الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:39 ص
ابحث ابحث عن:
عربي ودولي

الشرق - القطرية

السبت, 28-مايو-2005
المؤتمر نت - صحيفة الشرق القطرية طلعت رميح -
57 عاماً على إسرائيل: هل خرجت من مأزقها التاريخي ؟!
فى مناسبة احتفال إسرائيل هذا العام بمرور 57 عاما على إعلان تأسيسها فى 14 مايو 48، فان السؤال الأساسي هو: هل تخلصت إسرائيل من مأزقها التاريخى أم أن مأزقها قد تعمق، ذلك أن الحكم على ظاهرة بوزن إنشاء دولة من العدم - كما هو حال إسرائيل - لا يكون من خلال متابعة الأحداث التفصيلية من حروب وانتصارات وهزائم أو من وقائع وتصريحات وصراعات تكتيكية، بقدر ما يكون من خلال تحديد الملامح العامة للتحديات التى واجهها المشروع وما إذا كان قد نجح فى حل معضلات وجوده، حيث إن الفارق بين الدولة العادية الطبيعية المؤسسة بحكم وقائع التاريخ والجغرافيا، فى وضع استراتيجيتها الكلية وبين الدولة غير الطبيعية بحكم وقائع التاريخ والجغرافيا، هو أن الدولة الطبيعية تواجه تحديات طبيعية وتضع طرقا لحلها، بينما الدولة غير الطبيعية يكون معيار نجاحها هو معيار تثبيت وجودها وإنهاء عوامل عدم طبيعيتها لتتحول إلى دولة طبيعية.
والمأزق التاريخى لإسرائيل هو أنها دولة لم تنشأ بصفة تاريخية أو كتطور طبيعى لحالات نشوء الدول، بل هى دولة تم جلب مكونها البشرى من الخارج وتأسيسها على مقومات غير طبيعية من خلال طرد السكان الأصليين وتثبيت السكان الجدد مع إنهاء الصفة الطبيعية للمكون السكانى والبشرى والحضارى للدولة السابقة. وإذا قارنا بين المأزق التاريخى لنشأة الولايات المتحدة ونجاحها فى التحول إلى دولة طبيعية مقارنة بإسرائيل وجنوب أفريقيا نجد أن المشكلة الرئيسية التى تواجه إسرائيل وواجهت النظام العنصرى فى جنوب أفريقيا وقضت عليه هى أن سكان الأرض الذين جاءت محاولة إبدالهم وإنهاء وضعهم الطبيعى،كانوا فى الحالة الأمريكية سكانا بلا امتداد فى المحيط أو لم تكن لهم هوية حضارية ممتدة ومتجذرة فى محيط غير مسيطر عليه، ولذلك نجحت الولايات المتحدة فى إنهاء حضارة الشعب القديم - الهنود الحمر بالإبادة حيث قضى نحو 100 مليون إنسان - وتشكلت الدولة الجديدة بينما لم يتمكن الاستعمار الاستيطاني فى جنوب أفريقيا - وهو نفس سبب فشل التجربة الفرنسية فى الجزائر - من تحقيق ذلك بحكم الامتداد الجغرافى الحضارى ومكون الهوية العميق والظروف التاريخية.

وقد ترتب على هذا المأزق وارتبط به،أن إسرائيل جاءت كدولة ذات وظيفة محددة داخل الاستراتيجية الأوروبية (أو الغربية)، عند نشأتها وعبر حالة تأسيسها،وواصلت الارتباط باستراتيجيات الدول الغربية،بما جعلها دوما داخل إطار هذه الاستراتيجيات مهما كانت قوتها الذاتية تتأثر بتبدلاتها على الدوام.

واليوم وبعد مرور 57 عاما فان السؤال الذى مازال يواجه إسرائيل هو هل نجحت فى الخروج من مأزقها التاريخى؟


الوضع الديمجرافى هو أن إسرائيل خسرت المعركة

فى مثل هذا النمط من تأسيس الدولة، يكون النمط الديمجرافى هو العامل الحاسم فى تحديد ما إذا كانت الدولة الجديدة قد نجحت فى الخروج من مأزقها. وإذا كانت الولايات المتحدة نجحت فى تغيير النمط البشرى والسكانى، وأصبح الهنود الحمر حضارة منتهية، فان الوضع فى فلسطين وبعد مرور 57 عاما يثبت أن المشروع الصهيونى ما يزال فى مأزقه التاريخى إن لم يكن فعليا يمكن القول بان إسرائيل خسرت هذه المعركة.

لقد قامت فكرة الدولة الصهيونية على إبدال السكان الأصليين - طردا أو ابادة - فترافقت عمليات الهجرة من دول العالم لليهود مع عمليات الطرد المبرمج والمنظم للسكان العرب، ومع ارتكاب جرائم الإبادة والتطهير العرقى. جرت عمليات الهجرة منذ بداية تنفيذ وعد بلفور وتحت الرعاية والحماية البريطانية مع تمكينه اليهود والصهاينة من الأرض ومن مفاصل الاقتصاد إلى أن جرى ما هو معروف من إنهاء الانتداب والانسحاب وتسليم الأسلحة والمطارات للجانب الصهيونى - بعد الحرب العالمية الثانية -قبل بدء الانسحاب من المناطق الموجود فيها السكان العرب الأصليون، ووقتها - وقت إعلان قيام إسرائيل - كان عدد اليهود على الأرض الفلسطينية قد بلغ نحو 800 ألف يهودى، ومن بعدها سخرت إمكانيات الدولة الجديدة فى زيادة عدد المهاجرين عبر مراحل متعددة ومن مختلف مناطق العالم، مع استمرار عمليات طرد الفلسطينيين خاصة خلال حرب عام 1967.

غير أن الحصيلة النهائية الآن لمعركة الإحلال السكانى والبشرى والحضارى من الزاوية الاستراتيجية، تظهر أن إسرائيل لم تنجح حتى الآن فى إنهاء هذا المأزق التاريخى إن لم يكن من الممكن القول بأنها هزمت فيها. لقد ارتفع عدد اليهود على الأرض الفلسطينية من 800 ألف إلى نحو 5.4 مليون يهودى على الأرض الفلسطينية الآن، وذلك فى مقابل 5.2 مليون فلسطينى (منهم 2.3 مليون نسمة فى الضفة ومنهم 1.4 مليون فى غزة، إضافة إلى نحو مليون فلسطينى يعيشون داخل الاراضى الفلسطينية)، بما يعنى أن الفلسطينين أصبح عددهم الآن بين الضفة والبحر نحو 4.7 مليون نسمة،يضاف إليهم نحو 250 ألف مسيحى ودرزى و250 ألف عامل اجنبى داخل إسرائيل وهو ما يجعل البعض يرى أن عدد السكان بات متعادلا بين الطرفين رغم ما جرى، بل أن هناك من الخبراء الاسرائيلين - الخبير الجغرافى والديمغرافى البروفيسور ارنون سوفير من جامعة حيفا - يرى أن اليهود حاليا لا يمثلون الأغلبية بحكم وجود نحو 300 ألف من المهاجرين إلى إسرائيل من الاتحاد السوفييتى ليسوا يهودا أو يوضعون فى خانة غير اليهود.

والأهم هنا هو أن التقديرات الإحصائية تشير إلى أن المأزق التاريخى سيتحول فى المرحلة المقبلة إلى نجاح مطلق لصالح السكان الفلسطينيين، حيث تشير نسب النمو السكانى، إلى أن معدل الولادة لدى الفلسطينيين تأتى للحياة سنويا بنحو 160 ألف فلسطينى بينما الإسرائيليون لا يزيد معدل الولادة لديهم على 90 ألف اسرائيلى سنويا، وهو ما يجعل الخبراء جميعهم يتحدثون على أن اليهود بين النهر والبحر سيكونون أقلية - بغض النظر عن الفئات الأخرى اى أمام الفلسطينيين العرب وحدهم - خلال 10 سنوات.

هذا بالإضافة إلى أن الذين طردتهم إسرائيل من مدنهم وقراهم ما يزالون حتى الآن رافعين لشعار حق العودة، وهم وان كانوا يعيشون فى البلاد العربية أو خارجها فإنهم لم يفقدوا هويتهم أو جنسيتهم إلى درجة أن الفلسطينيين الذين هاجروا إلى دول أوروبية وغربية وحصلوا على جنسياتها بات الكثير منهم يعيش فى داخل الاراضى المحتلة فى عام 48 يذهبون ويعودون إلى دول المهاجر لمجرد تغيير تأشيرات بقائهم.


