الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 10:24 ص
ابحث ابحث عن:
دين
الأربعاء, 11-مايو-2005
المؤتمر نت - حمود عباد -وزير الاوقاف المؤتمرنت- الاسلام اليوم -حاوره- محمود بيومي -
وزير الأوقاف: المسلمون لا يعانون أزمة منهج، وإنما أزمة فكر وأزمة تعامل!
قال وزير الاوقاف والارشاد حمود عباد "ان المسلمين لا يعانون أزمة منهج، وإنما يعانون أزمة فكر وأزمة تعامل.. فالمنهج موجود بيننا، وهو القرآن الكريم والسنَّة النبوية الشريفة، وما خلفه لنا أسلافنا من منابع فكرية واجتهادية.. فأزمتنا الماثلة تتجسّد في افتقادنا أداة توصيل هذا المنهج الإسلامي إلى المسلمين ، بسبب استيرادنا المناهج الغربية، وما تحمله من أيديولوجيات، توسّع الهُوّة بين المسلمين والعمل بأحكام دينهم" .
واضاف عباد "بالرغم من الجهود الإصلاحية، التي يبذلها المسلمون في مناطق متعددة فإن القائمين على أمر هذه الإصلاحات، لا يزالون في أسر المناهج الغربية- للأسف الشديد - وقد أدّى غياب المنهج الإسلامي إلى تشعّب دروب التيه، الذي يُلاحق المؤسسات الإسلامية..
وتابع عباد في حوار مع موقع "الاسلام اليوم " ندرك أن مناهج الإصلاح في ديارنا الإسلامية يجب أن تُستمد من جذورنا الإسلامية الصحيحة.

ولاهمية ما جاء في الحوار يعيد "المؤتمرنت" نشره:

بداية نسألكم عن أهميّة دور المسجد في حياة الأمة الإسلاميّة وترشيد الشباب المسلم وحمايتهم من الانحرافات الفكريّة..؟
لا شك أن للمسجد مكانة خاصة في حياة المسلمين..باعتباره أهم مراكز الإشعاع الحضاري والثقافي لدى المسلمين .. ومن أهم أدوات تثبيت العقيدة في قلوبهم.. وقد أكد تاريخنا الإسلامي عبر الفترات التاريخيّة المختلفة أن المساجد كانت جامعات إسلامية مفتوحة.. تخرّج فيها الأئمة المحققون في مختلف المعارف والعلوم وقد امتدت رسالة المسجد التنويرية حتى يومنا هذا.. ولأهمية المسجد في تاريخ الأمة الإسلامية.. بدأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عمارة مسجده الشريف بعد الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة.. وكان هذا المسجد أول جامعة إسلامية تخرّج فيها على يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أئمة علوم القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف وعلماء الإسلام وحماة الشريعة الإسلامية.. الذين رووها لمن بعدهم من التابعين.. كما كان المسجد النبوي الشريف محل بعث البعوث والسرايا وعقد الاجتماعات للدفاع عن الإسلام والمسلمين.. لقوله تعالى: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله... ) – [التوبة: 18] – وقوله تعالى: )في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة...) –[النور:36-37] – وقوله صلى الله عليه وسلم:" إذا رأيتم الرجل يتعاهد المسجد فاشهدوا له بالإيمان" – رواه الترمذي والحاكم –
فالمسجد بحق هو مصنع علماء الإسلام الذين انتفعت الأمة بعلومهم عبر المراحل التاريخية المختلفة.. وما أحوج المسلمين اليوم أن يُعيدوا لبيوت الله تعالى مكانتها ورسالتها المرموقة.
إصلاح التعليم والإعلام

ينادي البعض بضرورة إصلاح المناهج التربويّة والإعلاميّة في بلدان العالم الإسلامي، وتخليصها من الشوائب التغريبيّة.. فكيف ترون سبل الإصلاح في هذا المجال؟
نعلم جميعا أن مناهج التعليم وبرامج الإعلام في ديار المسلمين.. يجب أن تكون مستمدة من أصول الدين الإسلامي، النابع من كتاب الله- تعالى- وسنّة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأن الإسلام مبني على درء المفاسد، وجلب المنافع للناس كافة، كما أنه الدين الداعي إلى حفظ الأموال والأنفس والأعراض والعقول، ومن هنا.. فإن أي عمل تربوي أو إعلامي لا يرتكز على الأصول الإسلامية الحكيمة فلا خير فيه.. فالرسول- صلى الله عليه وسلم - يقول : " إنما بُعِثْتُ؛ لأُتمَََََّّمَ مكارمَ الأخلاقِ" رواه الحاكم والطبراني والبيهقي، ومن خرج عن دائرة المكارم الإسلامية أو تنكّر لها فهو خارج عن العقل والشرع.
فعلى كل مؤسسات التربية والتعليم والإعلام في ديار المسلمين.. أن تعمل على تثبيت المكارم الأخلاقية الفاضلة في نفوس المسلمين.. والمعروف أن التربية الإسلامية الصحيحة، هي التي غيّرت الدنيا بأسرها وحوّلتها من دار حرب إلى دار أمن ووفاق طوال فترة الحكم الإسلامي.. واستمرت بهم تلك الحال، حتى تغيّر منهج التربية في ديار المسلمين.. بسبب وقوع بلدان العالم الإسلامي في براثن المستعمر، الذي غزا ديار الإسلام عسكرياً، ثم غزاها فكرياً وثقافياً- بعد ذلك - عن طريق الترويج لثقافاته، التي تتعارض مع مفاهيم ديننا الإسلامي الحنيف.. وعلينا أن نواصل مسيرة استرداد هويتنا الإسلامية في جميع المجالات.. ومن ثم تكون وسائل الإصلاح المنشود متوافرة في أيدي المسلمين في كافة المجالات ، يقول تعالى: (ولكن الله حبَّبَ إليكم الإيمانَ، وزَيَّنه في قلوبكم، وكرَّه إليكم الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ، أولئك هم الراشدون) [ الحجرات: 7]، فلو عاد المسلمون إلى منابع الإسلام، وأخذوا منه مناهج تربيتهم وتعليمهم وإعلامهم.. لوضعوا أيديهم على المنهج الأصيل الكفيل بنجاح جميع خططهم الإصلاحية ومشروعاتهم التعليمية والإعلامية.. ونحن ندرك أن المشكلة، التي يعاني منها المسلمون اليوم تتركز في غياب المنهج الإسلامي القويم، ولا يجب أن تغيب مقررات الإسلام ومفرداته عن المسلمين في حياتهم اليومية و في كل شؤونهم.

مواجهة الأزمات والتحديات

تواجه الأمة الإسلامية العديد من التحديات والأزمات.. فما هو السبيل لمحاصرة كل هذه التحديات الشرسة؟
بداية.. لا بد أن نؤكد أن المسلمين لا يعانون بسبب أزمة منهج، وإنما يعانون أزمة فكر وأزمة تعامل.. فالمنهج موجود بيننا، وهو القرآن الكريم والسنَّة النبوية الشريفة، وما خلفه لنا أسلافنا من منابع فكرية واجتهادية.. فأزمتنا الماثلة تتجسّد في افتقادنا أداة توصيل هذا المنهج الإسلامي إلى المسلمين ، بسبب استيرادنا المناهج الغربية، وما تحمله من أيديولوجيات، توسّع الهُوّة بين المسلمين والعمل بأحكام دينهم
وبالرغم من الجهود الإصلاحية، التي يبذلها المسلمون في مناطق متعددة فإن القائمين على أمر هذه الإصلاحات، لا يزالون في أسر المناهج الغربية- للأسف الشديد - وقد أدّى غياب المنهج الإسلامي إلى تشعّب دروب التيه، الذي يُلاحق المؤسسات الإسلامية.. ونحن ندرك أن مناهج الإصلاح في ديارنا الإسلامية يجب أن تُستمد من جذورنا الإسلامية الصحيحة.
فإذا أجدنا التعامل مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.. أمكننا تحقيق ما نصبو إليه من خلاص من ويلات المشكلات والأزمات التي تواجهنا.. فحين تخلّت الأمة عن مناهجها الربانيّة -في معالجة المشكلات، وتركت زمام هذا الأمر بيد أعدائها وخصومها- ساءت أحوال المسلمين في كافة المجالات.. يقول تعالى: (يا أيَُّها الذين آمنوا لا تَتخِذوا عَدوي، وعَدوكم أولياءَ، تُلقون إليهم بالمودة...) [الممتحنة:1].

إعلام إسلامي قوي

تُعتبر وسائل الإعلام المعاصر من أهم منابر الدعوة الإسلامية.. فكيف نصوغ إعلاماً إسلامياً قوياً، يمكنه نشر الوعي الديني الصحيح، ويحمي المسلمين من الانحرافات الفكرية؟
لا شك أن الإعلام من أهم وأنفع وسائل الإصلاح وبناء الأخلاق، علاوة على ما يقوم به من إيصال المعلومات إلى الناس، ويجب أن تكون وسائل الإعلام في البلاد الإسلامية غير تابعة لوسائل الإعلام الغربي.. فلا تنشر ما لا يجوز نشره من أخبار مغرضة، أو تحقيقات صحفية ماجنة.. فما أروع الإعلام إذا كان إسلامياً! متوخياً خدمة الدين والمجتمع، عن طريق نشر ما يؤدي إلى التمسك بفضائل الدين الحنيف والتصدي للغزو الفكري الذي يعادي الإسلام والمسلمين.. وما أقبح الإعلام الذي لا يحترم أصول الدين، ولا يرعى حرمة الأخلاق، ولا يتقيد بشرع، ولا قانون إسلامي.. ولا يبالي بما أُصيب به المسلمون في أوطانهم من الأعداء المعتدين على الأخلاق، والمروجين للرذائل!! وما أقل نفع وسائل الإعلام في ديار المسلمين، إن هي ظلت تابعة للمنهج الإعلامي الغربي!!
إن القرآن الكريم -الذي أنزله الله تعالى على نبيّه، صلى الله عليه وسلم - فهدى به الناس منذ أكثر من أربعة عشر قرناً، هو نفس القرآن الكريم الذي يهدي الإنسان في عصر الفضائيات، فالقرآن الكريم، هو كتاب الله تعالى، الذي أنزله لهداية البشرية، عبر المراحل التاريخية المختلفة.. ولا يمكن أن يدّعي إنسان عصر الفضائيات أن المحرّمات خاضعة للتطوير؛ لتصبح حلالاً مع الأيام.. فالحلال بيّن والحرام بيّن.. والمسلم الحق لا يملك إلا الانقياد لأمر الله تعالى في أي عصر من العصور.





أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر