صنعاء/ المؤتمر نت/ محمد القيداني - التلال على بعد خطوة من اللقب تساقطت جولات الموسم الكروي واحدة تلو أخرى، متناثرة بسرعة الريح على جدول الإحصاء لخارطة الترتيب العام للفرق، راصدة معها للأنفاس. وما بين فريق يبحث عن قشة النجاة وآخر يغني علي ليلاه تظل مقدمة السرب حمراء قانية يغرد فيها أبناء النعاش تاركين لمن خلفهم مساحة للتنافس لما تبقى من مائدة الموسم الكروي في ظل إصرار يوحي بشدة الضمأ التلالي لمعانقة اللقب الأغلى بعد غياب طال لخمسة عشر عاماً عن القلعة الحمراء.
ففريق التلال - والذي مثل العلامة الأبرز لفرق "دورينا" خلال موسم كروي حافل بالتنافس - استفاد من دروس العذاب الكروي لمواسم خلت بات فيها التلال قاب قوسين أو أدنى من اللقب، وإذا به يطير من بين يديه راحلاً للاستقرار في خزانة فريق آخر.
ليطل علينا "الشياطين" - كما يحب البعض أن يسميهم - في هذا الموسم بثوب قشيب وثبات في الأداء، مكنهم من اعتلاء الصدارة مبكراً والحفاظ عليها، مهما اشتدت رياح منافسيهم.
جودة النعاش:
تلك الحلة التي ظهر عليها فريق التلال - وما زال فيها - واثق الخطوة يمشي صوب لقب طال انتظاره لم تأتِ من فراغ وإنما كانت صناعة تحمل طابع الجودة الوطنية لأنامل ربان سفينة الجهاز الفني للتلال عبر مدربهم سامي النعاش والذي أشعل الثقة في مدربينا الوطنيين في ظل تهافت الأندية لاستقدام مدربين من خارج الحدود بالعملة الخضراء لبلاد العم "سام". فتمكن مدرب التلال من إيجاد حالة من التناغم الواضح لخطوط فريقه وفق رؤية فنية مكنته من اعتلاء الترتيب في ظل أداءٍ يقنع المشاهد بأن "الدرع" تلالي النكهة واللون.
محطات تلالية:
التلال، ذلك الفريق الذي يعدُّ من أهم المدارس الكروية في بلادنا تفريخاً للأبطال من ذوي الكعب العالي أمثال جوهرة اليمن الكابتن أبو بكر الماس وغيرهم كُثر على امتداد تاريخ عميد أندية الجزيرة، لتأتي مشاركة التلال عقب قيام الوحدة اليمنية في اعتلاء عرش الفرق بعد حصده للقب الدوري التصنيفي في الموسم الكروي 1990م – 1991م – بعدها بدأت رحلة الشد والجذب بين منصة التتويج وفريق التلال، حيث وصل فريق التلال المنصبة بعدها خمس مرات لكنه لم يحظ خلال المرات الخمس بتذوق حلاوة التتويج. ففي الموسم الكروي 91-92م حل ثانياً مكتفياً بالميداليات الفضية بعدها غاب عن ثلاثي المقدم حتى موسم 96م –97 م عند ما حل ثانياً للمرة الثانية. وفي موسم 2000م – 2001م جاء فريق التلال ثالثاً مكتفياً بالبرونز. وفي دوري 2002- 2003م عاد من جديد ليحتل الترتيب الثاني والوصافة للبطل للمرة الثالثة, وفي الموسم الماضي 2003م – 2004م جاء للمرة الثانية في المركز الثالث فهل يكون الوصول السادس لمنصة التتويج كفيلاً بإذابة عطش جماهير التلال وهم يشاهدون رفاق فتحي الجابر والسريحي وكرامة - والقائمة تطول - يرفعون لقباً طال انتظاره وهم يزينون صدورهم بالذهب.
خمسة في خمسة:
مع انطلاقة الجولة القادمة والتي تمثل العدد الثاني بعد العشرين يبدأ معها العد العكسي لإعلان موعد إسدال ستارة الموسم لأن المتبقي في كشوفات الإياب ليس سوى خمس جولات تحمل معها خمس مباريات لكل فرق الدرجة الأولى وبات على التلال جمع خمس نقاط بالتمام والكمال لإعلانه بطلاً رسمياً لأهم بطولاتنا الرياضية وأكثرها متابعة جماهيرية دون النظر من قبل لاعبيه لنتائج المنافسين. فالتلال جمع (46) نقطة حتى نهاية الجولة الحادية والعشرين وبفارق إحدى عشر نقطة عن فريق شعب إب صاحب الترتيب الثاني وبفارق الأهداف عن الصقر صاحب المركز الثالث والفريقان جمعا (35) نقطة والحسبة تقول في حالة فوزهما في المباريات الخمس المتبقية يصلان إلى النقطة الخمسين.
والتلال في حصوله على خمس نقاط من خمس عشرة نقطة ما زالت أمام لاعبيه. وفي الميدان يصل بها إلى المحطة رقم (51) ضمن جدول نقاط الترتيب. وبحساب نظري يكفي التلال الخروج متعادلاً من لقاءاته الخمس ليتوج بعدها باللقب.
وأجزم بأن أبناء صيرة لن يكتفوا بالنقاط الخمس، رغم أن البطولة ما زالت في ميدان التنافس لأن الجواب يقر أن عنوان ما قدمه الفريق الأحمر من أداءٍ كروي أذاب جليد الشوق لعشاق التلال وفاكهة الموسم دون جدال.
.
. |