المؤتمر نت- عارف أبو حاتم - الرعدي .. المناضل الحزين المنسي: شكراً قبل الرحيل أقامت مؤسسة العفيف الثقافية يوم الثلاثاء الماضي حفلاً تكريمياً احتفاء بالمناضل المعروف محمد أحمد الرعدي حضره الأخ خالد عبدالله الرويشان وزير الثقافة والسياحة، والأخ أحمد جابر عفيف رئيس المؤسسة راعي الحفل وعدد من المسؤولين والمناضلين والمثقفين الإعلاميين.
وفي الحفل ألقيت عدد من الكلمات المشيدة بمواقف الأستاذ الرعدي النضالية والوطنية في الدفاع عن الوطن وثورته السبتمبرية المجيدة، كما أشادت الكلمات بالدور الثقافي للأستاذ الرعدي من خلال نشره للمعرفة والوعي في أوساط المناضلين أو من خلال ترجمته لعدد من الكتب أبرزها كتاب من "كو بنهاجن إلى صنعاء" عام 1962م.
وقد ألقى الأخ خالد الرويشان وزير الثقافة والسياحة كلمة أشاد فيها بالجوانب الشخصية للمناضل الرعدي وقال: إن الأستاذ الرعدي رجل لا يعرف الكراهية ولا يعرف الحقد ولا يعرف الحسد حتى لا يعرف الغضب وأنا أعجب كيف استطاع أن يتحمل ما تحمل وأن يصبر ما صبر طوال سنوات طويلة دون أن ينبس ببنت شفة غاضبة أو عاتبة.
وأضاف أن المناضل الرعدي النموذج الذي يجب أن يحتذى به من كل من عرفه ومن كل من لم يعرفه وأتصور أن الإعلام لم يعطه حقه كما يجب.
كما وجه الأخ الوزير بإصدار الطبعة الثالثة من كتاب "من كوبناجن إلى صنعاء".
وألقى المناضل محمد عبدالله الفسيل كلمة استعرض فيها البدايات الأولى للمناضل الرعدي وقال: لقد كان المناضل الرعدي جندياً من جنود الوطن الأحرار يناضل وهو طالب في الثانوية العامة مع الزعيمين الزبيري والنعمان.
ثم بدافع من الإمام أحمد جاء قرار إعادة توزيع الطلاب اليمنيين في القاهرة إلى دول أوربية وأمريكية فكان نصيب المناضل الرعدي الذهاب إلى فرنسا مع رفيقى دربه الأستاذ محسن العيني ويحيى جغمان فالتحقوا بكلية الحقوق في باريس سنة 1955م.. ولكنهم ظلوا على صلة بزعيمي الأحرار الزبيري والنعمان.
وعقب الثورة عُين المناضل الرعدي مديراً عاماً لوزارة الخارجية ثم مستشاراً لسفارة اليمن في بيروت ثم رئيساً للجنة الاقتصادية العليا في حكومة اللواء حمود الجايفي ثم أميناً عاماً بدرجة وزير في حكومة الأستاذ النعمان. وفي مايو 1965م عين رئيساً لمصحلة الضرائب و 1971م صدر قرار جمهوري بتعيينه وكيلاً للشئون السياسية في وزارة الخارجية.
وفي أواخر عام 1971م عين وزيراً مفوضاً في السفارة اليمنية بباريس وفي عام 1982م عمل عضواً في مجلس الشعب التأسيسي وعقب الوحدة عين مستشاراً لرئيس الوزراء وفي الفترة 1994م –1997م عين سفيراً لبلادنا لدى السودان.
بعد ذلك ألقى الأستاذ عبد الباري طاهر كلمة السفير يحيى العرشي بالنيابة عنه جاء فيها أن النشاط التوجيهي الواعي المدرك كل ذلك من خلال محاضراته وندواته ولقاءاته العامة المفتوحة وعبر الأجهزة الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة والعمل الدؤوب في كافة الأجهزة وقد استمر الأستاذ الرعدي في نهجه هذا في المراحل اللاحقة أيماناً منه بأهمية الوعي وتقوية تطلعاتنا الوطنية لبناء الإنسان أولاً وصقل مواهبه وتوظيف ذكائه لما يخدم مصالح البلاد والعباد.
كما جاء في كلمة السفير العرشي أن المناضل الرعدي قد واصل دوره النضالي الوطني في مختلف المراحل وواجه ما واجه من متاعب وكل ذلك لم يثنه عن قناعاته بل عزز من إيمانه بدوره.
ثم قدم السفير على عبد القوي الغفاري كلمة أكد فيها أن المناضل الرعدي مدرسة في النضال والصدق والوفاء والنزاهة والسلوك الرفيع والإنسانية بما تحملها الكلمة من معنى.
وأضاف: إن الحديث عن الأستاذ الرعدي فيه إضاءات تبين حبه للوطن وتجلى ذلك في التزامه الدقيق والرصين بعمله.
تم ألقى الأستاذ أحمد جابر العفيف- رئيس مؤسسة العفيف راعي الحفل- كلمة تطرق خلالها إلى الأدوار النضالية لـ ( الأب البار للأحرار اليمانين الذي شق طريقه كطالب للمعرفة والنور في لبنان والقاهرة أوائل الأربعينيات ثم رحل إلى باريس مدينة النور).
وأضاف : إن المناضل الرعدي قدم ويقدم أنموذج الإنسان الذي يجمع عمق المعرفة بالمزيد من البساطة والتواضع والحب، فهو زاهد بحق لا تغريه المناصب ولا تقلقه النوائب وحياته كلها مليئة بالعطاء والعظة والاعتبار والمثل.
بعد ذلك قام الأخ أحمد جابر العفيف رئيس المؤسسة راي الحفل بمنح المحتفى به المناضل الرعدي ميدالية العفيف الثقافية وشهادة الاستحقاق ومجموعة من إصدارات وهدايا المؤسسة.
ثم ألقى المحتفى به المناضل محمد أحمد الرعدي كلمة،ً شكر فيها المربي أحمد جابر العفيف على هذه اللفتة الكريمة وقال: إنني أعتز بتكريمي لأنه جاء من قبل من أعتز بصداقتهم وممن تفخر بهم اليمن، جاء من قبل الأستاذ أحمد جابر عفيف الذي أهدى لليمن العمل المتميز ( مؤسسة العفيف الثقافية)؟
وأضاف: قليلة هي المرات التي كرمت فيها في حياتي وهذه هي المرة الأولى التي أكرم فيها بهذه الطريقة.. هناك من يقول لي.. في نهاية المطاف وفي نهاية العمر.. تعال هنا.. أين أنت.. أيها اليمني الحزين المنسي القريب البعيد.. الظاهر الخفي لقد آن الأوان أن نقول لك اليوم قبل أن ترحل: شكراً.
|