افتتاحية الثورة /متابعات -
زعيم .. السلطة ليست همه !!
يوم كان يتهرب إن لم نقل يفر أشجع وأخلص الرجال من تحمل مسئولية القيادة تصدى لها الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ببسالة وروح التضحية التي امتاز بها الأبطال المدافعون عن الثورة ونظامها الجمهوري وهو واحد منهم إن لم يكن في مقدمتهم.
ويومها كان الموت قرين السلطة والصعود إلى كرسيها يماثل أو يعني صعود الروح إلى باريها.
وفي أوضاع مكفهرة ومدلهمة مصبوغة بألوان الاغتيالات والصراعات ومسكونة بالفقر والتخلف الاقتصادي والاجتماعي ودولة تعاني من شحة الموارد إلى أقصى حدود العوز ، قَبِلَ الأخ الرئيس علي عبدالله صالح انتخاب ممثلي الشعب له لحمل مسؤولية الوطن بأعبائها الكبرى وتبعاتها الخطيرة وبيومها وظروفها ارتبطت بدايته ومسيرته القيادية التاريخية ونشأت وتطورت علاقته بمسئولية القيادة وفق قناعات البذل والتضحية ومفاهيم حماية الوطن من الانهيار ووضع خطواته على طريق البناء والتطور.
وإلى هذه الرؤية الوطنية لمتطلبات السلطة كواجب وحق وطني تعود أغلب إن لم تكن كل أسباب النجاحات التي رافقت مسيرة العهد الميمون للرئيس القائد علي عبدالله صالح في الانطلاق بالوطن اليمني من نقطة الحاجة للتنمية إلى النطاق الرحب لتحقيق الوحدة وإقامة الحياة الديمقراطية.
وكان أن عمل على إعادة الاستقرار إلى البلاد عن طريق الحوار وليكن التوفيق إلى جانبه وذلك هو الخيار أو السبيل الذي يصعب أو لايمكن تصور أن يهتدي إليه أي قائد تكون السلطة همه أو المسألة الوحيدة لاهتمامه.
والمشهود للرئيس علي عبدالله صالح أنه الذي اجتهد كثيراً وأخلص أيما إخلاص في العمل من أجل تجسيد فكره القيادي القائم على مبدأ المشاركة الشعبية في صنع واتخاذ القرار.
ولذلك كان ان ازدهر في عهده العمل التعاوني بل هو الذي شهد انتقاله نوعية وتاريخية من هيئات معنية بالمشاريع الخدمية إلى مجالس مسئولة عن الإشراف على تشغيل وإدارة تلك المشاريع والمشاركة بصورة مباشرة في إدارة الشئون المحلية.
وتلك هي المشاركة التي انتقلت إلى نطاق أوسع وأشمل من خلال الخطوة التالية للحوار الوطني وإقامة تنظيم المؤتمر الشعبي كمظلة وطنية للعمل والنشاط السياسي بمختلف اتجاهاته وألوانه الفكرية على أساس من القاسم المشترك الذي مثله الميثاق الوطني المعمد بالاستفتاء الشعبي.
وبإعادة تحقيق الوحدة وفي ظل نظامها الديمقراطي قدم الرئيس القائد الوحدوي أحدث وأعظم التأكيدات على التزامه القيم الوطنية في علاقته بالسلطة مضافاً إليها المبدأ الديمقراطي لتداولها سلمياً.
وحدث أن بادر بنفسه إلى طرح الفكرة بل مشروع التعديل الدستوري الذي يحدد فترة الرئاسة بدورتين انتخابيتين في موقف يندر أن أقدم عليه رئيس أو زعيم في العالم النامي على الأقل ، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل أنه الذي انتقل لمطالبة الأحزاب والتنظيمات السياسية إلى ترسيخ هذا المبدأ في برامجها والعمل على اختيار القيادات الشابة للتنافس على منصب رئيس الجمهورية وهو ما أكد عليه يوم أمس أثناء استقباله الفعاليات الوطنية والسياسية الحزبية والاجتماعية بمناسبة الذكرى الـ27 لانتخاب فخامته لقيادة مسيرة الوطن.
حيث جسد بذلك التأكيد على أنه وفي ظل الديمقراطية والتعددية السياسية فإن منصب رئيس الجمهورية ليس حكراً على أحد .. وبالتالي فمن حق الجميع التطلع إلى هذا الكرسي عن طريق الاحتكام لصناديق الاقتراع والامتثال لإرادة الشعب باعتباره صاحب السلطة ومصدرها..
وفي ذلك يبرهن الأخ الرئيس مجدداً على أن السلطة بالنسبة له هي مغرم وليس مغنماً ولعل هذا التعامل الراقي والوطني مع ذلك المبدأ هو من هيأ أمامه للمزيد من الفرص السانحة لإنجاز التحولات الكبرى وبناء اليمن الجديد الذي ينعم بالأمن والرخاء والاستقرار السياسي.
فقد كان من أعظم ما حققه هذا القائد لبلاده وشعبه أن أعاد لليمن الاعتبار لقرارها الوطني والسيادي وهو ما مكن بلادنا من التقدم الداخلي على مسارات التنمية والنهوض الشامل وارتياد مكانتها الإقليمية والدولية المرموقة.
وإلى ذلك أيضاً يرجع الفضل في احتفاظنا بقدرتنا على اتخاذ مواقفنا المستقلة في أشد الــظروف والتقلبات والمتغيرات العالمية كما حصل عند اعتماد منطق الحوار في مواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب التي عانت من ويلاتها بلادنا منذ وقت مبكر ، فقد اتجهت اليمن إلى معالجة انعكاسات هذه الظاهرة عن طريق الحوار على الرغم من طغيان الإرادة الدولية المنحازة لخيار استئصال الظاهرة بالمواجهة الأمنية.
وفي هذه المؤشرات ما يجسد على أن الرئيس علي عبدالله صالح هو من اجتمعت في شخصيته مواصفات القائد التنموي والزعيم الوحدوي والديمقراطي والسمات القيادية التي أهلته لصنع المنجزات والمعجزات وتحقيق أعظم الانتصارات للوطن اليمني.
ورجل كان الوفاء منه بما وعد فقد استحق حب شعبه الذي بادله الوفاء بالوفاء والحب بالحب.