الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 10:31 ص
ابحث ابحث عن:
دين
الثلاثاء, 10-مايو-2005
المؤتمر نت - احد مساجد سنغافورة المؤتمر نت -
مسلمو سنغافورة والاندماج في المجتمع
يشعر مسلمو سنغافورة أنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع الذي يعيشون فيه بالرغم من كون الدولة علمانية وليس لها ديانة رسمية، ويرجع الفضل في ذلك، كما يقول وزير مسلم في هذا البلد، إلى احترام الحكومة لهوية الأقلية المسلمة واحتياجاتها الدينية، والدعم المادي والمعنوي الذي تقدمه الحكومة لأفرادها بهدف دمجهم في المجتمع.
و قال د. يعقوب إبراهيم وزير البيئة والموارد المائية والوزير المسئول عن شئون الأقلية المسلمة في سنغافورة لموقع اسلام اون لاين: "مجتمع مسلمي سنغافورة يشعر دائما بأنه جزء من الأمة"، وأرجع ذلك لعدة عوامل ترجع إلى الستينيات من القرن الماضي عندما أصبحت سنغافورة دولة مستقلة.
وأوضح إبراهيم: "عندما حصلنا على استقلالنا عام 1965 اتخذت الحكومة قرارات هامة في العديد من القضايا القومية التي تعد -من وجهة نظري- قرارات صائبة، فعلى سبيل المثال تقرر أن تكون اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية للبلاد بالرغم من أنها لم تكن لغة سائدة آنذاك، فاللغات السائدة هي اللغة الصينية ولغة الملايو واللغة الهندية، لكننا اخترنا الإنجليزية حتى لا نكون منحازين لأية مجموعة".
وخلال اللقاء تحدث إبراهيم عن الحياة اليومية لمسلمي سنغافورة وكيف يتعاملون مع متطلباتهم الدينية في ظل النظام العلماني للدولة، وقال: "عندما قررت الحكومة بادئ الأمر إقرار العلمانية كنظام للدولة، وضعت في اعتبارها احترام حقوق مختلف الأقليات، بما في ذلك المسلمون".
وتابع: "فالدولة توفر لنا كمسلمين أراضي في كل ولاية بسعر معقول لبناء مساجدنا، والحمد لله استطعنا بناء 21 مسجدا جديدا، وبذلك أصبح لدينا الآن 68 مسجدا".

وتطرق الوزير المسلم يعقوب إبراهيم -الذي يعيش في حي تسكنه أغلبية من أصل صيني- إلى بعض الخطوات التي اتخذتها الحكومة من أجل مساعدة الأقلية المسلمة لسد احتياجاتها الدينية ليتمكنوا من أداء دورهم كمواطنين.
ويقول إبراهيم: إن أهم ما قدمته الحكومة لأفراد المجتمع المسلم في سنغافورة هو سماحها باستقطاع ما بين نصف دولار ودولار واحد شهريا من رواتب العمال والموظفين المسلمين لإضافتها إلى صندوق تمويل بناء المساجد.
وأضاف: "نحن نجمع حوالي 4 ملايين دولار كل عام، وهو ما مكننا من بناء 21 مسجدا جديدا. وبالطبع هذه المساجد تساعد المسلمين على تدريس تعاليم الدين لأبنائهم من خلال "المدارس الدينية" التي تمولها المساجد.
وأوضح: "تلك المدارس تعلم أبناءنا كيف يصلون ويصومون، وبالإضافة إلى ذلك تقدم برامج دينية للكبار، كما يقوم المسجد حاليا بإنشاء صندوق يمول رحلات الحج من خلال جزء من مخصصاته.
وأكد إبراهيم أهمية هذه المساجد لحياة المسلمين في سنغافورة وقال: "استطعنا من خلالها أن نثبت وجودنا ونؤكد هويتنا".
وقال إن الحكومة أيضا ساعدت المسلمين على تكوين مجلس خاص بهم وهو "مجلس سنغافورة الديني الإسلامي".
وقال الحاج "محمد عالمي موسى" رئيس المجلس في حوار مع إسلام أون لاين.نت: إن المجلس يتولى جمع الزكاة وتوزيعها على المسلمين وبناء المساجد وتمويل صندوق الحج وإنشاء المدارس الإسلامية وإرسال بعثات طلابية إلى الأزهر في مصر ليصبح الطلاب فيما بعد أئمة ومُفتين.

لا وجود للإسلامفوبيا

وتمثل سنغافورة استثناء من موجة معاداة المسلمين التي ضربت مناطق كثيرة من العالم في السنوات الأخيرة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.
فعندما بدأت وسائل الإعلام العالمية في استخدام مصطلحات معادية للإسلام مثل "الإرهاب الإسلامي" و"المسلمين الإرهابيين"، اتخذت الحكومة إجراءات سريعة وحاسمة لاحتواء الآثار السلبية التي يمكن أن تؤثر على الأمن الاجتماعي والوئام بين أعراق الشعب.
وقال إبراهيم: يكاد مسلمو سنغافورة لم يتأثروا بأحداث 11 سبتمبر وما تبعها من إقدام البعض على تشويه صورة المسلمين ووصمهم بالإرهاب.
وقال: إن الحكومة طلبت من النواب البرلمانيين تشكيل لجان في الدوائر التي يمثلونها تختص بالعلاقات بين الأعراق والعلاقات بين الأديان، وتهدف تلك اللجان إلى تجميع الناس وتوضيح أي سوء تفاهم بينهم.
وقال محمد بواد إبراهيم، مراسل صحيفة "سنجابور برس هولدينجز" لـ"إسلام أون لاين.نت": المسلمون في سنغافورة لم يواجهوا أية صعوبات كالتي واجهتها الأقليات المسلمة في معظم دول العالم بخصوص الإسلامفوبيا وتشويه صورة المسلمين، وأرجع ذلك إلى نشاط المسلمين وتواجدهم كجزء لا يتجزأ من المجتمع.
وفي سؤال حول شكل وطبيعة الحياة التي تعيشها الطوائف المتنوعة، قال إبراهيم: الحكومة قررت في وقت سابق وضع نظام عام يحكم قضية الإسكان، حيث تتبنى الحكومة سياسة "الإسكان الشعبي" التي تهدف إلى دمج الطوائف والأعراق المختلفة التي تعيش في البلاد، وطبقا لتلك السياسة يعيش المسلمون والصينيون والهنود سويا في نفس الولايات ونفس الأحياء السكنية.
ويضيف: "بالتالي يتعرف الناس على بعضهم؛ بينما يمارس كل منهم أسلوب حياته الخاص، فمثلا أنا كمسلم أذهب إلى نفس الأسواق التي يذهب إليها جيراني الصينيون والهنود. وأنا أستطيع شراء اللحوم الحلال، بينما هم يمكنهم أن يشتروا لحم الخنزير".
وتقع سنغافورة في جنوب شرق آسيا، وهي عبارة عن أرخبيل (مجموعة) من الجزر بين ماليزيا وإندونيسيا يبلغ إجمالي مساحتها 692.7 كيلومترا مربعا، حيث تحتل اليابسة مساحة 682.7 كيلومترا مربعا، أما المياه التي تتخلل الجزر فمساحتها 10 كيلومترات مربعة.
ويتراوح عدد المسلمين في سنغافورة ما بين 450 ألفا إلى 500 ألف، وهو ما نسبته من 14% إلى 15% من إجمالي عدد السكان الذي يقدر بين 3 و4 ملايين نسمة.
ويمثل الصينيون نسبة 76.7% من سكان هذا البلد، والملايو 14%، أما الهنود فتبلغ نسبتهم 7.9% والباقي (1.4%) ينتمي إلى أعراق أخرى.
ويمثل البوذيون الصينيون الأغلبية، يليهم الملايو المسلمون، ثم المسيحيون والهنود والسيخ والطاويون والكونفيوشسيون.
ونشأت سنغافورة كمستعمرة تجارية بريطانية عام 1819، ثم انضمت إلى الاتحاد الماليزي عام 1963 لكنها انفصلت عنه بعد سنتين.
وأصبحت سنغافورة واحدة من أكثر بلدان العالم ازدهارا بفضل علاقاتها التجارية القوية، ويعادل نصيب المواطن في هذا البلد من الناتج المحلي الإجمالي ما يحظى به المواطن في أوربا الغربية، وفقا لإحصاءات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
وتتمتع سنغافورة ببيئة شفافة خالية من الفساد، وبأسعار مستقرة، ويعتمد اقتصادها بشكل كبير على الصادرات، خاصة في مجال الإلكترونيات.











أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر