضحكان من وراء قناع حديدي صارم. فكأنما تتفرج على صورتها في عيون الناس!
صحيح من الصعب أن تكون المرأة قوية مثل الرجال وأنثى رقيقة في نفس الوقت.. ولكنها استطاعت..
ومن ثلاثين سنة عندما أعلن مصمم الأزياء الفرنسي ايف سان لوران أن المرأة يجب أن تواجه الرجل بالرجولة والانوثة معا واخترع لها البنطلون فصارت أكثر اثارة!
ولا يستطيع أحد أن يتحدث عن انوثة كونداليسا رايس من دون أن يؤدي ذلك الى أزمة سياسية ولا خوف مما أقول هنا فلم يعد لدينا مجال لأزمة سياسية جديدة.. وقديما قال المتنبي:
وكنت اذا اصابتني سهام تكسرت النصال على النصال
الشرق الاوسط |