محمد علي الـشهاري* - رسالة إلى (الثورى)!! كنا نتوقع أن تصدر الزميلة "الثوري" وشعبنا اليمني العظيم يعيش ابتهاجات العيد الوطني الـ15 لإعادة تحقيق وحدة الوطن وقيام الجمهورية اليمنية وقد حفلت بالموضوعات المعبرة عن تلك الأفراح البهيجة التي تعم الوطن اليمني من أقصاه إلى أقصاه ولكن يا أسفاه خابت توقعاتنا وذهب الظن الحسن بالصحيفة والقائمين عليها إدراج الرياح..
فقد حفل عدد "الثوري" عشية العيد السعيد وكما هي بقية أعدادها السابقة بذلك القبح الأسود من الكراهية والأحقاد والضغينة والرغبة العدوانية القاتلة لتشويه أي شيء جميل للإساءة للوطن..
ونثرت "الثوري" في كل صفحاتها تقريباً بتلك السوداوية الكريهة التي أفرزتها نفوس عليلة مليئة (بصديد الحقد) على الوطن ووحدته ..وكم أشفقت على هؤلاء من عبدة الشيطان الذين غمسوا أقلامهم في قلوبهم ليمارسوا علناً ومع سبق الإصرار والترصد طقوسهم السادية والماشوسية الشاذة لتعذيب الذات وجلد الوطن وأهله في يوم عيدهم عسى أن يعكر ذلك بهاء العيد وينال صف أفراحه..
وكم بدى هؤلاء مثيرين للشفقة والرثاء وهم يظنون أن صخب "أبواقهم" وانحرافات أفكارهم الظلامية والغارقة في أوحال ماضيهم يمكن أن تنال من عزيمة الشعب أو تزيف وعيه..ناسين أو متناسين عمداً أن الشعب الواعي يعرف من هم وما هي حقيقتهم؟ وتاريخهم؟ وأهدافهم؟ ومراميهم؟ وفي أي فلك يسبحون؟! وأي وادٍ هم فيه يهيمون!
ومن المؤسف أن تكون الزميلة "الثوري" هي الناطقة باسم الحزب الاشتراكي الذي كان ذات يوم الشريك في تحقيق المنجز العظيم الذي أعاد للوطن لُحمته بعد ليل التمزق وللتاريخ اليمني اعتباره وأعاده إلى مجراه الصحيح وجسد الطموح الوطني للعبور الآمن نحو مستقبل زاهر للوطن عنوانه العزة والكرامة والقوة والشموخ والتقدم والازدهار لكل أبنائه..
وهو ذات "الحزب" الذي سمح لبعضٍ من قيادته المتنفذة أن تقوده إلى هاوية سحيقة ومنزلق خطر بعد أن استبدت بها الأطماع والأوهام للنكوص عن الوحدة والتآمر عليها في محاولة لإعادة عقارب الساعة في الوطن للوراء .. غير مدركة بأن الوحدة إرادة شعبية واعية واستحقاق وطني تاريخي غير قابل للتفريط فيه .. أو السماح بالمساس به من قبل أياً كان ومهما كان!
ولهذا تبددت أحلامهم وتبخرت أوهامهم على صخرة الوعي الوطني التي تكسرت عليها كل ما خططوا له ودبروا له من المؤامرات والدسائس..
وحيث رحل هؤلاء واستقروا بفعلتهم الشنعاء في مزبلة التاريخ وبقي الشعب ووحدته التي عمدها بدمائه الزكية وتضحياته الغالية..وكم أشفقت على أولئك الذين ما زالوا في الحزب لم يتعلموا من دروس التاريخ وعبره شيئاً ولم يستوعبوا بعد حقائق الواقع من حولهم وفي مقدمتهم أولئك القائمين على الزميلة "الثوري" إن كان ما زال لها قائمون عليها فعلاً يوجهون بوصلتها..
وكم أشفقت عليهم وهم يسبحون ضد التيار الوطني الجارف ويحرثون في بحر "الأوهام المريضة" التي تصور لهم الأشياء على غير حقيقتها وتخلق لديهم الظنون بأن هناك فعلاً من يصدق "أكاذيبهم" ويستجيب لمحاولاتهم تزييف الحقائق أو أن هناك بالفعل من يسمع صوتهم المبحوح أو يتأثر بما يهرطقون به من ترهات وأكاذيب!..ولم يجد هؤلاء لأنفسهم وقتاً يقفون فيه بموضوعية وعقلانية واتزان لتقييم ذاتهم وتصرفاتهم ومواقفهم وليعرفوا حقيقة حجمهم وواقعهم ومكانتهم لدى جماهير الشعب .. وعلى أي أرضية هم يقفون بالفعل؟ فلربما لو فعلوا ذلك وليتهم يفعلون ذلك ولو لمرة واحدة لأدركوا ماذا ينبغي عليهم أن يفعلوا؟ وأي سلوك غير سوي يجب أن يتخلوا عنه وأي طريق صحيح يجب أن يسلكوه!.. وهذا ما نتمنى أن ينبري له (العقلاء) و"الوطنيون" والمجربون في "الاشتراكي" من أجل تصحيح مثل تلك "التشوهات" التي ظلت تلازم مسيرة هذا الحزب الوطني العتيق وتاريخه وقزمت دوره ومكانته وجعلته للأسف "منقاداً" دون بصيرة لأولئك الذين أخذتهم العزة بالإثم .. وافتقدوا الإدراك الصحيح أين تكمن مصلحة الحزب بل أين تكمن مصلحة الوطن الذي ناصبوه العداء دون مبرر وهم بذلك ربما يظنون جهلاً أو عناداً وبعض الظن إثم أنهم إنما يسيرون في الطريق الصحيح حتى وهم يشاهدون آثار تلك الحرائق التي يشعلونها بين حين وآخر والتي كثيراً ما اكتووا بنيرانها الملتهبة..وحسب كل منهم نفسه بغباء نادر أنه نيرون روما الذي أحرقها وجلس على أطلالها مستمتعاً بمنظر الخراب والحرائق وهو يعزف على قيثارته لحن الموت والدمار..وليت هؤلاء يعلمون أنهم ليسوا نيروناً ولا الوطن روما..وعسى الله أن يعيد لهم رشدهم (ووعيهم الغائب) ويهديهم سواء السبيل ..
وكل عيد والوطن الغالي والشعب اليمني العظيم في أزهى حال وأروع مقام..وألف ألف خير.
* نقلاً عز صحيفة "26 سبتمبر" |