المؤتمر نت - العنصرية ضد مسلمي فرنسا تزيد بنسبة 251% كشف تقرير أصدرته لجنة حقوقية مستقلة في فرنسا تضاعف الأعمال العنصرية ضد رموز الإسلام في هذا البلد بنسبة 251% خلال عام 2004 مقارنة بعام 2003، مشيرا إلى أن عناصر وجماعات تنتمي لليمين المتطرف هي المسئول الأول عن تلك الأعمال العدائية.
ودعت "اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان" في تقرير قدمته لرئيس الوزراء الفرنسي "جون بيير رافاران" الحكومة الفرنسية إلى سرعة التحرك من أجل محاصرة هذه الظاهرة التي تشكل خطورة على الأمن في البلاد.
وقالت اللجنة التي تحظى بدور استشاري لدى السلطات الفرنسية في تقريرها الصادر يوم 21-3-2005: "مستويات الأعمال العنصرية المعادية للأجانب وللسامية وصلت لمستويات قياسية غير مسبوقة في فرنسا عام 2004".
وأضاف التقرير أن الأعمال العنصرية الموجهة "ضد رموز الإسلام بصفة خاصة تضاعفت بنسبة 251% خلال عام 2004 مقارنة بعام 2003 لتجاوز كل أشكال العنصرية (ضد رموز الديانات) الأخرى".
وذكر التقرير أن المواطنين ذوي الأصول المغاربية كان لهم النصيب الأكبر من التعرض لأعمال عنصرية؛ حيث تعرضوا لـ595 اعتداء في عام 2004 مقابل 232 حادثة في عام 2003.
وأشار التقرير إلى أن الأعمال العنصرية بصفة عامة والموجهة ضد المسلمين والأفارقة واليهود قد تضاعفت بشكل عام؛ حيث بلغت 1565 عام 2004 مقابل 833 واقعة اعتداء عام 2003.
ورأى التقرير أن "العنصرية الموجهة ضد رموز الإسلام تنطلق من الخلط بين المهاجرين والمسلمين والإسلاميين، وبين ما هو ثقافي وما هو ديني".
اليمين المتطرف متهم
وجاء في التقرير أن جماعات اليمين المتطرف تعتبر المسئول الأول عن الأعمال العنصرية ضد المسلمين بنسبة 59%، مشيرا إلى أن النقاش الوطني الجاري في فرنسا حول الهجرة والعلمانية، وانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي غذى هذه الأعمال العدائية ضد المسلمين.
وبحسب التقرير يبقى المسلمون هم الهدف الأول لاعتداءات جماعات اليمين المتطرف رغم تعرض بعض مقابر اليهود وأماكن عبادتهم لأعمال عنصرية أيضا، وجاء في التقرير: "من الواضح أن اليمين المتطرف يستهدف اليهود بصفة أقل من استهدافه للعرب والمسلمين".
إلا أن التقرير أشار إلى أن من جملة 209 أشخاص وقع اعتقالهم على خلفية أعمال معادية للسامية في فرنسا؛ فإن 104 هم من العرب المسلمين، وأرجع التقرير ذلك إلى "انعكاس ما يجري في منطقة الشرق الأوسط على فرنسا".
وسرد تقرير "اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان بفرنسا" أبرز الأحداث العنصرية التي وقعت خلال عام 2004، بداية بالهجوم الذي تعرض له شاب من أصل مغاربي يوم 21-1-2004 من قبل جماعة تنتمي إلى اليمن المتطرف في قلب باريس، مرورا بتفجير ممتلكات للمغاربيين في جزيرة كورسيكا يوم 14-5-2005 ورسم 48 صليبا معقوفا على مسجد بمدينة ليل شمال فرنسا يوم 2-8-2004، وصولا إلى الهجوم بالضرب المبرح على امرأة محجبة في مدينة "دنان" شمال فرنسا من قبل جماعة تنتمي إلى اليمين المتطرف يوم 28-12-2004.
كورسيكا
واعتبر التقرير أن جزيرة كورسيكا جنوب فرنسا كانت المسرح الأساسي للكثير من الأعمال العنصرية خلال عام 2004 ضد المسلمين.
ومن بين الأحداث التي شهدتها كورسيكا محاولة اغتيال استهدفت محمد الأطرش إمام مسجد مدينة "سارتين" في شهر نوفمبر 2004.
ويبلغ عدد المسلمين بالجزيرة نحو 20 ألفا معظمهم من المغاربة يمثلون نحو 10% من إجمالي عدد سكان الجزيرة.
أما عدد دور العبادة فلا يتجاوز الخمس عشرة، كلها عبارة عن أقبية عمارات قديمة، ولا يملك المسلمون الكورسيكيون أي مسجد بمعناه الطبيعي.
تفادي مصطلح الإسلاموفوبيا
وتفادى التقرير استعمال مصطلح "الإسلاموفوبيا"، وتعني الخوف المرضي من الإسلام، والذي أثير جدل كبير بشأنه في فرنسا حيث اعتبره البعض من "اختراع" الإسلاميين من أجل تقديم أنفسهم كضحية.
وأثبت الصحفي الفرنسي المختص في الأديان في صحيفة "لوموند" الفرنسية "إكسافيية ترنيزيان" في كتابه "فرنسا المساجد" أن أول استعمال "للإسلاموفوبيا" كان في أوائل العشرينيات من القرن الماضي، حينما استعمله أحد الرحالة الفرنسيين في الجزائر للإشارة إلى الخوف من الإسلام من قبل السلطات الاستعمارية.
المصدر إسلام اون لاين
|