تركي السديري -
رجل التغيير في اليمن
أجزم بأن الرئيس علي عبدالله صالح هو واحد من الزعماء القلائل في العالم ممن نجحوا في التعامل مع قضايا شعوبهم ، فقد استطاع أن يرسي قواعد دولة حديثة على الرغم من كل الظروف الصعبة التي مرت بها اليمن في عدة مراحل وهو مالم يقدر عليه العديد من القادة سواء في العالم العربي أو في غيره ممن أتوا لحكم شعوبٍ لها تجارب سابقة ربما تصل إلى مائة عام أو نصف هذه المدة من البناء المؤسسي ولمرتكزات المؤسسات المدنية والقانونية أو النظم الاقتصادية إلى جانب أن بلدانهم قد بدأت فيها مسيرة التعليم الجامعي الذي شمل مختلف العلوم في وقت مبكر إلا أنهم ومع ذلك لم يتمكنوا من جعل الحاضر أفضل من الماضي في أوطانهم..
ومثل هذه النماذج نستطيع أن نراها في كثير من دول العالم وان نكتشف من خلالها قادة يديرون شئون دول لها روافد اقتصادية تعطيها القدرة على حل مشاكلها الاجتماعية ومع ذلك فهي لم تحقق من النجاح ما يتواءم مع إمكانياتها.
وإذاما استشرفنا هذه الصورة وبحقائقها وبتحليل منصف فإنها التي سيظهر فيها الرئيس علي عبدالله صالح كمحارب صلب ضد الأمية وضد الفقر وضد الموروثات السلبية التي ورثتها اليمن والتي لا زالت تحاول أن يكون صوتها أعلى من صوت الولاء لليمن الحديث بتطلعاته وتوجهاته وديمومة إصراره على المضي نحو آفاق الغد الذي تترسخ على أرضيته ملامح الدولة اليمنية الناهضة.
لقد عمل الرئيس علي عبدالله صالح خلال سنوات حكمه الـ27 الشيء الكثير لكي يخرج بالشعب اليمني من قيود الماضي وكان بذالك مؤسساً حقيقياً لتجربة عصرية في بلاده أكان ذلك على نطاق بناء الدولة ومؤسساتها أو على مستوى استحقاقات عملية التنمية خاصة إذا ما تمت المقارنة بمن كانوا قبله في حكم اليمن وما كانوا يتمتعون به من صلاحيات وسلطات فالحقيقة أنه لا يمكن إنكار أن هناك محاولات حثيثة في اليمن للانتقال بمجتمعها إلى مجريات العصر .. وما يلفت الاهتمام لهذا التوجه أنه الذي لم يدع الإمكانيات المادية المتواضعة ومحدودية الموارد تعيقه عن استمرارية المحاولات لتحقيق مقومات النهوض بالواقع اليمني.
ولذلك فإنني اتمنى على كل القوى السياسية والحزبية في هذا البلد الشقيق أن تعطي للرجل أذناً صاغية حتى يتمكن من استكمال مجمل الخطوات التي بدأت مؤشراتها في الظهور وهي خطوات وكما يحتاجها الرئيس علي عبدالله صالح كزعيم حمل راية التغيير فإن الشعب اليمني بكل فئاته هو في حاجة إليها.
وإذا ما خرجنا عن حدود المحاولات الجادة لتطوير البيئة الاجتماعية فإننا لا بد وأن نقف على جانب مهم يتمثل في ذلك الإنجاز الكبير الذي حققه الرئيس علي عبدالله صالح والمتمثل في إعادة وحدة اليمن وهو الإنجاز الذي كان لا بد منه بعد أن شبع عالمنا العربي بما فيه الكفاية من تشريط سكاكين التمزق والشرذمة.
ولا يجوز هنا أن تغيب عن البال التحديات الشاقة التي تتحكم برقاب أمتنا فها هو العراق تغزوه الطائفية والعرقية وهاهي دول عربية أخرى تتنازعها الفتن والمنغصات التي تهدد واقعها وعوامل استقرارها..
وما يحسب للرئيس علي عبدالله صالح أنه وفي الوقت الذي حافظ فيه على الوحدة اليمنية فإنه الذي عمل وبحنكة شديدة على تطوير علاقات اليمن بالأشقاء وإنهاء مشاكل الحدود وتكوين رؤية مشتركة مع الأطراف الدولية في مواجهة أخطار العصر ومن ذلك خطر ظاهرة الإرهاب الدولي مما كان له الأثر البالغ في حماية اليمن من الاستهداف الخارجي وأطماع التدخل الدولي.