المؤتمر نت- تقرير-جميل الجعدبي -
(500) الماني يقرأون (الانتولوجيا) ودار نشر ترفض (يموتون غرباء)
قال باحث ألماني في مجال الأدب العربي إن الكاتب اليمني محمد عبدالولي وقع ضحيةً لإهمال دار نشر عربية مقرها في ألمانيا؛ حيث أصدرت له رواية "صنعاء مدينة مفتوحة" مع تشويه لاسم المؤلف الذي ظهر على غلاف الرواية باسم "محمد عبدالمولى".
وكشف الباحث والمترجم الألماني الدكتور "جونتر اورت" -في محاضرة له اليوم بصنعاء- عن رفض دار نشر – لم يسمها- نشر رواية "يموتون غرباء" لنفس الروائي اليمني بحجة ضعف بنية الرواية -رغم أهميتها من ناحية الموضوع والأحداث – حسب رأي جونتر- قائلاً: "ورأيت في هذه الحجة بعض الحق. بالرغم من كونها أهم رواية يمنية على الإطلاق".
وفي سياق حديثه عن العوائق أمام نجاح الأدب العربي في الخارج قال الدكتور "جونتر" إن أكثر المؤلفات العربية تنشر دون مراجعة "لأن الكاتب العربي -كما يبدو- يرفض أن يشكك أحد في قدراته،كما أن الناشر لا يرغب في زيادة التكلفة نتيجة إنشاء هيئة تحرير لكل كتاب" منوهاً، بهذا، الصدد، إلى أن كتاب "الأرض يا سلمى" للأديب اليمني محمد عبدالولي -الذي نشرته دار العودة اللبنانية- حمل صفة راوية "رغم أنها مجموعة قصصية".
وفي المحاضرة التي نظمتها وزارة الثقافة والسياحة صباح اليوم بقاعة بيت الثقافة في العاصمة صنعاء -تحدث الأكاديمي الألماني عن الصعوبات التي واجهها حينما فكر في تقديم كتاب عن الأدب اليمني: "لم يقل لي أحد في بداية التسعينيات أن أذهب إلى اليمن، وابحث عن أدب هناك، بل أنا الذي طرحت فكرة تأليف بحث في الأدب اليمني، وقررت ترجمة بعض القصص اليمنية".
ويعتقد المترجم "جونتر" أن الأعمال اليمنية -التي قام بترجمتها- هي على مستوى رفيع؛ مشيراً إلى أنه حاول تقديم صورة متنوعة وشاملة –إلى حد ما- عن الأدب القصصي اليمني: "أخترت أدباء من كل أنحاء اليمن،وقصصاً تدور أحداثها في الريف، وفي المدينة.. قصصاً قديمة وحديثة، سياسية، وفكاهية، وقصصاً كتبها رجال ونساء".
مؤكداً أن ترجمته لتلك القصص لم يدر عليه أي أرباح، لكنه يشعر -بعد سنين طويلة قضاها في دراسة القصة اليمنية -بضرورة نشر بعض نماذجها للجمهور الألماني.
وخلال حديثه عن إقبال الجمهور الألماني لقراءة الكتب العربية، واليمنية خاصة، قال "جونتر اورت" أن ما بين (400-500) نسخة، هي التي بيعت خلال سنة من كتاب "الانثولوجيا" وهو الكتاب الوحيد لقصص يمنية مترجمة إلى الألمانية، والذي يعود عنوانه إلى مجموعة"للوجوه والأمكنة" لعز الدين سعيد أحمد.
وخلال محاضرته المعنونة بـ"ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الألمانية" قدَّر "جونتر أورت" عدد كتب الأدب العربي الموجودة في البلدان، الناطقة بالألمانية بنحو (500) كتاب أدبي لكتاب عرب باللغة العربية؛ منوهاً إلى أن ما تُرجم منها عن اللغة العربية هو حوالي (200) كتاب فقط؛ بينما البقية ترجمة عن الفرنسية.
وأضاف إن ثلاثة أرباع الكتب المترجمة عن العربية، قصص وروايات تتوزع على كل من: (79) كتاباًمن مصر، (28) من لبنان، (23) من فلسطين، (9)من العراق، و(15) من سوريا؛ بينما يقل عدد الكتب المترجمة من بقية البلدان العربية عن عشرة لكل بلد.
وقضى "جوتنر أورت" فترة طويلة في اليمن في سياق إعداده لرسالة الدكتوراه التي نالها عام 1997م، من جامعة برلين عن بحثه، في القصة اليمنية المعاصرة.
يشار إلى أن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في صنعاء اصدر نتائج بحث "جونتر" العام الماضي في كتاب بعنوان "دراسات في القصة القصيرة" عن دارعبادي للدارسات والنشر.
وجاء كتاب الأنثولوجيا" لـ"جو نتر أورت" بعنوان "وجوه وأمكنة" مستوحىً من مجموعة قصصية لعز الدين سعيد أحمد. كما يحوي ترجمات لقصص قصيرة لكل من "محمد عبدالولي- عبدالكريم الرازحي- أحمد محفوظ عمر- عز الدين سعيد أحمد ونبيلة الزبير؛ بالإضافة إلى رواية "السماء الثلاثة" لسعيد عولقي.
وبدأ د."جونتر اورت" عهده باللغة العربية عام 1983م، حباً في التعرف على كل ما هو غير مألوف، وانفتاحاً على ما هو مختلف عن بيئته المعتادة، ثم أكمل دراسته في مصر، وسوريا؛ حيث نال درجة الماجستير في الفنون عام 1990م مختصاً في الأدب العربي المعاصر، وبعد دراسات في اليمن ونيله درجة الدكتوراه من جامعة برلين الحرة عن الأدب اليمني، عمل د. "جونتر اورت" متفرغاً كمترجم في مجالات عدة في ألمانيا وعددٍ من الجامعات العربية.