المحيط الحضاري

أدركت إسرائيل إدراكا أعلى من اى طرف آخر أن العمق الحضارى العربى، يظل هو الفارق بين تجربتها وتجربة تأسيس الولايات المتحدة، بحكم أنها تحاول تأسيس دولة دينية وسط محيط حضارى دينى آخر وبحكم حالة العداء التاريخية، ولذلك هى لم تر أن الصراع بينها وبين المحيط - سواء كان الهدف هو إنهاء مأزقها التاريخى على ارض فلسطين أو لتأسيس دولة إسرائيل الكبرى - هو صراع سياسى بالمعنى المتعارف عليه فى العلوم السياسية أو بالمعنى العسكرى التقليدى. كان المحيط الحضارى هو المأزق التاريخى الثانى الذى واجهته إسرائيل ولذلك هى أسست قوتها العسكرية على أسس هزيمة المحيط كله وأيضا هى رأت أن قضية اللاجئين الفلسطينيين هى قضية تصل خطورتها إلى درجة الموت والحياة بحكم الترابط الحضارى بين المحيط واللاجئين الذين هم منهم، وكذلك هى وضعت خططها على إخضاع المحيط بصورة مستقبلية دائمة مع إدراك بأن اى تغيير موازين القوى فى اى مرحلة يعنى نهايتها.

وقد نجحت إسرائيل فى ضرب القدرات العسكرية العربية فى المحيط خلال حروب عامى 56 و67، كما هى غزت لبنان واحتلته .وهى من بعد نجحت فى عقد اتفاقات سياسية لإنهاء دور المحيط الحضارى فى مأزقها، غير انه ورغم كل هذه النجاحات، فان المأزق التاريخى على هذا الصعيد لم يحل وفى أكثر من اتجاه، إذ أن تجربتها فى الصراع مع المحيط ثم قبول تسويات سياسية لم تنجح فى تحويلها إلى دولة طبيعية فى المنطقة بحكم الرفض الشعبى لها لأبعاد حضارية شاملة، وكذلك هى لم تنجح فى إذابة الفلسطينيين فى محيطها الحضارى خارج الاراضى الفلسطينية، وكذلك هى اضطرت إلى رسم حدودها مع كل من مصر والأردن - منهية بذلك قانونيا فكرة الدولة الإسرائيلية من النيل إلى الفرات ولو مؤقتا - وهى كذلك انسحبت من أراض احتلتها. غير أن الأهم فى أبعاد المأزق مع المحيط الحضارى هو أنها وجدت نفسها،تفكر رغم كل ما مضى من حروب فى وضع استراتيجية تقوم على صراع شامل مع المحيط، بهدف إنهاء المسألة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية ذاتها، بما اظهر استمرار مأزقها، إذ كشفت استقالة دوجلاس نيث مهندس حرب العراق فى البنتاجون أن هذا الرجل كان شارك فى عام 1996 وبناء على طلب من نيتانياهو فى وضع استراتيجية جديدة لإسرائيل تحت عنوان "التحوّل الجذري، استراتيجية «إسرائيلية» جديدة لحماية الدولة" A Clean Break: A New Strategy for Securing the Realm اقترحت تجاوز النطاق الإسرائيلي الفلسطيني وشطب المسألة الفلسطينية من المعادلة انطلاقا إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط بعد ضرب العراق وسوريا، الخ. والعمل بمفهوم الضربات الاستباقية.


أوروبا وأمريكا المأزق المتحول

كان البعد الثالث فى المأزق التاريخى لإسرائيل منذ قيامها، هو أنها دولة وظيفية بحكم أنها تأسست بأيد أوروبية وبحكم الانتماء الحضارى الأوروبى أو الغربى عموما - تعيش فى محيط جغرافى لا يقبلها - فهى إذ كانت تحقق لليهود بناء دولة لهم إلا أنها لم تكن دولة يمكن لها أن تقوم أو تستمر دون وجود واستمرار حاجة ومصلحة الدول الغربية والاستعمارية وأنها مهما بلغت من درجات القوة العسكرية والعلمية ومن أسس بناء دولتها ومقومات أوضاعها الداخلية فإنها لا يمكن لها أن تعيش طويلا إذا رفع غطاء الدعم الغربى عنها. لقد بدأت بوعد من بريطانيا ضمن صراعات أوروبية - أوروبية، وأعلنت ضمن استراتيجية الاستعداد للانسحاب العسكرى الأوروبى من المنطقة العربية بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد تأسيسها تولت كل الدول الأوروبية الكبرى دعمها تحقيقا لمصالحها، فكان لها المفاعلات النووية من فرنسا والدعم المالى والسياسى ومن ألمانيا الخ، ومع انتقال ثقل موازين القوة إلى الولايات المتحدة فى العالم الغربى، أصبحت إسرائيل ولاية أمريكية كما يقال. وكانت إسرائيل فى هذا الوضع محمية على المستوى الدولى،سواء على صعيد مجلس الأمن أو على صعيد الدعاية الإعلامية أو على صعيد الحماية الديبلوماسية.

غير أن هذا العامل وبقدر ما وفر لإسرائيل من احتمالات وضمانات الحياة والقوة، إلا انه كان بحد ذاته مأزقا فى نفس الوقت. فعلى الرغم من كل ما تم إمداد إسرائيل به، ورغم كل التقدم الذى حققته إسرائيل من خلال الدعم المالى والعسكرى والعلمى والتقنى، إلا أن إسرائيل ظلت فى حقيقتها جانبا من مصالح العالم الغربى تتأثر أوضاعها باستراتيجيات هذه الدول ومصالحها فى المنطقة، كما هى ظلت دولة غير قادرة على العيش بمفردها.

والآن وبعد 57 عاما فان إسرائيل لم تتمكن من الخلاص من هذا المأزق، بل إن المتابع لما بات يصدر من آراء وما يشهده الوضع الغربى والامريكى بات يجد مؤشرات على أن هذا المأزق فى طور التصاعد وليس العكس.

لقد كانت إسرائيل من قبل هى دولة مسلم بوجودها غربيا على المستوى الرسمى والشعبى،كما كانت هى الدولة الأولى المعتمدة فى تشكيل وتنفيذ استراتيجيات الدول الغربية فى المنطقة العربية، غير أن النظرة الأوروبية لها لم تعد كما كانت سواء بسبب اختلاف آليات ضمان المصالح الأوروبية فى المنطقة، أو بسبب الاختلافات بين المصالح الأمريكية والأوروبية فى المنطقة أو لعدم قدرة إسرائيل على الخروج من مأزق الثنائية - وهو ما انعكس فى مشروعات مختلفة لترتيب المنطقة بين الشرق أوسطية والمتوسطية - وكذلك لأن الحروب التى جرت مؤخرا أثبتت أن إسرائيل لم تنجح فى العمل بمفردها أو لم تمكنها أوضاعها من القيام "بالعمل" على أن يجرى دعمه، حيث اضطرت الولايات المتحدة مرتين خلال عقد من الزمان للتدخل بقوتها العسكرية مباشرة فى المنطقة - 2003 - 1991 ضد العراق على خلاف مشاركة إسرائيل فى حرب عام 56 التى كانت فيها هى رأس الرمح فى المعركة، وحتى على عكس الدور الذى لعبته الإمدادات الأمريكية للقوات الإسرائيلية فى عام 67. كما أنها الآن تقف فى نفس الحالة تقريبا فى حالة إيران - إذ يعنى قيام إسرائيل بعدوان مباشر ضد إيران أن حزب الله وسوريا سيكونان فى المواجهة -ومن ثم فان موضوع الملف النووى الايرانى، الذى تبذل فيه أوروبا الدور الأكبر مع الولايات المتحدة والذى تضطر إسرائيل فيه للبقاء خلف الستار.

ومعنى ذلك كله أن إسرائيل لم تنجح حتى الآن في الخروج من مأزق الدولة الوظيفية ولم تتمكن من القدرة على الحياة بمفردها والأخطر أن صورة إسرائيل التى نسجت كحالة مضطهده وكحالة تحقق مصالح أوروبا - وتتعرض للأذى العربى لهذا السبب - باتت صورتها مهتزة بحكم أفعالها ولظهور تيارات وأفكار جديدة ترى فى الدور الإسرائيلى خطر على مصالح أوروبا بل تتحدث عن أن قيامها نفسه كان خطأ تاريخىا. ففى مقابل الصورة القديمة بات هناك من يصرح علنا بذلك - كما هو الحال فى تصريحات رئيس الوزراء الفرنسى الأسبق ميشيل روكار - وبان إسرائيل هى حالة شاذة وأنها قامت على نزعة عنصرية وأنها خطأ تاريخى، أو كما هو الحال فى ظهور شخصيات مثل جالاوى أو عمدة لندن تقف مع الحق العربى كما كان صدور قرار من محكمة العدل الدولية بعدم شرعية بناء الجدار الفصل العنصرى - فى 9 يوليو 2004 - مؤشر على تحولات اكبر.


المأزق الأخطر

وفى كل ذلك يظل المأزق الأخطر الذى لم تتمكن إسرائيل من إنهائه هو فكرة الحق التاريخى لها فى الأرض وعدم شرعية الحق الفلسطينى. ومن يتابع التطور الاستراتيجي للحالة الفلسطينية يجد أنها حالة صاعدة بينما الحالة الإسرائيلية هى حالة هابطة. فبغض النظر عن المعارك العسكرية والنجاحات والانتصارات والقتل والذبح -كانت الأقلية العنصرية فى جنوب أفريقيا على نفس الحال بما فى ذلك فى امتلاك السلاح النووى - فان القضية الأهم دوما هى قضية إرادة الطرف الآخر ومدى ما يحققه من إنجازات حتى ولو كان ذلك عبر عشرات السنين. والمتابع لتطور الحالة الفلسطينية فى جانب الهوية يلحظ أن الهوية الفلسطينية باتت تتبلور بشكل أعمق مما كانت عليه فى الفترة التى قامت فيها دولة إسرائيل، سواء كان ذلك بين عرب 48 الذين باتوا أكثر إدراكا لأهمية التنظيم السياسى داخل إسرائيل وأكثر دفاعا عن حقوقهم وأكثر مساهمة فى نضال الشعب الفلسطينى أو فى مجال الدفاع عن هويتهم المستقلة أو فى مجال تعميق الهوية الحضارية ارتباطا بأمتهم.كما يلحظ أيضا أن الدفاع الفلسطينى عن الأرض وعدم القبول بمسألة التهجير أصبح أعلى من السابق إذ لم تنجح كل المذابح وكل عمليات هدم المنازل بالآلاف وعمليات التهويد فى القدس فى هزيمة الإرادة الفلسطينية. وأيضا يلحظ المتابع أن إسرائيل باتت معرضة من الداخل إلى تشققات حول اتجاه المشروع الصهيونى حيث تصاعد الصراع، بين فرقه وتجمعاته كانت طلقة البداية فى تخلخل ظاهرة الإجماع الوطنى هى طلقات اغتيال رابين،التى تتصاعد منذ فترة ومؤشرها الأهم وضوحا الآن هو الفارق بين مصلحة المشروع الصهيونى فى الانفصال عن غزة ومصلحة المستوطنين فى غزة،كما يوجد خلاف داخلى متصاعد حول استراتيجية التعامل مع المحيط،كما يتشقق المجتمع الصهيونى بين العلمانيين والدينيين.. الخ.

كما يلحظ أيضا أن الصراع على المستوى العسكرى بات يتصاعد باتجاه مضاد حيث لم تعد الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 48 خارج دائرة الصراع وهى التى كانت منذ عام 48 وحتى الانتفاضة الثانية فى سبتمبر 2000 خارج دائرة الصراع على الأرض فباتت ميدانا للصراع. لقد كانت الحروب دوما تخاض خارج الأراضي المحتلة فى عام 48 هكذا جرت حروب 56 و67 و73، غير أن المنحنى تغير،وعلى صعيد العمل العسكر الفلسطينى فقد كان مجهوده الرئيسى هو الصراع من الحدود - الأردنية واللبنانية - ثم عاد الأمر إلى صراع عسكرى فى الضفة وغزة وممتدا إلى الأراضي المحتلة فى عام 48.
الشرق القطرية






أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر