الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:32 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الجمعة, 08-يوليو-2005
أمجد ناصر* -
عقاب جماعي لمدينة ناهضت الحرب!
ليس هناك وصف أدق للعمل الارهابي الذي استهدف لندن صباح يوم امس مما قاله عمدة المدينة كين ليفنغستون: لم تطل تفجيرات لندن رئيسا ولا رئيسا للوزراء ولا مسؤولا حكوميا بريطانيا او اجنبيا (ممن يحضرون قمة الثماني في سكوتلندا)، بل ذهب ضحيتها مواطنون عاديون، مسلمون ومسيحيون، هندوس ويهود. مواطنون كانوا يسعون في تلك الصبيحة الدامية الي اعمالهم.
مباشرة.
ومن دون لف او دوران.
بلا ولكن ،
ومن دون تذرّع بالعلل والأسباب،
ينبغي علينا، أيا كانت جنسية مخططي ومنفذي هذا العمل الاجرامي، خصوصا اذا كانوا عربا او مسلمين، ان نقول بالفم الملآن: إن ما حدث في قلب لندن هو عمل ارهابي جبان.
وان مخططيه ومنفذيه هم مجرد قتلة محترفين لا هدف لهم سوي الترويع، ولا قضية عندهم سوي التدمير الأعمي، ولا رغبة حقيقية لديهم سوي تلذذهم برؤية الدم يسيل علي شاشات الفضائيات لينير بحمرته القانية كهوفهم المظلمة.
أصحاب القضايا الفعليون المتضررون من العسف والطغيان، المكتوون بنيران المظالم، الباحثون عن الحق والحرية لا يقومون بأعمال اجرامية جبانة كهذه.
هناك ألف طريقة وطريقة لرد الظلم الي نحره، لطرد المحتل خارج الحدود، لانتزاع الحرية ونيل والحقوق الا هذه الطريقة. فهذه ليست طريق المقاومين ولا المكافحين في سبيل الحرية، بل هي طريقة خفافيش الظلام والمختبئين في كهوف مظلمة بعيدة.
بالفم الملآن،
بألم حقيقي،
بتعاطف من الأعماق مع الضحايا،
وبمواساة قلبية للمدينة العظيمة التي تضم بين جنباتها ملايين الهاربين من جحيم بلدانهم الاصلية،
نقول للذين قاموا بهذه الاعمال الارهابية انكم تعاقبون المدينة التي لم تكل ولم تمل من التظاهر ضد حكومتها الذاهبة الي الحرب.
تعاقبون المدينة التي احتضنت، ربما، اكبر تظاهرة معادية للحرب في تاريخ أية عاصمة غربية:
لندن التي قالت لا كبيرة ومدوية ضد التورط البريطاني الرسمي في حرب ليس فيها للناس العاديين، هنا، ناقة أو جمل.
لكن علي من تقرأ مزاميرك يا داوود؟
علي من؟
علي أولئك الجهلة المتعصبين الذين اختطفوا قضايانا الكبيرة واختبأوا وراءها، أولئك الذين اختطفوا الدين بشطر من آية او حديث؟
فالذين لا يرعوون عن قتل المواطنين العراقيين المسالمين الخارجين من سلسلة حروب مدمرة ولم يهنأوا بلحظة سلام واحدة، لا يمكن ان يوفروا دماء الآخرين.
والذين يخططون عن سابق اصرار وترصد ووعي لإحداث فتنة كبري بين ابناء جلدتهم او اشقائهم لن تأخذهم رحمة بغيرهم.
الذين يقطعون الرؤوس امام الكاميرات ويكفّرون كل من لم يتبع سبيلهم الدموي، لا يجدي معهم رجاء ولا تنتصر معهم حجة.
المطلوب عزلهم ورفضهم وعدم اعطائهم غطاءً من أي نوع ولأي سبب.
ہ ہ ہ
ما كان ينبغي لنا ان ننتظر سقوط مئات الضحايا الأبرياء في مدريد ولندن، وقبلهما في عدد من العواصم العربية، ويوميا في سائر ارجاء العراق، لكي يعلن المثقفون العرب ادانتهم المباشرة، الصريحة، غير الملتبسة لهذه الاعمال والقائمين عليها.
المشكلة ان هناك بيننا مَنْ يبرر هذه الجرائم.
او مَنْ يقول لا ويعقبها بـ ولكن .
ليس في اعمال كهذه ولكن .
ولكن هي تبرير للقتل الاعمي.
ولكن هي مشاركة في القتل.
نقد السياسات الغربية، بل ومقاومتها، عمل مشروع.
ولكن ليس بهذه الطريقة.
نقد موقف الحكومة البريطانية، بل ومقاومة وجودها الاحتلالي في العراق، ايضا عمل مشروع ولكن ليس بقتل العراقيين في الشوارع والمدارس والجوامع والاسواق، ولا في نقل هذه الحرب غير المقدسة الي شوارع لندن.
هناك مقاومة
وهناك ارهاب.
ولا ينبغي لنا ان نخلط بين الأمرين. والاهم، لا ينبغي لنا ان نجد مبررا، أيا كانت الحجة او الذريعة، لاستهداف المدنيين.
ہ ہ ہ
لا ادري ان كان بيان الجماعة التي اعلنت مسؤوليتها عن هذا العمل الارهابي الكبير صحيحا ام لا، ولكنه ان صحّ بنصه الذي نقلته لنا وكالات الانباء فهو ينطوي علي قدر غير مسبوق من احتقار الحياة الانسانية ومن الوحشية والجنون العقلي الصرف.
فأي بشري يزفها هؤلاء القتلة الي العرب والمسلمين؟
قتل أناس من مختلف المنابت والاصول ذاهبين الي اعمالهم في تلك الصبيحة الدموية البائسة؟!
أهذه هي البشري؟
مزيد من تلطيخ قضايانا بدم الأبرياء وتشويه سمعتنا في كل مكان.
وتحويل الاسلام الي عنوان للارهاب.
أهذه هي بشراكم؟
لا بشّركم الله بخير.
* كاتب وشاعر فلسطينى
عن صحيفة "القدس العربى" اللتدنية




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر