المؤتمرنت - الرئيس الموريتاني يزور تعز يواصل الرئيس معاوية ولد سيدي احمد الطايع رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية والوفد المرافق له زيارته لليمن لليوم الثالث على التوالي ، حيث قام امس بزيارة إلى محافظة تعز أطلع خلالها على معالم المدينة السياحية والحضارية والتاريخية.
وزار الرئيس الموريتاني جبل صبر ومنتزه الشيخ زايد بن سلطان السياحي, حيث تبادل في تلك الأثناء الأحاديث مع احمد عبدالله الحجري محافظ المحافظة الذي قدم له شرحاً عن الطبيعة السكانية والمناخية لمحافظة تعز , وكذلك عن مراحل بناء منتزه الشيخ زايد بن سلطان الذي يعد أحد المعالم السياحية البارزة في جبل صبر، والذي تقدر تكلفته نحو 15 مليون دولار بتمويل من صندوق أبو ظبي للتنمية .
كمازار رئيس موريتانيا شركة الألبان والأغذية الوطنية بالمنطقة الصناعية بالحوبان واستمع من - علي محمد سعيد انعم عضو مجلس الشورى رئيس مجموعة هائل سعيد انعم, إلى شرح عن مراحل تطور الشركة والمصانع التابعة للمجموعة,التي تعد من أقدم المجموعات الصناعية في اليمن .
وكان قد عقدت مساء أمس جلسة مباحثات يمنية موريتانية موسعة برئاسة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والرئيس معاوية ولد سيدي احمد الطايع رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية ، جرى خلالها بحث العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين وسبل تطويرها بالإضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وفي الجلسة ألقى الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية كلمة رحب في مستهلها بالرئيس الموريتاني والوفد المرافق له في موطنهم الأول بلد الأجداد.
وقال رئيس الجمهورية " إن هذه الزيارة لها أهمية كبيرة وتأثير كبير في نفوس كل أبناء اليمن الذين يكنون للأشقاء في موريتانيا قيادة وحكومة وشعبا كل التقدير والإعجاب والاحترام .
وأضاف قائلا / أن علاقات البلدين علاقات جيدة ومتميزة، ومبنية على الثقة والتعاون في شتى المجالات ، ونتابع باهتمام أعمال اللجنة المشتركة اليمنية الموريتانية ، وقد وجهنا الحكومة بمتابعة وتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه في اجتماعات اللجنة اليمنية الموريتانية.
وأكد تعاون اليمن مع الأشقاء في موريتانيا ومع الأسرة الدولية إزاء مكافحة الإرهاب باعتبارها مهمة كبيرة تستدعي تكاتف الجهود الدولية كافة لإنجاحها .. مشيرا إلى انه وجه الأجهزة
الأمنية بالتعاون الأمني وتبادل المعلومات مع الأشقاء في موريتانيا لما فيه خدمة أمن واستقرار البلدين وخدمة الأمن والسلم الدوليين. . مؤكدا إن الجمهورية اليمنية شريكة مع الأسرة الدولية إزاء مكافحة الإرهاب .
وقال " نقدرللرئيس الموريتاني دوره الإيجابي والفاعل سواء كان في اتحاد المغرب العربي أو الاتحاد الإفريقي" .
وأضاف : نحن في المشرق العربي لابد أن نقف إلى جانبكم لمساعدتكم في أفريقيا لما لذلك من أهمية دور وعمل إيجابي لصالح الأمة العربية ولصالح الإسلام والمسلمين.
و أشار الرئيس على عبد الله صالح إلى إن هذه الزيارة التاريخية سيكون لها أثرها في المستقبل في تعزيز وتطوير مجالات التعاون القائمة بين البلدين الشقيقين ، معبرا عن التطلع إلى اليوم الذي سيقوم فيه بزيارة الجمهورية الإسلامية الموريتانية بما يصب في خدمة المصالح المشتركة للبلدين.. وتطرق فخامته إلى القضايا والتطورات على الساحتين العربية والدولية وفي مقدمتها التطورات في فلسطين والعراق ومواقف الجمهورية اليمنية إزاءها, مؤكدا على أهمية تنسيق مواقف البلدين إزاء كل من شأنه تعزيز التضامن ومسيرة العمل العربي المشترك وبما يخدم مصالح الأمة .
من جهته تحدث الرئيس معاوية ولد سيدي احمد الطايع رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية بكلمة أعرب في مستهلها عن سعادته بزيارة اليمن التي يكن لها الموريتانيون مشاعر خاصة .. مؤكدا عمق الروابط وصلة المحبة والقرناء بين الشعبين اليمني والموريتاني .
وقال " إننا تابع بإعجاب الإنجازات العظيمة التي تحققها الجمهورية اليمنية الشقيقة تحت قيادة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وأبرزها إعادة تحقيق الوحدة التي احتفل الشعب اليمني قبل أيام بعيدها الـ 15 وكذلك الجهود المبذولة للنهوض بالبلاد على جميع الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية لتمكين اليمن من تعزيز
موقعه في مصاف الأمم وإعطاء زخم جديد لدوره التاريخي كمد للحضارة ومصدر إعزاز للثقافة العربية "
وأستطرد قائلا " لقد شهدت العلاقات اليمنية الموريتانية تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة ، وتجلى ذلك في عقد الدورة الأولى للجنة المشتركة للتعاون في منتصف شهر أبريل الماضي حيث تم التوقيع على بعض
الاتفاقيات الهامة في العديد من المجالات الاقتصادية والفنية والتجارية بالإضافة إلى تنظيم فعاليات تبرز الملامح الثقافية والحضارية المشتركة للبلدين " معبرا عن ثقته بان هذه الزيارة ستعطي دفعا جديد للتعاون بين اليمن وموريتانيا ليرتقي إلى مستوى العلاقات القائمة بين شعبي البلدين الشقيقين .
وقال " إن بلداننا تواجه تحديا كبيرا يتمثل في تنامي ظاهرة العنف والتطرف التي تهدد سلامة وأمن مواطنينا وتسيء إلى قيمنا الدينية والأخلاقية فضلا عن ما تتركه من مخاطر على المواطن العربي وممتلكاته
في العالم الأمر الذي يستوجب نبذ ظاهرة التشدد والإرهاب وترسيخ مبادئ التسامح والانفتاح واحترام النفس البشرية وفقا لتعاليم ديننا الحنيف "
وأضاف " إن العالم العربي بحاجة اليوم إلى تعبئة كافة طاقاته على طريق التقدم والنماء حتى يؤمن حياة افضل لمواطنيه ويضطلع بدور فاعل على الساحة الدولية ، وذلك يقتضي مزيدا من التعاون والتنسيق بين الدول
العربية وترسيخ التضامن والتعاضد فيما بينها ".
وعبر الرئيس الموريتاني "عن الأمل في تسارع الجهود التي تقوم بها الجامعة العربية لتطوير العمل العربي المشترك بعد الخطوات الهامة التي قطعت في هذا الاتجاه خلال قمة الجزائر الأخيرة سيما ما يتعلق بإنشاء برلمان مشترك ولجنة لمتابعة القرارات وإقامة نظام جديد للتصويت ".
وتابع قائلا " لقد أحرزت الدول العربية تقدما ملموسا في مجال الإصلاح والتحديث من خلال تنظيم انتخابات وتطوير العمل المدني المؤسسي بما يراعي خصوصيتها " . . مشيرا في هذا الخصوص إلى أن" اليمن كانت
من بين الدول التي بادرت في وقت مبكر إلى إقامة نظام ديمقراطي تعددي" وتطرق الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع إلى التطورات على الساحة العربية حيث أكد دعم بلاده للجهود التي يقوم بها الرئيس
الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لاستئناف المفاوضات مع الإسرائيليين لإرساء عملية السلام بما يقرب أمد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة طبقا لقرارات الشرعية الدولية .
وبخصوص الوضع في العراق عبر الرئيس الموريتاني عن أمله في أن يسترجع هذا البلد الشقيق كامل سيادته وان يعيش في سلام وأمن واستقرار .
وحول أزمة دار فور قال إن موريتانيا تدعم الجهود التي يقوم بها الاتحاد الأفريقي لاستئناف المفاوضات والتوصل إلى حل سلمي يضمن وحدة السودان الشقيق وأمنه واستقراره . .
وعبر الرئيس الموريتاني في ختام كلمته عن جزيل الشكر والامتنان لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح وشعبنا اليمني لما لقيه والوفد المرافق من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
هذا وقد جرى خلال الجلسة بحث سبل تعزيز العلاقات الأخوية ومجالات التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين وبما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين اليمني والموريتاني .. في ضوء النتائج التي حققتها اجتماعات الدورة الأولى للجنة اليمنية الموريتانية المشتركة المنعقدة في نواكشوط خلال الفترة 15إلى 17 أبريل 2005م .
وأكدا الجانبان الحرص على الدفع بالعلاقات الأخوية وتعزيز التعاون بين البلدين وتطويره في مختلف المجالات وبما يحقق كافة الأهداف المنشودة .
كما أكدا على أهمية الدفع بالقطاع الخاص ورجال الأعمال في البلدين لإقامة مشاريع اقتصادية مشتركة تعزز الشراكة بين البلدين والشعبين الشقيقين .
كما جرى تبادل وجهات النظر والتشاور إزاء المستجدات الإقليمية والعربية والدولية التي تهم البلدين الشقيقين والأمة العربية وفي طليعتها التطورات في فلسطين والعراق .. والسبل الكفيلة بتعزيز مسيرة التضامن والعمل العربي المشترك ، بالإضافة إلى بحث جهود البلدين في مجال دعم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب .
وقد قلد الرئيس أخاه الرئيس الموريتاني وسام الجمهورية اليمنية من الدرجة الأولى وهو أعلى وسام في الجمهورية ، فيما قلد الرئيس معاوية ولد سيدي احمد الطايع أخاه الرئيس علي عبدالله صالح وسام الاستحقاق الوطني ( الوشاح الكبير ) وهو أعلى وسام في الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
المصدر سبأ
|