الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 04:58 م
ابحث ابحث عن:
ثقافة
الأربعاء, 30-مارس-2005
المؤتمر نت - عبدالرحمن السماوي -
ثمر الكلام الناضج عند الشاعر عمار النجار
في ديوان "الصيرورة شجرة تثمر فؤوساً" لعمار النجار نلمس بأصابع أرواحنا الإنسانية والحياة والوجود، والتأمل، والتكوين، لكل ما هو موجود في الحياة.
كلمات فيها فلسفة واعية، كلمات بسيطة تهمس لنا برنين موسيقٍي مفعم بالطفولة وجماليات الأشياء:
قالت الفراشة
أنا المسافة بين الدودة
ولهب القنديل
قالت الشجرة:
أنا المسافة
بين بذرتين
إن كمية المعاني التي نحصر عندها انفعالاتنا، تجعلنا نرتجف لهمسها البنفسجي فتعيد لنا القريرة والتنفس الجميل. هذه المعاني تشملنا في كل الاتجاهات وتحدد لنا الطبيعة وما هو موجود من فن في الطبيعة.
تأخذنا هذه المعاني إلينا لتعطينا وعياً فنياً وفلسفياً وعاطفة يشارك فيها الإنسان من حوله:
الطائر دخل من النافذة.
الطائر خرج من النافذة
بين دخوله وخروجه
نَقًَر قبعاتهم جميعاً
إلا أنا
ربما لأني كنت بلا قبعة
ربما لأني ما كنت معهم
سيعود الطائر
سيجدهم قد غادروا
والنافذة سيجدها موصدة
قصيدة عمار النجار لوحة بارعة، نقرأ فيها الماء واهتزاز الوردة.
قصيدة نفتح أمامك نوافذ أبدية، تشم رائحة العشب، والضوء والحب:
انظر للجميلة نظرة واحدة
قبٍّلها قبلة واحدة
لا تهز الجذع مرتين
وإلا سقطت
من الصفصافة الكبيرة ورقة
الورقة التي تأكل طرفها دودة
الدودة التي يقضم ذيلها طائر
الطائر الذي تلتصق بريشه الجهات
الجهات العالقة
بالأبد
وقصيدة عمار النجار، كهرباء جميلة، تهزنا وتأخذنا لحدود الأشياء، والفكرة، والمعنى، والصورة، نجدها في جوهرة هذا الشعر الرائع، كلمات تصنعنا وتحدد ملامحنا وتحدد لنا تعريفاً:
الشجرة الحكيمة
أثمرت بلا بل
العابرون قطفوا كل الغناء
نحتو أسماءهم القاتمة
على الجذع
فقط عند يباس الشجرة
تنطلق البلابل في السماء
فقط عند موت البلابل
ينطلق غناء الشجرة في السماء

مهمة قصيدة النجار، كمهة الفراشة متنقلة بين الجبل والحقل تضع فمها على الزهر وتجمع ما جنته من رحيق وعطر لتعطيه لنا فيها بعد:
تجلّي
علي ورقة في الحديقة
يلمع ضوء القمر

ما إن فتحت جارتي
شباكاً
حتى لمعت
كل أوراق الحديقة




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر